Rama Ghith's Blog
October 25, 2020
كافكا العراقي .. الحكواتي: حسن بلاسم
حسن بلاسم الذي لا يعرف عنه الكثير من القراء العرب فهو ليس كاتب فقط للقصص والشعر بل هو كاتب سيناريو ومؤلف مسرحي وأيضا مخرج له العديد من الأعمال السينمائية والقصصية والشعرية والمسرحية ويهوى الكثير من أنواع الفنون، الذي لا تجد أعماله بسهولة وذلك لحظر بيعها بكثير من الدول العربية، لا يشارك في المهرجانات العربية، ولا تسمع اسمه مترددا في الكثير من الأمسيات، ولكن ربما تجد نسخة من كتابه مع أحد الأصدقاء الوافدين من الخارج أو النسخ الإليكترونية المتداولة لمن حصلوا على كتبه بطريقة أو بأخرى، فربما تتعجب إن وجدت كتبه باللغة العربي على أرفف مكتبة بهلنيسكي بينما لا تجد نسخة في المكتبات العربية!
ربما تسمع عن معرض الجثث والمنتشر اسمها بين قراء كُثر في الآونة الأخيرة، والتي أشادت بها جريدة وول ستريت جورنال حيث قالت عن القصص أنها "لا تبدو من قطعة لحم ممزق من تاريخ متقيح للبلاد"، وقد قالتباربرا هوفريت بجريدة ليبراري جورنال واصفة أول قصة بالمجموعة "القصة الأولى وحدها قذفتني، فلا تضيع الفرصة"، كما وصفها الروائي جويديب روي باتاكاريا قائلا "إنه عمل شبيه بصوغ الأحجار الكريمة، فقصص حسن بلاسم ليست محض توجس وقلق عميق ولكن ليس لها مثيل فهي ضرورية للتذكير بأن هناك الجانب الآخر الذي ينتظر أن يُعطي الصوت للكلفة التراجيدية لهذه الحرب وغيرها من الحروب التي لا ضرورة لها..
وقد وصف حسن بلاسم بأنه كافكا العراقي بلمسة إدغار الآن بو، العبثي والمليء بالرعب، كما وصفته جريدة ذي جارديان بأكبر كاتب حي من كتّاب القصة في العالم العربي، كما وصفته جريدة ذي اندبينديت بأنه صانع الرعب اليومي من شيئا من اللا مألوف وفق ذائقته..
تُرجمت بعض أعماله للعديد من اللغات بلغت إلى العشرين لغة تقريبا، له الكثير من الأفلام والمشاركات بالمسلسل والمسرح الفنلندي، كُرم في العديد من المهرجانات العالمية.. ولكن ظل غير معروف عنه في الوطن العربي سوى بأنه كاتب عراقي مقيم بفنلندا..
دعني أخبرك عزيزي القارئ عن معرض الجثث قبل أن أعرض عليك الحديث الذي دار مع مبدعنا هذه المرة حيثستجد بها الكثير من معاناة العراق وليست معاناة شخص فقط، والأكيد أن نشأة بلاسم على تلك الأرض الأثر في كتابة كل هذا الوجع والرعب الذي ستجده مرسوم أمام عينيك عزيزي القارئ، فالمجموعة تضم 25 قصة من الوجع والقهر الذي عاشه ويعيشه الشعب العراقي حتى الآن، ستلهث أنفاسك من الرعب مع المواطن الذي يحاول الهرب من الحدود إلى حدود أخرى، قلبك يكاد يتوقف عندما تشعر بالرصاصة التي اخترقت رأس البطل الذي قتل غدرا ودون سبب سوى أنه معارض، ستشاهد بعينك تفاصيل الساحة التي تحولت من حدائق الورود إلى بحيرة دم، ستشارك البطل الاضطراب عندما هاجر وحاول نسيان ماضية وبدأ يصنع لنفسه شخصية أخرى.. ولكن ليست وحدها معرض الجثث هي العمل الذي يحمل بين سطوره الوجع ولكن أيضا طفل الشيعة المسموم وهو عبارة عن نصوص شعرية تعبر عن الكثير من الغضب الذي ضاق به صدر حسن بلاسم فحاول أن يفرغه في سطور حتى يستطيع أن يحتمل ألم القدر واختباراته الموجعة.. كما هناك الله 99 وغيرها من الأعمال الأدبية التي عُرف فيها بالجرأة والسرد المؤلم الصادق الذي يجعلك ترى المشهد وتتورط بتفاصيله..
وعندما طلبنا من حسن بلاسم أن يحدثنا عن نفسه أخبرنا بما لم يُنشر عنه باللغة العربية من قبل فما لا تعرفه عزيزي القارئ عنه وما بدأبروايته عن نفسه في حديث أجرته عالم الكتاب معه هو أنه من مواليد بغداد 1973، انتقل مع والديه وأخوته التسعة للحياة بمدينة كركوك شمال العراق عندما بلغ 5 سنوات، وهي مدينة تحت النزاع حاليا في العراق بين الأكراد والحكومة المركزية، وكانت الميزة التي تتفرد بها كركوك تنوع الثقافات المختلفة مثل ضم مواطنين من مختلف القوميات مثل (الأكراد والتركمان والأديان المسيحية والصابئة والمسلمون بطوائفها المختلفة كالشيعة والسنة)، فكانت تلك المدينة هي سبب في بناء الجانب الثقافي المختلف بشخصية حسن بلاسم ومعرفته بلغات عديدة كاللغة الكردية، والتركية، واللغة العربية وهي اللغة الأم ومعرفته بشيء من اللغة السريانية..
- ما هو تأثير الحرب على طفولتك؟
بالتأكيد كانت الحرب لها تأثير على النفس، فكانت أبشع الصور التي احتفظت بها عندما كنت طفلا بكركوك تحت حكم صدام عند انتظارناعودة أقاربنا المشاركين بالحرب وهم عائدين شهداء، كما كان حزب البعث يقوم كان يجمع السكان حتى الأطفال في ساحات عامة ويقوم بتنفيذ الإعدامات، فكان وجود الأكراد والتركمان المعارضين للنظام سببا للاضطراب وعدم استقرار المدينة..
- كيف بدأت تكتشف أن لديك موهبة الكتابة؟
لقد كانت لدينا ببيت العائلة مكتبة كبيرة وكان والدي وأحد أخوتي يحبون القراءة فبدأت القراءة بعمر مبكرة كما كانت لي أول مشاركة في سن المراهقة بعمر ال 14 عام لجريدة محلية حيث شاركتبمسابقة لتصميم الكلمات المتقاطعة وقد نشرتها الجريدة ونلت عليها جائزة مادية واندهشت والدتي بما فاجأتهاوأنا مراهق وما لديّ من موهبة.. ومن هنا بدأ اهتمامي بالكتابة بأشكالها المختلفة من شعر وقصة..
وعندما انتهيت من المرحلة الإعدادية انتابتني الحيرة في ارتياد الجامعة الأنسب حتى أواصل الكتابة، وكانت الاختيارات التي أمامي هي الاختيارات التقليدية مثل دراسة آداب لغة عربية أو أدب إنجليزي أو أدب فرنسي، ولكن لم يكن لديّ الميل لهذه الأقسام، وعندما اشتدت حيرتي اقترح عليّصديق شاعر يكبرني بالعمر بدراسة السينما، وبالرغم من عدم اقتناعي بأن هذا المجال سوف يفيد موهبتي بالكتابة إلا أني عملت بالنصيحة وكنت ممتنا لنصيحته طيلة حياتي، هذه حيث كان لها الأثر في تطوير ثقافتي وأضافت ليالمعرفة بمختلف أنواع الفنون (من مسرح، فن التشكيلي، والتصميم بكلية الفنون)، وقد قمت بصناعة الأفلام وبدأ شغفي بحب السينما، ومن هنا كانت بداية الصدام بنظام الديكتاتور الذي كانت نتائجه خروجي من العراق..
- حدثنا عما مررت به من ظلم وتعنت من حكم صدام حسين؟
عندما انتقلنا إلى كركوك لم يرضخ والدي لإغراء السلطة ولم ينقل سجله إلى كركوك مقابل الحصول على قطعة أرض وأموال لبناء بيت في مرحلة التعريب، وعند عودتنا لبغداد عاقبتنا الحكومة بأن لم تمنحنا السلطات إذن لنقل أثاث البيت فقمنا بتهريب الأثاث، وكانت المصيبة الكبرى عندما كانت مديرية التربية لم توافق على نقل أوراقي وأوراق إخوتي الطلاب إلى بغداد لهذا اضطر جميع أخوتي لترك الدراسة وبقيت أنا في كركوك لأنهي الدراسة الإعدادية ورسبت بالسنة الأولى فلم يكن لدي مال وكنت وحيد أتسكع كثيرا، وبعد فترة تمكنت من دفع رشوة كبيرة لنقل أوراقي إلى بغداد وأنهي دراستي الإعدادية هناك وبعدها بدأت رحلة الجامعة..
وقتها كان هناك حصار أمريكا بالعراق وقد قمت بتكوين مجموعة لصناعة الأفلام، وفي عامي الثاني بالكلية قمت بصناعة فيلم قصير اسمه "جاردينيا" عام 1996 عن رجل فقير بالعراق، وقد أشاد به الأساتذة بالجامعة ونلت عنه جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان أكاديمية الفنون للفيلم الوثائقي الثاني وجائزة أفضل إخراج في مهرجان دائرة السينما والمسرح، كما نلت نفس الجائزة عام 1997 عن فيلم بياض الطين (سيناريو وتمثيل)، وكان في تلك الفترة حزب البعث يهيمن على شئون الطلبة، وتعرضت للتحقيق لمجرد عرض قضية الفقر بالعراق، وكعادة المبدعين الذين يحاولون أن يقدموا أعمال مختلفة ينتقدون فيها النظم الديكتاتورية فكانوا يقدمون أعمالهم بقضايا عامة ورمزية، ولكن هذا أيضا لم يجعلني آمنا داخل البلاد..
ومع تعرضي للتحقيقات وضغوط الحياة الفقيرة التي كنا نعيش بها تحت ظروف الحصار الاقتصادي الذي امتد من سنة ١٩٩١ وانتهى باحتلال بغداد ٢٠٠٣، فكنت مضطرا للعمل باستعلامات الفنادق وبيع السجائر محاولا تدبير مصاريف دراستي، وفي بعض المصادمات تم تعرضي للاعتقال لفترات متقطعة ولأسباب عديدة، وقد كان لدي كثير من أخوتي مودعين بالسجون ولأسباب مختلفة ومنها على سبيل المثال: حيث كان أخي سمير عندما كان مراهق كُتب عنه تقرير لأنه كان يستمع لأغنية فؤاد سالم وهو كان مطرب معارض لنظام صدام حسين، وأودع بالأحداث وقتها ولكن أخي قد خطط للهروب من السجن واتفق مع كل المساجين ونُفذت الخطة ونجح بالهرب ولكن لم يمر 24 ساعة إلا وقبض عليه وتم تعذيبه وتدميره، وأيضا أخي الثاني الذي كان ينتمي لحزب ديني، وغيرهم من أشقائي الذين عانوا من ظلم وقهر النظام.. وقد شجعني الكثير من الأصدقاء والزملاء لمغادرة العراق وهذا كان عام 1999..
- حدثنا عن رحلتك من العراق إلى فنلندا..
كانت أول محطة انتقلت إليها من بغداد هي كردستان حيث كانت مستقلة عن العراق تحت رعاية الأمم المتحدة، وكانت الحياة مع الأكراد مخاطرة ومغامرة فقررت استبدل اسمي باسم كردي"آزارد عثمان" وبدأت أشتغل مع الأكراد فقمت بعمل ورش تدريس سينما للشباب ومحبين السينما والمحترفين، وعملت أفلام قصيرة بإمكانيات بسيطة عن ظروفهم الصعبة التي عانوا منها تحت حكم الديكتاتور، وعملت فيلم (جرح الكاميرا) روائي طويل باللغة الكردية عام 2000 بالسليمانية وكان بتقنية VHS وكانت عبارة عن تجارب دراسية أكثر، وبالرغم من هرب الكثير من المعارضة إلى كردستان إلا أن رجال صدام لحقوا برموز المعارضة لقتلهم، فقررت أن أغادر كردستان حتى لا أعرض والدتي والمتبقي من عائلتي لخطر وانتقام صدّام، وكانت الطريقة الوحيدة للخروج هي الهرب سيرا على الأقدام بمبلغ بسيط حتى وصلت لإيران مع المهربين لأنني لا أملك جواز سفر بسبب التعنت الأمني فلم يكن مسموح أن تملك جواز سفر بسهولة، ومن خلال المشي في طريق جبال إيران أسبوعين تقريبا وصلت لتركيا، ومجرد وصولي اسطنبول كنت مفلسا فعشت حياة كلها مخاوف لأني لم املك أية أوراق وعليّ أن أعمل في الخفاء، ولم أتمكن من الاستمتاع بحياة آدمية فكنت أقع تحت استغلال الكثير، وهناك انتقلت من عمل لآخر بمصانع ومحال تجارية ومطابخ.. الخ، وذلك لتوفير الأموال للهرب من تركيا، التي عشت بها عام ونصف خلالها حاولت الهرب 4 مرات لبلغاريا، وكل مرة كانت تفشل المحاولاتويتم القبض عليّ أخسر كل ما ربحته وأبدأ من الصفر، وأخيرا وصلت إلى صوفيا عاصمة بلغاريا، وهناك تعرضت لحادث أثناء عملي بمطعم حيث تقطعت أصابعي نتيجة العمل على آلة، وأيضا عدم امتلاكي للأوراق كان عائقا لإجراء العمليات، ومن بعدها (واصلت عبور الحدود مشيا على الأقدام) إلى (صربيا) ثم هنغاريا (حتى وصولي إلى فنلندا) (دائما الفنلنديون يسألون حسن كيف وصلت الى فنلندا؟، أقول مبتسما مشيا على الأقدام، وقد استغرقت الرحلة من بغداد إلى هلسنكي فقط ٤ سنوات) وهنا أعطوني أوراق وأجريت عدة عمليات جراحية ليدي التي فقدت بها أصابعي وبدأت الحياة بشيء من الاستقرار..
- كيف كانت حياتك بفنلندا بعد تلك الرحلة المرعبة الشاقة من حياتك؟
الحياة لم تكن في البداية سلسة وبسيطة ولكن بعد محاولات عديدة ترجم لي قصة بالإنجليزية ومن هنا كانت بداية معرفتي بالعالم الفنلندي ومعرفتهم بي حيث نلت جائزة، وقد حصلت على الكثير من الدعم والتقدير المعنوي والمادي بفنلندا فهنا يمكنني الحصول على تمويل لصنع مسلسل أو مسرح أو فيلم حتى إنتاجي الأدبي الذي طُبع على عكس ما وجدته من العالم العربي من انعدام تقدير بل حُظرت أعمالي ومنعت من النشر.. وهذا كان أحد الأسباب لمقاطعتي للمهرجانات العربية، بجانب أنني هنا في أوروبا وفنلندا من الممكن أنتقد أي خطأ في سياسات الدولة ولا يتم توجيه الاتهام لي على العكس إن تحدثت في أحد المهرجانات عن المدونين المعتقلين أو تحدثت عن الكثير من الأصدقاء المساجين في الكثير من البلدان العربية سيتم اتخاذ إجراءات قانونية تعسفية.. فلا احتاج إلى جوائز مهرجانات الخليج فقد استطعت بصناعة الأفلام وأنا تحت خط الفقر.. أيضا المجتمع العربي للمثقفين معروف بالشللية وأنا لا أفضل هذا النوع من المجتمعات..
- ألم تحاول أن تنسى ماضيك العراقي كما كان مع بطلك بقصة كوابيس كارلوس فوينتس؟
لا بالعكس فكل ما مرينا به من أحداث هو مشكل تاريخنا وثقافتنا وهو مكوّن أساسي للشخصية وليس مهم أن ما نتناوله من موضوعات ولكن المهم هو الشكل.. وكيف تكتب..
- ما هي الذكريات الجميلة التي تتذكرها عن فترة دراستك؟
بينما كانت تستضيف العراق للكثير من الفنانين المصريين مثل يوسف شاهين وخالد يوسف، ذهبت في إحدى المرات مع صديق لزيارة يوسف شاهين بالفندق الذي كان ممتلئ بالحراسة والقبضة الأمنية وأقنعناه بإلقاء محاضرة بالكلية وكانت تلك من الذكريات السعيدة لديّ..
- هل العناوين الموجود أسفل معرض الجثث على غلاف المجموعة هم عناوين فرعية للمجموعة؟
بداية أحب أوضح أن اللغة العربية هي اللغة التي أكتب بها، ولكن عندما ظهرت أول مجموعة قصصية لي كانت مترجمة للإنجليزية بعنوان "مجنون ساحة الحرية" وكنت قد أرسلتها لعشرين دار عربية رفضوا طباعتها والبعض طالب مقابل مادي وأنا أرفض أن أدفع مقابل مجهودي الذي بذلته، وكانت ثاني مجموعة بإنجلترا 2009 وكان اسمها "المسيح العراقي" وقد نلت عنها جائزة ومن هنا كان طرح اقتراح ضم بعض القصص من المجموعتين لطبعهم بنسخة خاصة لأمريكا، ومن هنا جاءت فكرة المجموعة باللغة العربية عندما وجدت دار المتوسط التي عرضت نشر النصوص وبدون أي رقابة أو حذف حيث قمت بضم كل النصوص التي كتبتها فشملت "معرض الجثث" في نسختها العربية نصوص المجموعتين السابقتين كلهم بإضافة نصين آخرين..
ما هو رأيك باختلاف الوضع الحالي بالعراق عما هو كان أيام صدام؟
كان هناك مجتمع مدني أيام صدام بالسبعينات، ولم تكن المشاكل جثيمة ولكن عندما كنت تعارضه فقط تواجه المشاكل،كان هناكأمان وكانت توجد مراكز ثقافية المحاصر بالفكر البعثي، وكانت المرأة بالثمانينات تعيش بالمدن الرئيسية، وتستطيع الخروج بوقت متأخرحيث الحياة متفتحة، ونادرا ما تقع حوادث وذلك نتيجة القبضة الأمنية المتشددة، ولم يكن متواجد الحجاب إلا بالأحياء الشعبية أو الريفية.. ولكن بعد سقوط بغداد أو سقوط الديكتاتور بدأ الانشقاق فمن يقول احتلال ومن يقول تحرير، ولكن كان دخول أمريكا العراق هو جريمة بحق الوطن، وقمع النظام جعل المجتمع فكره بسيط ولم يكن لديه الوعي الكافي لسلبيات الاحتلال، والآن سيطرت الأحزاب الدينية المتطرفة - مثل السنة المتطرفين والشيعة المتطرفين - على الحياة بالعراق ولكن في بغداد هناك شيء من المقاومة ضد سيطرة الفكر الديني المتشدد..
وبالرغم من وقوع صدام الذي كان سبب في تركي لوطني لم أفكر في العودة بعد رحيله وذلك لأنه كان هناك ديكتاتور واحد معروف بينما الآن هناك الكثير من الأعداء الغير معروفين بين داعش والأحزاب الدينية والميليشيات..
- ما هو النوع المفضل لك من بين كل ما تقوم به من فنون؟
أنا أذوب في السينما ولكني مغرم بالكتابة بكل أشكالها، وأصف نفسي بأني حكواتي أكثر من أي وصف آخر.. فالكتابة هي الأمتع عندي عن السينما..
- ما هي المشاريع الأدبية أو الفنية الحالية التي تعمل عليها وتريد أن ينتظرها متابعينك بشغف؟
مسلسل للتلفزيون الفنلندي من 6 حلقات.. فيلم وثائقي عن كاتبات عراقيات العام القادم.. وبعد إصدار كتابي الله 99 باللغة الفنلندية، سيصدر أيضا بترجمات في اللغة الإنجليزية والسويدية والألمانية والهولندية ولغات أخرى بالعام القادم..
ومن الكُتاب المفضلين لدى بلاسم هو إيتالو كالفينو، هاروكي موراكامي، بولو أوستر، ومن كُتاب الرواية العراقية أحمد سعداوي،إنعام كه جه جي..
وقد أعلن بلاسم عن مشروع أناخيدوانا من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجيبا عن استفسارات الكثير من المتابعين حيث قال:
هي صفحة بمجهود تطوعي شخصي حيث تحتفل بمخيلة المرأة العراقية الكاتبة من آنخيدوانا حتى اليوم، والهدف منها هو تعريف الجمهور لغير الناطقين بالعربية بحفيدات أنخيدوانا، لذلك محتوى الصفحة باللغة الإنجليزية، الصفحة ليست للدفاع عن المرأة وحقوقها وحريتها بل هي احتفال بإنجاز مخيلة العراق في مجال الأدب، وعندما سئل بلاسم عن طريقة الدعم للفكرة اقترح أن يتم ترجمة السير الذاتية من اللغة العربية والغير مترجمة، شير ومتابعة الصفحة، اقتراح أفكار جديدة إن وجدت، عمل فيديو ترويجي للفكر، ترجمة شعر للشاعرات من العصر العباسي فأي مساهمات في الترجمة للشاعرات والمبدعات هو خدمة للفكرة ويطمح بلاسم أن يقدم من خلال جمع المعلومات بعمل سلسلة من الأفلام الوثائقية عن الكاتبات العراقيات إنتاج كتاب في اللغة الإنكليزية يضمن تاج الكاتبات، وفي المستقبل البعيد يحلم بتأسيس مشروع في بغداد اسمها ( جدتنا آنخيدوانا) مختصة بتقديم الدعم (المادي والمعنوي) ونشر نتاج الحفيدات..
* وقد حصل بلاسم على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال لا الحصر:
- أول عربي حاصل على جائزة الخيال الأجنبي المستقلة لعام 2014 عن المجموعة القصصية المسيح العراقي. والتي تمنح تلك الجائزة أول مرة لكتاب قصصي وليس رواية.
- جائزة الأدب فنلندا، عام 2013 عن قصة مجنون ساحة الحرية.
ـ جائزة الثقافة فنلندا. 2015.
- أفضل إصدارات أسبوعية لعام 2014 للناشر،بمعرضThe Corpse.
- جائزة الخيال الخارجي المستقل لعام 2010،قائمة طويلة،عن المجموعتين:
مجنون ساحة الحرية، المسيح العراقي..
- رشح إلى جائزة فرانك أوكونور للقصة القصيرة 2010، القائمة الطويلة،عن المجموعة القصصية: مجنون ساحة الحرية..
ربما تسمع عن معرض الجثث والمنتشر اسمها بين قراء كُثر في الآونة الأخيرة، والتي أشادت بها جريدة وول ستريت جورنال حيث قالت عن القصص أنها "لا تبدو من قطعة لحم ممزق من تاريخ متقيح للبلاد"، وقد قالتباربرا هوفريت بجريدة ليبراري جورنال واصفة أول قصة بالمجموعة "القصة الأولى وحدها قذفتني، فلا تضيع الفرصة"، كما وصفها الروائي جويديب روي باتاكاريا قائلا "إنه عمل شبيه بصوغ الأحجار الكريمة، فقصص حسن بلاسم ليست محض توجس وقلق عميق ولكن ليس لها مثيل فهي ضرورية للتذكير بأن هناك الجانب الآخر الذي ينتظر أن يُعطي الصوت للكلفة التراجيدية لهذه الحرب وغيرها من الحروب التي لا ضرورة لها..
وقد وصف حسن بلاسم بأنه كافكا العراقي بلمسة إدغار الآن بو، العبثي والمليء بالرعب، كما وصفته جريدة ذي جارديان بأكبر كاتب حي من كتّاب القصة في العالم العربي، كما وصفته جريدة ذي اندبينديت بأنه صانع الرعب اليومي من شيئا من اللا مألوف وفق ذائقته..
تُرجمت بعض أعماله للعديد من اللغات بلغت إلى العشرين لغة تقريبا، له الكثير من الأفلام والمشاركات بالمسلسل والمسرح الفنلندي، كُرم في العديد من المهرجانات العالمية.. ولكن ظل غير معروف عنه في الوطن العربي سوى بأنه كاتب عراقي مقيم بفنلندا..
دعني أخبرك عزيزي القارئ عن معرض الجثث قبل أن أعرض عليك الحديث الذي دار مع مبدعنا هذه المرة حيثستجد بها الكثير من معاناة العراق وليست معاناة شخص فقط، والأكيد أن نشأة بلاسم على تلك الأرض الأثر في كتابة كل هذا الوجع والرعب الذي ستجده مرسوم أمام عينيك عزيزي القارئ، فالمجموعة تضم 25 قصة من الوجع والقهر الذي عاشه ويعيشه الشعب العراقي حتى الآن، ستلهث أنفاسك من الرعب مع المواطن الذي يحاول الهرب من الحدود إلى حدود أخرى، قلبك يكاد يتوقف عندما تشعر بالرصاصة التي اخترقت رأس البطل الذي قتل غدرا ودون سبب سوى أنه معارض، ستشاهد بعينك تفاصيل الساحة التي تحولت من حدائق الورود إلى بحيرة دم، ستشارك البطل الاضطراب عندما هاجر وحاول نسيان ماضية وبدأ يصنع لنفسه شخصية أخرى.. ولكن ليست وحدها معرض الجثث هي العمل الذي يحمل بين سطوره الوجع ولكن أيضا طفل الشيعة المسموم وهو عبارة عن نصوص شعرية تعبر عن الكثير من الغضب الذي ضاق به صدر حسن بلاسم فحاول أن يفرغه في سطور حتى يستطيع أن يحتمل ألم القدر واختباراته الموجعة.. كما هناك الله 99 وغيرها من الأعمال الأدبية التي عُرف فيها بالجرأة والسرد المؤلم الصادق الذي يجعلك ترى المشهد وتتورط بتفاصيله..
وعندما طلبنا من حسن بلاسم أن يحدثنا عن نفسه أخبرنا بما لم يُنشر عنه باللغة العربية من قبل فما لا تعرفه عزيزي القارئ عنه وما بدأبروايته عن نفسه في حديث أجرته عالم الكتاب معه هو أنه من مواليد بغداد 1973، انتقل مع والديه وأخوته التسعة للحياة بمدينة كركوك شمال العراق عندما بلغ 5 سنوات، وهي مدينة تحت النزاع حاليا في العراق بين الأكراد والحكومة المركزية، وكانت الميزة التي تتفرد بها كركوك تنوع الثقافات المختلفة مثل ضم مواطنين من مختلف القوميات مثل (الأكراد والتركمان والأديان المسيحية والصابئة والمسلمون بطوائفها المختلفة كالشيعة والسنة)، فكانت تلك المدينة هي سبب في بناء الجانب الثقافي المختلف بشخصية حسن بلاسم ومعرفته بلغات عديدة كاللغة الكردية، والتركية، واللغة العربية وهي اللغة الأم ومعرفته بشيء من اللغة السريانية..
- ما هو تأثير الحرب على طفولتك؟
بالتأكيد كانت الحرب لها تأثير على النفس، فكانت أبشع الصور التي احتفظت بها عندما كنت طفلا بكركوك تحت حكم صدام عند انتظارناعودة أقاربنا المشاركين بالحرب وهم عائدين شهداء، كما كان حزب البعث يقوم كان يجمع السكان حتى الأطفال في ساحات عامة ويقوم بتنفيذ الإعدامات، فكان وجود الأكراد والتركمان المعارضين للنظام سببا للاضطراب وعدم استقرار المدينة..
- كيف بدأت تكتشف أن لديك موهبة الكتابة؟
لقد كانت لدينا ببيت العائلة مكتبة كبيرة وكان والدي وأحد أخوتي يحبون القراءة فبدأت القراءة بعمر مبكرة كما كانت لي أول مشاركة في سن المراهقة بعمر ال 14 عام لجريدة محلية حيث شاركتبمسابقة لتصميم الكلمات المتقاطعة وقد نشرتها الجريدة ونلت عليها جائزة مادية واندهشت والدتي بما فاجأتهاوأنا مراهق وما لديّ من موهبة.. ومن هنا بدأ اهتمامي بالكتابة بأشكالها المختلفة من شعر وقصة..
وعندما انتهيت من المرحلة الإعدادية انتابتني الحيرة في ارتياد الجامعة الأنسب حتى أواصل الكتابة، وكانت الاختيارات التي أمامي هي الاختيارات التقليدية مثل دراسة آداب لغة عربية أو أدب إنجليزي أو أدب فرنسي، ولكن لم يكن لديّ الميل لهذه الأقسام، وعندما اشتدت حيرتي اقترح عليّصديق شاعر يكبرني بالعمر بدراسة السينما، وبالرغم من عدم اقتناعي بأن هذا المجال سوف يفيد موهبتي بالكتابة إلا أني عملت بالنصيحة وكنت ممتنا لنصيحته طيلة حياتي، هذه حيث كان لها الأثر في تطوير ثقافتي وأضافت ليالمعرفة بمختلف أنواع الفنون (من مسرح، فن التشكيلي، والتصميم بكلية الفنون)، وقد قمت بصناعة الأفلام وبدأ شغفي بحب السينما، ومن هنا كانت بداية الصدام بنظام الديكتاتور الذي كانت نتائجه خروجي من العراق..
- حدثنا عما مررت به من ظلم وتعنت من حكم صدام حسين؟
عندما انتقلنا إلى كركوك لم يرضخ والدي لإغراء السلطة ولم ينقل سجله إلى كركوك مقابل الحصول على قطعة أرض وأموال لبناء بيت في مرحلة التعريب، وعند عودتنا لبغداد عاقبتنا الحكومة بأن لم تمنحنا السلطات إذن لنقل أثاث البيت فقمنا بتهريب الأثاث، وكانت المصيبة الكبرى عندما كانت مديرية التربية لم توافق على نقل أوراقي وأوراق إخوتي الطلاب إلى بغداد لهذا اضطر جميع أخوتي لترك الدراسة وبقيت أنا في كركوك لأنهي الدراسة الإعدادية ورسبت بالسنة الأولى فلم يكن لدي مال وكنت وحيد أتسكع كثيرا، وبعد فترة تمكنت من دفع رشوة كبيرة لنقل أوراقي إلى بغداد وأنهي دراستي الإعدادية هناك وبعدها بدأت رحلة الجامعة..
وقتها كان هناك حصار أمريكا بالعراق وقد قمت بتكوين مجموعة لصناعة الأفلام، وفي عامي الثاني بالكلية قمت بصناعة فيلم قصير اسمه "جاردينيا" عام 1996 عن رجل فقير بالعراق، وقد أشاد به الأساتذة بالجامعة ونلت عنه جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان أكاديمية الفنون للفيلم الوثائقي الثاني وجائزة أفضل إخراج في مهرجان دائرة السينما والمسرح، كما نلت نفس الجائزة عام 1997 عن فيلم بياض الطين (سيناريو وتمثيل)، وكان في تلك الفترة حزب البعث يهيمن على شئون الطلبة، وتعرضت للتحقيق لمجرد عرض قضية الفقر بالعراق، وكعادة المبدعين الذين يحاولون أن يقدموا أعمال مختلفة ينتقدون فيها النظم الديكتاتورية فكانوا يقدمون أعمالهم بقضايا عامة ورمزية، ولكن هذا أيضا لم يجعلني آمنا داخل البلاد..
ومع تعرضي للتحقيقات وضغوط الحياة الفقيرة التي كنا نعيش بها تحت ظروف الحصار الاقتصادي الذي امتد من سنة ١٩٩١ وانتهى باحتلال بغداد ٢٠٠٣، فكنت مضطرا للعمل باستعلامات الفنادق وبيع السجائر محاولا تدبير مصاريف دراستي، وفي بعض المصادمات تم تعرضي للاعتقال لفترات متقطعة ولأسباب عديدة، وقد كان لدي كثير من أخوتي مودعين بالسجون ولأسباب مختلفة ومنها على سبيل المثال: حيث كان أخي سمير عندما كان مراهق كُتب عنه تقرير لأنه كان يستمع لأغنية فؤاد سالم وهو كان مطرب معارض لنظام صدام حسين، وأودع بالأحداث وقتها ولكن أخي قد خطط للهروب من السجن واتفق مع كل المساجين ونُفذت الخطة ونجح بالهرب ولكن لم يمر 24 ساعة إلا وقبض عليه وتم تعذيبه وتدميره، وأيضا أخي الثاني الذي كان ينتمي لحزب ديني، وغيرهم من أشقائي الذين عانوا من ظلم وقهر النظام.. وقد شجعني الكثير من الأصدقاء والزملاء لمغادرة العراق وهذا كان عام 1999..
- حدثنا عن رحلتك من العراق إلى فنلندا..
كانت أول محطة انتقلت إليها من بغداد هي كردستان حيث كانت مستقلة عن العراق تحت رعاية الأمم المتحدة، وكانت الحياة مع الأكراد مخاطرة ومغامرة فقررت استبدل اسمي باسم كردي"آزارد عثمان" وبدأت أشتغل مع الأكراد فقمت بعمل ورش تدريس سينما للشباب ومحبين السينما والمحترفين، وعملت أفلام قصيرة بإمكانيات بسيطة عن ظروفهم الصعبة التي عانوا منها تحت حكم الديكتاتور، وعملت فيلم (جرح الكاميرا) روائي طويل باللغة الكردية عام 2000 بالسليمانية وكان بتقنية VHS وكانت عبارة عن تجارب دراسية أكثر، وبالرغم من هرب الكثير من المعارضة إلى كردستان إلا أن رجال صدام لحقوا برموز المعارضة لقتلهم، فقررت أن أغادر كردستان حتى لا أعرض والدتي والمتبقي من عائلتي لخطر وانتقام صدّام، وكانت الطريقة الوحيدة للخروج هي الهرب سيرا على الأقدام بمبلغ بسيط حتى وصلت لإيران مع المهربين لأنني لا أملك جواز سفر بسبب التعنت الأمني فلم يكن مسموح أن تملك جواز سفر بسهولة، ومن خلال المشي في طريق جبال إيران أسبوعين تقريبا وصلت لتركيا، ومجرد وصولي اسطنبول كنت مفلسا فعشت حياة كلها مخاوف لأني لم املك أية أوراق وعليّ أن أعمل في الخفاء، ولم أتمكن من الاستمتاع بحياة آدمية فكنت أقع تحت استغلال الكثير، وهناك انتقلت من عمل لآخر بمصانع ومحال تجارية ومطابخ.. الخ، وذلك لتوفير الأموال للهرب من تركيا، التي عشت بها عام ونصف خلالها حاولت الهرب 4 مرات لبلغاريا، وكل مرة كانت تفشل المحاولاتويتم القبض عليّ أخسر كل ما ربحته وأبدأ من الصفر، وأخيرا وصلت إلى صوفيا عاصمة بلغاريا، وهناك تعرضت لحادث أثناء عملي بمطعم حيث تقطعت أصابعي نتيجة العمل على آلة، وأيضا عدم امتلاكي للأوراق كان عائقا لإجراء العمليات، ومن بعدها (واصلت عبور الحدود مشيا على الأقدام) إلى (صربيا) ثم هنغاريا (حتى وصولي إلى فنلندا) (دائما الفنلنديون يسألون حسن كيف وصلت الى فنلندا؟، أقول مبتسما مشيا على الأقدام، وقد استغرقت الرحلة من بغداد إلى هلسنكي فقط ٤ سنوات) وهنا أعطوني أوراق وأجريت عدة عمليات جراحية ليدي التي فقدت بها أصابعي وبدأت الحياة بشيء من الاستقرار..
- كيف كانت حياتك بفنلندا بعد تلك الرحلة المرعبة الشاقة من حياتك؟
الحياة لم تكن في البداية سلسة وبسيطة ولكن بعد محاولات عديدة ترجم لي قصة بالإنجليزية ومن هنا كانت بداية معرفتي بالعالم الفنلندي ومعرفتهم بي حيث نلت جائزة، وقد حصلت على الكثير من الدعم والتقدير المعنوي والمادي بفنلندا فهنا يمكنني الحصول على تمويل لصنع مسلسل أو مسرح أو فيلم حتى إنتاجي الأدبي الذي طُبع على عكس ما وجدته من العالم العربي من انعدام تقدير بل حُظرت أعمالي ومنعت من النشر.. وهذا كان أحد الأسباب لمقاطعتي للمهرجانات العربية، بجانب أنني هنا في أوروبا وفنلندا من الممكن أنتقد أي خطأ في سياسات الدولة ولا يتم توجيه الاتهام لي على العكس إن تحدثت في أحد المهرجانات عن المدونين المعتقلين أو تحدثت عن الكثير من الأصدقاء المساجين في الكثير من البلدان العربية سيتم اتخاذ إجراءات قانونية تعسفية.. فلا احتاج إلى جوائز مهرجانات الخليج فقد استطعت بصناعة الأفلام وأنا تحت خط الفقر.. أيضا المجتمع العربي للمثقفين معروف بالشللية وأنا لا أفضل هذا النوع من المجتمعات..
- ألم تحاول أن تنسى ماضيك العراقي كما كان مع بطلك بقصة كوابيس كارلوس فوينتس؟
لا بالعكس فكل ما مرينا به من أحداث هو مشكل تاريخنا وثقافتنا وهو مكوّن أساسي للشخصية وليس مهم أن ما نتناوله من موضوعات ولكن المهم هو الشكل.. وكيف تكتب..
- ما هي الذكريات الجميلة التي تتذكرها عن فترة دراستك؟
بينما كانت تستضيف العراق للكثير من الفنانين المصريين مثل يوسف شاهين وخالد يوسف، ذهبت في إحدى المرات مع صديق لزيارة يوسف شاهين بالفندق الذي كان ممتلئ بالحراسة والقبضة الأمنية وأقنعناه بإلقاء محاضرة بالكلية وكانت تلك من الذكريات السعيدة لديّ..
- هل العناوين الموجود أسفل معرض الجثث على غلاف المجموعة هم عناوين فرعية للمجموعة؟
بداية أحب أوضح أن اللغة العربية هي اللغة التي أكتب بها، ولكن عندما ظهرت أول مجموعة قصصية لي كانت مترجمة للإنجليزية بعنوان "مجنون ساحة الحرية" وكنت قد أرسلتها لعشرين دار عربية رفضوا طباعتها والبعض طالب مقابل مادي وأنا أرفض أن أدفع مقابل مجهودي الذي بذلته، وكانت ثاني مجموعة بإنجلترا 2009 وكان اسمها "المسيح العراقي" وقد نلت عنها جائزة ومن هنا كان طرح اقتراح ضم بعض القصص من المجموعتين لطبعهم بنسخة خاصة لأمريكا، ومن هنا جاءت فكرة المجموعة باللغة العربية عندما وجدت دار المتوسط التي عرضت نشر النصوص وبدون أي رقابة أو حذف حيث قمت بضم كل النصوص التي كتبتها فشملت "معرض الجثث" في نسختها العربية نصوص المجموعتين السابقتين كلهم بإضافة نصين آخرين..
ما هو رأيك باختلاف الوضع الحالي بالعراق عما هو كان أيام صدام؟
كان هناك مجتمع مدني أيام صدام بالسبعينات، ولم تكن المشاكل جثيمة ولكن عندما كنت تعارضه فقط تواجه المشاكل،كان هناكأمان وكانت توجد مراكز ثقافية المحاصر بالفكر البعثي، وكانت المرأة بالثمانينات تعيش بالمدن الرئيسية، وتستطيع الخروج بوقت متأخرحيث الحياة متفتحة، ونادرا ما تقع حوادث وذلك نتيجة القبضة الأمنية المتشددة، ولم يكن متواجد الحجاب إلا بالأحياء الشعبية أو الريفية.. ولكن بعد سقوط بغداد أو سقوط الديكتاتور بدأ الانشقاق فمن يقول احتلال ومن يقول تحرير، ولكن كان دخول أمريكا العراق هو جريمة بحق الوطن، وقمع النظام جعل المجتمع فكره بسيط ولم يكن لديه الوعي الكافي لسلبيات الاحتلال، والآن سيطرت الأحزاب الدينية المتطرفة - مثل السنة المتطرفين والشيعة المتطرفين - على الحياة بالعراق ولكن في بغداد هناك شيء من المقاومة ضد سيطرة الفكر الديني المتشدد..
وبالرغم من وقوع صدام الذي كان سبب في تركي لوطني لم أفكر في العودة بعد رحيله وذلك لأنه كان هناك ديكتاتور واحد معروف بينما الآن هناك الكثير من الأعداء الغير معروفين بين داعش والأحزاب الدينية والميليشيات..
- ما هو النوع المفضل لك من بين كل ما تقوم به من فنون؟
أنا أذوب في السينما ولكني مغرم بالكتابة بكل أشكالها، وأصف نفسي بأني حكواتي أكثر من أي وصف آخر.. فالكتابة هي الأمتع عندي عن السينما..
- ما هي المشاريع الأدبية أو الفنية الحالية التي تعمل عليها وتريد أن ينتظرها متابعينك بشغف؟
مسلسل للتلفزيون الفنلندي من 6 حلقات.. فيلم وثائقي عن كاتبات عراقيات العام القادم.. وبعد إصدار كتابي الله 99 باللغة الفنلندية، سيصدر أيضا بترجمات في اللغة الإنجليزية والسويدية والألمانية والهولندية ولغات أخرى بالعام القادم..
ومن الكُتاب المفضلين لدى بلاسم هو إيتالو كالفينو، هاروكي موراكامي، بولو أوستر، ومن كُتاب الرواية العراقية أحمد سعداوي،إنعام كه جه جي..
وقد أعلن بلاسم عن مشروع أناخيدوانا من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجيبا عن استفسارات الكثير من المتابعين حيث قال:
هي صفحة بمجهود تطوعي شخصي حيث تحتفل بمخيلة المرأة العراقية الكاتبة من آنخيدوانا حتى اليوم، والهدف منها هو تعريف الجمهور لغير الناطقين بالعربية بحفيدات أنخيدوانا، لذلك محتوى الصفحة باللغة الإنجليزية، الصفحة ليست للدفاع عن المرأة وحقوقها وحريتها بل هي احتفال بإنجاز مخيلة العراق في مجال الأدب، وعندما سئل بلاسم عن طريقة الدعم للفكرة اقترح أن يتم ترجمة السير الذاتية من اللغة العربية والغير مترجمة، شير ومتابعة الصفحة، اقتراح أفكار جديدة إن وجدت، عمل فيديو ترويجي للفكر، ترجمة شعر للشاعرات من العصر العباسي فأي مساهمات في الترجمة للشاعرات والمبدعات هو خدمة للفكرة ويطمح بلاسم أن يقدم من خلال جمع المعلومات بعمل سلسلة من الأفلام الوثائقية عن الكاتبات العراقيات إنتاج كتاب في اللغة الإنكليزية يضمن تاج الكاتبات، وفي المستقبل البعيد يحلم بتأسيس مشروع في بغداد اسمها ( جدتنا آنخيدوانا) مختصة بتقديم الدعم (المادي والمعنوي) ونشر نتاج الحفيدات..
* وقد حصل بلاسم على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال لا الحصر:
- أول عربي حاصل على جائزة الخيال الأجنبي المستقلة لعام 2014 عن المجموعة القصصية المسيح العراقي. والتي تمنح تلك الجائزة أول مرة لكتاب قصصي وليس رواية.
- جائزة الأدب فنلندا، عام 2013 عن قصة مجنون ساحة الحرية.
ـ جائزة الثقافة فنلندا. 2015.
- أفضل إصدارات أسبوعية لعام 2014 للناشر،بمعرضThe Corpse.
- جائزة الخيال الخارجي المستقل لعام 2010،قائمة طويلة،عن المجموعتين:
مجنون ساحة الحرية، المسيح العراقي..
- رشح إلى جائزة فرانك أوكونور للقصة القصيرة 2010، القائمة الطويلة،عن المجموعة القصصية: مجنون ساحة الحرية..
Published on October 25, 2020 00:54
October 24, 2020
المهرج المفتعل
اجمع من مقاطع الموسيقى ما يرفق بحالي، وأخزن في عقلي تلك الأفعال المجنونة التي يتركها الآخرين على منضدة اللقاء، كسيجارة مطفأة في بقايا قهوة مسكوبة بعفوية الارتباك. أجلس وأعيد رسم الأداءات المختلّة على الورق، أنحت الشخوص التي تتراقص وتتمايل يمينا ويسارا و للأمام وللخلف، أحاول أن افتح ساحة الرقص لهم، كلما زادت الساحة اتساعا، حاولت الشخصيات الهرب برماديتها الباهتة ، عندما ألملم الدائرة، تركع التماثيل الناقصة أمام سن قلمي.
فجأة أجدني على خشبة مسرح مرصوصة الديكور لمدينة عتيقة، تأملت مبانيها راقية الطراز سريعا، القاعة صامتة مظلمة فظننتها خالية من الجمهور، سقطت الإضاءة تدريجيا على شاعر يرتدي ملابس مزينة بريش طاووس ملون، الشاعر منحني في منتصف الساحة، بعد ما نصب ظهره رأيت وجه بلياتشو يخفي عينيه خلف نظارة شمسية رخيصة، ودون استئذان من يوسف شاهين الواقف خلف الكواليس بدأ في افتتاح غنائه وكأنه مطرب أوبرا يصرخ في وجه الحضور، لم يكترث بوجود حسن كامي الجالس في الصف الأول، ولم ينظر بتقدير تجاه دنقل الذي يشاهده في البنوار، فيشهر نجيب سرور له بإصبعه الأوسط من الصف الأخير ويقطع غناء هذا الصعلوك بشخرة ثم ينسحب منفعلا من بين المشاهدين وهو يصرخ:
- "فاكر نفسه ملك الشحاتين! ".
لملم الممثل الركيك ريشه المهترئ متجاهلا مصدر الشخرة منشذّا بأنه الفنان الأعظم، يشد لوحة يوحنا المعمدان وهو يعمّد المسيح تهبط فتغطي الرسمة خلفية المسرح، يركع أمامها يعاتب (يوحنا):
- "لماذا لم تنظر لي بعين الرحمة فأنا الرسول المرتقب عودته"
تشمئز ملامح (سيلفادور دالي) وهو جالسا في بلكون يرسم لوحة جديدة فيها السيدة العذراء أمامها أراجوز راكع متوسلا إليها، وهي مشيحة بوجهها الغاضب، الاثنان واقفان على قطعة من الخشب العائمة، لونهما مموه خلفية اللوحة سماء لونها كالرمال وبحر هائج الأمواج، وأسماك قرش تقفز من بين الأمواج في محاولة لنهش جسد المهرج.
اخرج من ساحة المسرح، انضم للواقفين في الكواليس فلا يلحظني أحد، أسمع سُباب شاهين وانفعالاته، بجانبه هنومة التي تهدئ منه وتعاتبه:
- " ما أنت ال جبت لنا الصعلوك ده يا أستاذ وفي أول عرض مسرحي ليك تقدمه لجمهورك"
يقطع هذا الضجيج إلقاء الرجل بجسده على الأرض دون أية مبررات درامية، وبصوت هذيل يدندن:
- "أنا من كتبت ما لم يكتبه درويش، أنا سأعود بسينما أروع من سينما شاهين، أنا لا أعرف النوم، وبصوت خافت يقول أنا ملاك لم ارتكب الخطايا".
ومرة أخرى ينط واقفا وبنظرة شحاذ كأنه واقف على أحدى محطات الأتوبيس يقول:
- "فأنا لا أعرف مذاق للخمر ومازلت ببكارتي ولم أدخن الحشيش من قبل"
تتحول حركاته ونبرة صوته وكأنه شمشون الجبار قائلا:
- "سأهد تلك البيوت الصغيرة أمامي بقبضة يد حديدية".
تضجر هنومة من نشاذ الكومبارس فتسكب دهانات باردة الألوان وباهتة على وجهه، يساعدها الشاويش عطية وسمعة الأقرع في تقييده، يقتحم المسرح نيرون ومعه زجاجة تِـــنَر يسكبها على ريشه الملون ويشعل آخر عود كبريت معه ويلقي به عليه ويقهقه وسط هلع الجميع واستغاثة المخبول.
فجأة أجدني على خشبة مسرح مرصوصة الديكور لمدينة عتيقة، تأملت مبانيها راقية الطراز سريعا، القاعة صامتة مظلمة فظننتها خالية من الجمهور، سقطت الإضاءة تدريجيا على شاعر يرتدي ملابس مزينة بريش طاووس ملون، الشاعر منحني في منتصف الساحة، بعد ما نصب ظهره رأيت وجه بلياتشو يخفي عينيه خلف نظارة شمسية رخيصة، ودون استئذان من يوسف شاهين الواقف خلف الكواليس بدأ في افتتاح غنائه وكأنه مطرب أوبرا يصرخ في وجه الحضور، لم يكترث بوجود حسن كامي الجالس في الصف الأول، ولم ينظر بتقدير تجاه دنقل الذي يشاهده في البنوار، فيشهر نجيب سرور له بإصبعه الأوسط من الصف الأخير ويقطع غناء هذا الصعلوك بشخرة ثم ينسحب منفعلا من بين المشاهدين وهو يصرخ:
- "فاكر نفسه ملك الشحاتين! ".
لملم الممثل الركيك ريشه المهترئ متجاهلا مصدر الشخرة منشذّا بأنه الفنان الأعظم، يشد لوحة يوحنا المعمدان وهو يعمّد المسيح تهبط فتغطي الرسمة خلفية المسرح، يركع أمامها يعاتب (يوحنا):
- "لماذا لم تنظر لي بعين الرحمة فأنا الرسول المرتقب عودته"
تشمئز ملامح (سيلفادور دالي) وهو جالسا في بلكون يرسم لوحة جديدة فيها السيدة العذراء أمامها أراجوز راكع متوسلا إليها، وهي مشيحة بوجهها الغاضب، الاثنان واقفان على قطعة من الخشب العائمة، لونهما مموه خلفية اللوحة سماء لونها كالرمال وبحر هائج الأمواج، وأسماك قرش تقفز من بين الأمواج في محاولة لنهش جسد المهرج.
اخرج من ساحة المسرح، انضم للواقفين في الكواليس فلا يلحظني أحد، أسمع سُباب شاهين وانفعالاته، بجانبه هنومة التي تهدئ منه وتعاتبه:
- " ما أنت ال جبت لنا الصعلوك ده يا أستاذ وفي أول عرض مسرحي ليك تقدمه لجمهورك"
يقطع هذا الضجيج إلقاء الرجل بجسده على الأرض دون أية مبررات درامية، وبصوت هذيل يدندن:
- "أنا من كتبت ما لم يكتبه درويش، أنا سأعود بسينما أروع من سينما شاهين، أنا لا أعرف النوم، وبصوت خافت يقول أنا ملاك لم ارتكب الخطايا".
ومرة أخرى ينط واقفا وبنظرة شحاذ كأنه واقف على أحدى محطات الأتوبيس يقول:
- "فأنا لا أعرف مذاق للخمر ومازلت ببكارتي ولم أدخن الحشيش من قبل"
تتحول حركاته ونبرة صوته وكأنه شمشون الجبار قائلا:
- "سأهد تلك البيوت الصغيرة أمامي بقبضة يد حديدية".
تضجر هنومة من نشاذ الكومبارس فتسكب دهانات باردة الألوان وباهتة على وجهه، يساعدها الشاويش عطية وسمعة الأقرع في تقييده، يقتحم المسرح نيرون ومعه زجاجة تِـــنَر يسكبها على ريشه الملون ويشعل آخر عود كبريت معه ويلقي به عليه ويقهقه وسط هلع الجميع واستغاثة المخبول.
Published on October 24, 2020 05:22
November 13, 2011
������
�������� ������ ������ ���������� �������������� �������� ���� �������� ������ ������ ����������������, ������ ������ �������� ���� �������������� ���� ������, �������� �������� ������������, ������������, ���������������� �������������� �������������� �������� ������������ ���������� ���� ������������ ������������, �������������� ���� �������� ���� ������ ������ ������ ������ ��������������, �������������� ������ ���������� �������� ������������.
������ ���� ������ ����������������, �������� �������� �������� ���������� ������������, ������ ���������� ������ ���� ������������, �������� ������������ �������������� ������������, ������������ �������� �������� ��������������, �������� ���������� �������� ������������ �������� ���������� ������������.
���������� ���������� �������������� ��������, ������ ������������ ���������� ��������, ���������� �������������� �������� ������������ �������� ����������, ������ ������ ���������������� ���� ������ ���������� ������������, �������� ���������� ����������, ���������� ���������������� �������� ���������� ���� ������ �������� , ���� ��������, ������ ������ ���������� �������������� ���������� ������������ ������ ���������� ������������ �������� �������������� ������������ ������������, ���������� ������ ������������ ������������ �������� ������������ ���������� ��������.
���� ���������� ������������ ���������� ������������ �������������� ����������, �������� ���������� ���� �������� ������ ������������ ������ ���������� ������������������ ������ ����������, �������� ����������, ���������������� ���������� �������� �������� ������������ ���������� ��������, ������������ ���� ���������� �������������� ��������������, ���������� ������ �������������� ������������������ ������������ ������������.
������ �������������� ������������ ������ �������� �������� ����������������, ���������� ���������� ������ ���������� ��������, ���������� ���������� ������ ������������ ������������ ����������������, ������ ������������ ���������������� ������������������, ������ ���������� ���������� ������������ ���������� ,������ , �������� , ���������� �������� ���������� ��������������, �������� ������ ��������, �������� ��������������, �������� ������������ , �������� ������ ������������, �������� ���������� ������ ������ ���������� �������������� ���������� ������������, �������� ���������� �������� ����������, ��������, ���� ������������ ������ ��������, ������ ������ �������������� ����������, ������ ������ ���������� �������� ���� �������������������� ��������������, ������������ �������� ���������� ����������������,�������������� ���������������� ���������� ������ ������ ������������ ������������.
������������ �������� ���� ������������, ��������, �������� ������ ������������ �������������� ������ ��������, ���������� ���������������� ���� ������������, ������ ������ �������� ������ ������ �������� �������� ������ ������������, ���������� ���� ��������������, ���������� ���������� ������ �������� ������ ���� ������������, ������������, ���������� ��������������, �������� ����������, ������������ ����������, �������� ���� �������������� ��������, ���� ������ ����������, ���� ������ �������� ������ ������������ ���������������� ������������ ������������, ���������� ������������ ���������� ������������, ������������ �������������� ������ ���������� ������������ ������������, ���������� ���� ������������, ���������� ����������������, ���������� ������������, ����������������, �������� ���������� ���� ������������ ������ ������.
������ ���� ������ ����������������, �������� �������� �������� ���������� ������������, ������ ���������� ������ ���� ������������, �������� ������������ �������������� ������������, ������������ �������� �������� ��������������, �������� ���������� �������� ������������ �������� ���������� ������������.
���������� ���������� �������������� ��������, ������ ������������ ���������� ��������, ���������� �������������� �������� ������������ �������� ����������, ������ ������ ���������������� ���� ������ ���������� ������������, �������� ���������� ����������, ���������� ���������������� �������� ���������� ���� ������ �������� , ���� ��������, ������ ������ ���������� �������������� ���������� ������������ ������ ���������� ������������ �������� �������������� ������������ ������������, ���������� ������ ������������ ������������ �������� ������������ ���������� ��������.
���� ���������� ������������ ���������� ������������ �������������� ����������, �������� ���������� ���� �������� ������ ������������ ������ ���������� ������������������ ������ ����������, �������� ����������, ���������������� ���������� �������� �������� ������������ ���������� ��������, ������������ ���� ���������� �������������� ��������������, ���������� ������ �������������� ������������������ ������������ ������������.
������ �������������� ������������ ������ �������� �������� ����������������, ���������� ���������� ������ ���������� ��������, ���������� ���������� ������ ������������ ������������ ����������������, ������ ������������ ���������������� ������������������, ������ ���������� ���������� ������������ ���������� ,������ , �������� , ���������� �������� ���������� ��������������, �������� ������ ��������, �������� ��������������, �������� ������������ , �������� ������ ������������, �������� ���������� ������ ������ ���������� �������������� ���������� ������������, �������� ���������� �������� ����������, ��������, ���� ������������ ������ ��������, ������ ������ �������������� ����������, ������ ������ ���������� �������� ���� �������������������� ��������������, ������������ �������� ���������� ����������������,�������������� ���������������� ���������� ������ ������ ������������ ������������.
������������ �������� ���� ������������, ��������, �������� ������ ������������ �������������� ������ ��������, ���������� ���������������� ���� ������������, ������ ������ �������� ������ ������ �������� �������� ������ ������������, ���������� ���� ��������������, ���������� ���������� ������ �������� ������ ���� ������������, ������������, ���������� ��������������, �������� ����������, ������������ ����������, �������� ���� �������������� ��������, ���� ������ ����������, ���� ������ �������� ������ ������������ ���������������� ������������ ������������, ���������� ������������ ���������� ������������, ������������ �������������� ������ ���������� ������������ ������������, ���������� ���� ������������, ���������� ����������������, ���������� ������������, ����������������, �������� ���������� ���� ������������ ������ ������.
Published on November 13, 2011 04:56
ركن
شباك يطل على حديقة أشجارها وجدت من يهتم بها رغم إرتفاعها, حتى هما وجدا من يرعاهما كل شفق, يجلب لهما الطعام, الشراب, الأرجوحة الخشبية الخفيفة التي تسلِّي الوقت في قصرهما المذهب, يشتبكان كل شروق في ركن مطل على تلك الحديقة, يستمعان إلي أصوات تشبه صوتهما.
تحن هي إلي مشاركتهم, كلما نظرت إليه وجدته يتأرجح, غير مبالٍ لما في الخارج, حاول مراراً ليجذبها ناحيته, لينشدا لحنا يمتع الآخرين, كلما حدثها تشيح بوجهها تجاه ركنها المفضل.
بفضول تحاول التواصل معهم, رغم اختلاف نوعها عنهم, ينزوي مدندناً لحنه الهادئ بصوت منكسر, عند بدء اقترابها من هذا الركن يسبقها, ينشد ليثير غيظها, فيبدأ الإشتباك الذي ينتهي كل مرة بألم , بل جُرح, أول مرة اخترق منقارها الريش الملون على جناحه ليختلط لونه السماوي باللون الاحمر, فيفسح لها المجال مغرداً بحزن لتتربع حيثما تشاء.
في اليوم الثاني يتكرر الموقف بإختلاف الجرح, فهذه المرة لا يقوى على الوقوف على ساقيه الرفيعتين مرة ثانية, جرجر ساقيه, اصطحبتها الآمه لركن بعيد تاركاً أثراً خلفه, اقتربت من الركن المواجه للحديقة, منصته الي الأصوات وتبادلتها بصوتها العالي.
غرد معاتباً نفورها منه كلما حاول الاقتراب, انتهي يومها ولم ينتهِ ألمه, تركته متجهة إلي منزلهم المرفق بالقضبان, بعد نظرتها باستنكار لاستسلامه, رغم جراحه استغل غفوتها ليلاً ,زحف , تسحب , اقترب تجاه ركنها الملعون, اصدر صوت عتاب, ربما استغاثة, حاول الصراخ , منعه وهن حنجرته, اكمل ليلته على تلك الحال مقاوماً برودة الشتاء, خرجت لتكمل حديث الأمس, رأته, جن جنونها مرة أخرى, فقد عبر أسلاكاً شائكة, سبق وان حذرته منها في الإشتباكات السابقة, انهالت عليه ضرباً بجناحيها,التهمته بمنقارها الحاد حتى سقط منقاره السفلي.
صرخاته تخرج في إنهزام, قاوم, لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة دون جدوى, بمجرد انتهائها من مهمتها, رغم خلو العش لها الا انها عادت الي مكانها, تحاور من بالخارج, اقترب أحدهم على أقرب غصن من الشرفة, حاورها, لقنها أفكاراً, علها تستطع, اختارت احدها, بدأت في التنفيذ فورا, لم تنم يومها, بل ظلت تخرج درج طعامها بالمنقار رويداً رويداً, بمجرد إنطلاق الشفق الثالث, انطلقت زقزقتها حتى آتاها زائرها بالأمس, تسحبت من منفذها, لاقته بالرفرفة, تركها للحظات, استوقفها, غردا سوياً في طريقهم إلي عشه.
تحن هي إلي مشاركتهم, كلما نظرت إليه وجدته يتأرجح, غير مبالٍ لما في الخارج, حاول مراراً ليجذبها ناحيته, لينشدا لحنا يمتع الآخرين, كلما حدثها تشيح بوجهها تجاه ركنها المفضل.
بفضول تحاول التواصل معهم, رغم اختلاف نوعها عنهم, ينزوي مدندناً لحنه الهادئ بصوت منكسر, عند بدء اقترابها من هذا الركن يسبقها, ينشد ليثير غيظها, فيبدأ الإشتباك الذي ينتهي كل مرة بألم , بل جُرح, أول مرة اخترق منقارها الريش الملون على جناحه ليختلط لونه السماوي باللون الاحمر, فيفسح لها المجال مغرداً بحزن لتتربع حيثما تشاء.
في اليوم الثاني يتكرر الموقف بإختلاف الجرح, فهذه المرة لا يقوى على الوقوف على ساقيه الرفيعتين مرة ثانية, جرجر ساقيه, اصطحبتها الآمه لركن بعيد تاركاً أثراً خلفه, اقتربت من الركن المواجه للحديقة, منصته الي الأصوات وتبادلتها بصوتها العالي.
غرد معاتباً نفورها منه كلما حاول الاقتراب, انتهي يومها ولم ينتهِ ألمه, تركته متجهة إلي منزلهم المرفق بالقضبان, بعد نظرتها باستنكار لاستسلامه, رغم جراحه استغل غفوتها ليلاً ,زحف , تسحب , اقترب تجاه ركنها الملعون, اصدر صوت عتاب, ربما استغاثة, حاول الصراخ , منعه وهن حنجرته, اكمل ليلته على تلك الحال مقاوماً برودة الشتاء, خرجت لتكمل حديث الأمس, رأته, جن جنونها مرة أخرى, فقد عبر أسلاكاً شائكة, سبق وان حذرته منها في الإشتباكات السابقة, انهالت عليه ضرباً بجناحيها,التهمته بمنقارها الحاد حتى سقط منقاره السفلي.
صرخاته تخرج في إنهزام, قاوم, لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة دون جدوى, بمجرد انتهائها من مهمتها, رغم خلو العش لها الا انها عادت الي مكانها, تحاور من بالخارج, اقترب أحدهم على أقرب غصن من الشرفة, حاورها, لقنها أفكاراً, علها تستطع, اختارت احدها, بدأت في التنفيذ فورا, لم تنم يومها, بل ظلت تخرج درج طعامها بالمنقار رويداً رويداً, بمجرد إنطلاق الشفق الثالث, انطلقت زقزقتها حتى آتاها زائرها بالأمس, تسحبت من منفذها, لاقته بالرفرفة, تركها للحظات, استوقفها, غردا سوياً في طريقهم إلي عشه.
Published on November 13, 2011 04:56
November 7, 2011
������������������
������ ������������ ���� ������������������ ������ ��������, ������ ������ �������������� ���� ���������� �������� �������� ������������ ����������, ���������� �������� ������������ ������������, �������� ���� �������� ������ ����������, ���� ���������� �������������� ������������������ ����������, ������ �������������� �������� ������ ������, ������ ������ ������ ������ ������������, ������ ������������ ���������������� ������ ���������� �������������� �������� ��������������, �������� �������������� �������������� ��������, ���������� �������� ���������� ������������ ���� ����������, ������������ �������� ���������� ������ ���������� ����������, �������� �������� ���������� ������������, ���������� ���������� ���� ��������������, ������ �������� ���������� ������ ������ ��������������, ���������� ������ ������ ������������, �������� ���� ���������� ��������������, ������������ ������������ �������� ��������������, ������������ ��������������, ���������� ���������� ���������� ������������������,������������ ��������������:
"�������� ��������"
"���� ���������� ������������ ����������"
"���� �������� ���� ���� �������� �������� ��������"
"���� ������ ������������ �������� ������������ �������� ������������ ��������"
�������� ������������ �������� ������������ ��������, ������ �������� ������������, ���� ����������, ���� �������� ������������
"���������� ���������������� ����������"
���������� ����������, ������ ���� �������� ������������, ����������... ���������� ...������ ������ �������� �������� ���������� �������������� ���������������� ....��������, ������������ �������� ������������ ������������, ���������� ������ ���������� �������� ������������ ������, ������ �������� �������� ����������, ���������� ���� ���������� ������������ �������� ����������, �������� ���� ���������� ���� �������� ������ ������������ ���������� ��������������, ������������ ����������, �������� ���� ���������� �������� ������ ������������, ���������� ���� �������� ���������� ����������, ������ ������ ��������, �������� ���� ������ ������ ���������� ������ ����������, �������� ������ ������������������ �������� ���� �������� ��������, ���������� ���� �������� �������� ��������������, ������ ���� ������������ ���������� �������� ���� ���������� ������������, ������ ���������� ������������ �������� ���������� ��������, �������� ������������ ������������ �������� ���� ����������, ������������ �������� �������� ������������, ���������� ���������� ���������� ���� ����������������:
"���������� ������������ ������ ������ ���������������� ������������"
���������� ��������, ������������ ����������, ������������ ���� �������� ������ �������� ������������ ���� ��������, ���������� �������������� ���� ������, ������������ ����������������, ����������.. ������ ���������� ����������, ������ ���������� ���� ����������, ������ ���������� ������, ���������� ������ ������, �������� ���� ���� �������� ����������, ���� �������� ��������, ���� �������� .. ���������� ... �������� ������, ���������� �������������� ���� �������������� ����������, ������ �������������� ������������ ���������� ������ �������� ���������� ���������� ��������, ���������� ������ ���������� ����������, ���������� �������������� �������������� ���������� ����������, ������ ������ ��������, ������ ���������� ��������������, �������� ��������:
"�������� ���� ������������ ���������� ���������������� �������� ����������������"
"�������� ��������"
"���� ���������� ������������ ����������"
"���� �������� ���� ���� �������� �������� ��������"
"���� ������ ������������ �������� ������������ �������� ������������ ��������"
�������� ������������ �������� ������������ ��������, ������ �������� ������������, ���� ����������, ���� �������� ������������
"���������� ���������������� ����������"
���������� ����������, ������ ���� �������� ������������, ����������... ���������� ...������ ������ �������� �������� ���������� �������������� ���������������� ....��������, ������������ �������� ������������ ������������, ���������� ������ ���������� �������� ������������ ������, ������ �������� �������� ����������, ���������� ���� ���������� ������������ �������� ����������, �������� ���� ���������� ���� �������� ������ ������������ ���������� ��������������, ������������ ����������, �������� ���� ���������� �������� ������ ������������, ���������� ���� �������� ���������� ����������, ������ ������ ��������, �������� ���� ������ ������ ���������� ������ ����������, �������� ������ ������������������ �������� ���� �������� ��������, ���������� ���� �������� �������� ��������������, ������ ���� ������������ ���������� �������� ���� ���������� ������������, ������ ���������� ������������ �������� ���������� ��������, �������� ������������ ������������ �������� ���� ����������, ������������ �������� �������� ������������, ���������� ���������� ���������� ���� ����������������:
"���������� ������������ ������ ������ ���������������� ������������"
���������� ��������, ������������ ����������, ������������ ���� �������� ������ �������� ������������ ���� ��������, ���������� �������������� ���� ������, ������������ ����������������, ����������.. ������ ���������� ����������, ������ ���������� ���� ����������, ������ ���������� ������, ���������� ������ ������, �������� ���� ���� �������� ����������, ���� �������� ��������, ���� �������� .. ���������� ... �������� ������, ���������� �������������� ���� �������������� ����������, ������ �������������� ������������ ���������� ������ �������� ���������� ���������� ��������, ���������� ������ ���������� ����������, ���������� �������������� �������������� ���������� ����������, ������ ������ ��������, ������ ���������� ��������������, �������� ��������:
"�������� ���� ������������ ���������� ���������������� �������� ����������������"

Published on November 07, 2011 20:58
المستعمرة
قرر الخروج من المستعمرة دون عودة, بعد عدة تدريبات من ابويه طيلة ثلاث اسابيع ماضية, اليوم اكمل اسبوعه العاشر, عليه ان يحصل على وجبته, شق الكتل البيضاء المتراكمة امامه, رغم البرودة التي شعر بها, الا انه احب هذا المناخ, احب ذراعاه الممدودة على اشدها توسطتها رأسه الشامخة, لونه الرمادي المتدرج عليه, مرسوم بضوء القرص المنير في الافق, استنشق نسيم البحر حتى اعماق رئتيه, اصدر صوته فرحاً لوصوله, معلنا وجوده في الاجواء, دقق نظره الحاد على تلك الامواج, لمحها تحت سطح المياه, تسبح في رشاقة زجزاجية, تتبعها بعيونه رفرف بجناحيه, ابتهجت اساريره, اقترب مسافة تكفيه للاستعداد,داعبته الافكار:
"اهجم الآن"
"لا انتظر طاردها رويدا"
"بل ستجد من هي اكبر حجما منها"
"عد الي المرسى ستجد النافق هناك سيغذيك اكثر"
كلما داعبته فكرة عاندها بقوة, سمع صوتا يناديه, لم يتوقف, لن يعود للماضي
"ساصنع مستعمرتي بنفسي"
قالها لنفسه, زاد من سرعة طيرانه, ارتفع... ارتفع ...وصل مرة اخرى لتلك الكتل البيضاء المتكومة ....شقها, احتلته نشوة داخلية بالفرح, لمحهم هذه المرة صدقت افكاره معه, سرب يتبع بعضه البعض, يطأطأ من مستوى سباحته تجاه السطح, مجرد ان تقترب كل موجة على احتضان اختها العائدة, طاردهم قليلا, منهم من انتبه فغاص دون ارتفاع, ومنهم من عارض اتجاه السرب, سار على هواه, كمية لا بأس بها لوجبة هذا اليوم, اتخذ وضع الاستعداد واذا به يهبط فجأة, ابتلع ما تحصل عليه بمنقاره, هرب من استطاع الغوص لعمق لم يسطتع رؤيتهم, نفض الماء المالح الذي استقر عليه, اكمل طيرانه بمستوى قريب من السطح, مازالت بطنه تطلب المزيد, وجدها تعلوه بقليل من الارتفاع:
"مازلت صغيراً على صنع مستعمرتك الخاصة"
رمقها بحدة, تقدمها بسرعة, تحداها ان يعثر على كمية مناسبة له ولها, وعدته ستجازيه إن اوف, طالبها بمراقبته, لحقته.. نبض قلبها فرحاً, دقق النظر في السطح, وجد سرباً آخر, تتبعه على مهل, لاحظ من هم اكبر حجماً, لم يخرج صوتا, بل رفرف .. ارتفع ... فجأة غطس, توقفت اجنحتها عن الطيران للحظة, بعد ادراكها لفعلته اسرعت حتى وصلت لنقطة بداية غوصه, تحيرت نبض قلبها سريعا, تدفقت الافكار الخائفة اليها سريعا, عاد مرة اخرى, هذه المرة بإحداهن, غردت فرحة:
"الآن هل تقبلني شريكة مستعمرتك ايها النورس؟؟"
"اهجم الآن"
"لا انتظر طاردها رويدا"
"بل ستجد من هي اكبر حجما منها"
"عد الي المرسى ستجد النافق هناك سيغذيك اكثر"
كلما داعبته فكرة عاندها بقوة, سمع صوتا يناديه, لم يتوقف, لن يعود للماضي
"ساصنع مستعمرتي بنفسي"
قالها لنفسه, زاد من سرعة طيرانه, ارتفع... ارتفع ...وصل مرة اخرى لتلك الكتل البيضاء المتكومة ....شقها, احتلته نشوة داخلية بالفرح, لمحهم هذه المرة صدقت افكاره معه, سرب يتبع بعضه البعض, يطأطأ من مستوى سباحته تجاه السطح, مجرد ان تقترب كل موجة على احتضان اختها العائدة, طاردهم قليلا, منهم من انتبه فغاص دون ارتفاع, ومنهم من عارض اتجاه السرب, سار على هواه, كمية لا بأس بها لوجبة هذا اليوم, اتخذ وضع الاستعداد واذا به يهبط فجأة, ابتلع ما تحصل عليه بمنقاره, هرب من استطاع الغوص لعمق لم يسطتع رؤيتهم, نفض الماء المالح الذي استقر عليه, اكمل طيرانه بمستوى قريب من السطح, مازالت بطنه تطلب المزيد, وجدها تعلوه بقليل من الارتفاع:
"مازلت صغيراً على صنع مستعمرتك الخاصة"
رمقها بحدة, تقدمها بسرعة, تحداها ان يعثر على كمية مناسبة له ولها, وعدته ستجازيه إن اوف, طالبها بمراقبته, لحقته.. نبض قلبها فرحاً, دقق النظر في السطح, وجد سرباً آخر, تتبعه على مهل, لاحظ من هم اكبر حجماً, لم يخرج صوتا, بل رفرف .. ارتفع ... فجأة غطس, توقفت اجنحتها عن الطيران للحظة, بعد ادراكها لفعلته اسرعت حتى وصلت لنقطة بداية غوصه, تحيرت نبض قلبها سريعا, تدفقت الافكار الخائفة اليها سريعا, عاد مرة اخرى, هذه المرة بإحداهن, غردت فرحة:
"الآن هل تقبلني شريكة مستعمرتك ايها النورس؟؟"

Published on November 07, 2011 20:58
November 5, 2011
��������
���� ���������� �������� ������ ���� �������� ��������������, ���� ���������� ����������, ���������� ���������� ,���� ������ ��������, ������������ ���������� ���� ���������� ����������, ������ ������������ ������ �������� ���������� ���������� ��������������, �������� ������������.. ������������ ���������� ����������, �������� ������ �������� ���� ������ ����������������, ���������� ������������ ��������������, �������� �������� ���������� ���������������� ������ ��������, ���������� ���������� �������������� ,�������� ���������� ���� ������������ ������ ����������, ������ ���������� ������ ������������ ������������, �������� �������� �������� �������� ���������� ������ :
"������������ ���� �������������� ����"
"���� ������������"
"������������ ���� ���������� ������"
"�������� �������� ������ ���� ��������"
�������� ��������������, ���������� �������� ������������, ���������� ��������, ���������� �������� �������� �������� ���������� ���������� ��������������, ������ ���������� �������� �������� ������������, ���������� �������� ������ ���������� ��������������, ������ �������� ������ ������������ ���������� ���������� ���������� ���� ������ ������������ ���� ���������� ������ ������������, �������������� ��������,�������� �������� ���� ��������, �������� ���������������� ,�������������� ���� ���� ���������� ,���������� ����������, ���������� ���������� ��������, ���� ���������� ���� ���������� ������ ��������.
�������� ���������� ��������������, ���������� ����������, ���������� �������� ����������, ���������� ���� ���������� ���������� ����������, ���������� �������� �������������� ��������������, ������ �������� ������ �������������� �������������� ������ ���� ������������ ���������� ������ ��������, ���������� ���������� ��������������..
�������� ���� ������ ����......... (���������� ��������) ���� �������� �������� ���� ���� ������ ���� �������� ���� ��������.
�������� ���� ������������.. ���� �������������� ���������� ����������������, ��������, �������������� ��������������, �������� ������������ ������ �������� �������� �������������� ���� �������� ������, ���� ���� ������ ������������ �������� ���������� ������, ������ ���������� ����������, ������������ ������������ ������ �������� ������ �������� ���������� ������ �������� ���������� ���������� �������� ���������������� ������ �������� ������������, ������ �������� �������� ���������������� ��������������, ������������ ���������������� ���� ������ ������������, ���������� .. ������ ������������ �������� �������� ���� ������ ���������� ����������, ���� ���������� ���� ������������, ���������� ������������ :
�������� ������������ ������ �������� ��������������!!!
���������� �������� ,������ ���� �������� ���������������� ���������� ����������������, ������������ ������, �������� ���� ���������� ���� ���������� ������ ��������������, ������ ���� ���������� ���� ��������, ������ ������������ �������� ������ ������������ ������������������ ,�������� ���������� ���� ��������, ������������ ������ ������������ �������� ������ ����������, ������ ������������ �������� ������ �������� ������������:
- �������� ������
- ������ ������
- ������ ������
���������� ������������ ..������ ������������ ������ ���������� ���� �������� ���������� ������ ������ ������������, ���������� ������ �������� ���� ���������� ���� ����������, ���� �������� ������������ ���������� ������ ���������� ��������������, �������� �������� �������� ������ ��������, ���� ���������� ���� ������ ������������ ,�������� ���������� ���������� ������ ��������, ������ ������������ ,�������� ������������ ���� ������ ������ ����������, ������ ���������� ������������ ������ ���������� ������ ������������ ������
"������������ ���� �������������� ����"
"���� ������������"
"������������ ���� ���������� ������"
"�������� �������� ������ ���� ��������"
�������� ��������������, ���������� �������� ������������, ���������� ��������, ���������� �������� �������� �������� ���������� ���������� ��������������, ������ ���������� �������� �������� ������������, ���������� �������� ������ ���������� ��������������, ������ �������� ������ ������������ ���������� ���������� ���������� ���� ������ ������������ ���� ���������� ������ ������������, �������������� ��������,�������� �������� ���� ��������, �������� ���������������� ,�������������� ���� ���� ���������� ,���������� ����������, ���������� ���������� ��������, ���� ���������� ���� ���������� ������ ��������.
�������� ���������� ��������������, ���������� ����������, ���������� �������� ����������, ���������� ���� ���������� ���������� ����������, ���������� �������� �������������� ��������������, ������ �������� ������ �������������� �������������� ������ ���� ������������ ���������� ������ ��������, ���������� ���������� ��������������..
�������� ���� ������ ����......... (���������� ��������) ���� �������� �������� ���� ���� ������ ���� �������� ���� ��������.
�������� ���� ������������.. ���� �������������� ���������� ����������������, ��������, �������������� ��������������, �������� ������������ ������ �������� �������� �������������� ���� �������� ������, ���� ���� ������ ������������ �������� ���������� ������, ������ ���������� ����������, ������������ ������������ ������ �������� ������ �������� ���������� ������ �������� ���������� ���������� �������� ���������������� ������ �������� ������������, ������ �������� �������� ���������������� ��������������, ������������ ���������������� ���� ������ ������������, ���������� .. ������ ������������ �������� �������� ���� ������ ���������� ����������, ���� ���������� ���� ������������, ���������� ������������ :
�������� ������������ ������ �������� ��������������!!!
���������� �������� ,������ ���� �������� ���������������� ���������� ����������������, ������������ ������, �������� ���� ���������� ���� ���������� ������ ��������������, ������ ���� ���������� ���� ��������, ������ ������������ �������� ������ ������������ ������������������ ,�������� ���������� ���� ��������, ������������ ������ ������������ �������� ������ ����������, ������ ������������ �������� ������ �������� ������������:
- �������� ������
- ������ ������
- ������ ������
���������� ������������ ..������ ������������ ������ ���������� ���� �������� ���������� ������ ������ ������������, ���������� ������ �������� ���� ���������� ���� ����������, ���� �������� ������������ ���������� ������ ���������� ��������������, �������� �������� �������� ������ ��������, ���� ���������� ���� ������ ������������ ,�������� ���������� ���������� ������ ��������, ������ ������������ ,�������� ������������ ���� ������ ������ ����������, ������ ���������� ������������ ������ ���������� ������ ������������ ������
Published on November 05, 2011 15:59
قيود
من هيئته تعرف انه لم يكمل التاسعة, ذو نبضات سريعة, انفاس لاهثة ,في ركن غرفة, استطاع الضوء ان يتسلل اليها, جعل الرؤية تكد تكون واضحة لعينه الدامعة, حاول الوقوف.. الحبال اعاقت حركته, قاوم حتى اصبح في وضع القرفصاء, اشتدت اربطته العضلية, فعاد ممدد قدماه الممتلئة مرة اخرى, ناظرا ليداه الموثقة ,حاول مرارا فك ربطتها دون نتيجة, ألق برأسه على الجدار الخلفي, اغمض عينه تذكر صوتا صارخا فيه :
"قولتلك حل المسألة دي"
"مش فاهمها"
"شرحتها لك مليون مرة"
"عاوز مدرس انت مش مدرس"
أُمر بالوقوف, معطيا وجهه للحائط, رافعا يداه, استمر حاله اربع لفات كاملة لعقرب الدقائق, سرق لحظات ارخى فيها ركبتيه, عندما لوحظ جلب حزاما للترهيب, حتى صرخت غير متحملة ارهاق طفلها معلنة عن عدم رغبتها في اكمال هذه الزيجة, احتضنته بقوة,جُذب بعنف من يدها, قُيد بالاربطة ,أُلقيَّ به في غرفته ,انطفأ النور, أُغلق الباب عليه, لم تتوقف عن الندب على حظها.
دمعت عيونه تدريجيا, نحيبه ارتفع, رافضا سماع صوتهم, تأقلم مع حباله رفيقة ظلامه, اعتاد جراح خشونتها بمعصميه, حتى قدمه رغم ارتداءه للبنطال الا ان الحبال رٌبطت على جلده, ازداد نحيبه ارتفاعا..
اخرس يا ابن ال......... (شتائم بأمه) مش عاوز اسمع لك حس لحد ما يبان لك نهار.
توقف عن النحيب.. مع استمرار دموعة المنهمرة, انصت, لحديثهم المعهود, يشعر بالخذي لاب بخيل يجمع الاموال في حساب خاص, ام لم تبد اعتراض طيلة اعوام مضت, يسد آذانه بيديه, طاردته الذكرى منذ انثى عشر شهرا عندما طلب منها زوجها امضاء ورقة موافقتها على سفره للخارج, حجة تأكد انها ستبتلعها لأميتها, ماطلته لإرهاقها في عمل المنزل, تركها .. عاد استشاط غضبا مجرد ان رأى ورقته ممزقة, لم تنتظر ان يسألها, اكتفت بقولها :
عاوز تمضيني على حاجة مملكهاش!!!
ابتلع غيظه ,جلس مع طفله لاستذكار مواده الدراسية, كعادته معه, مجرد ان يتردد في اجابة احد الاسئلة, يجد ما يناله من عقاب, ظلت الدموع تجري على وجنتيه البريئتين ,غابت عيونه في ظلام, طاردته هذه الذكرى طيلة عشر سنوات, حتى استيقظ يوما على رنين الهاتف:
- ايوة انا
- ايه فين
- انا جاي
ارتدى ملابسه ..ذهب ليتعرف على ملامح قد يكون عرفها قبل هذه اللحظة, يتبين على جسمه ان سيارة ما دهسته, لم تترك معلماً واضحا سوى عيونه القاسية, التي رآها لاول مرة فزعة, لم يتخيل قط هذه اللحظة ,اغمض عيونه ثانية دون دموع, خرج بتصريح ,جعله يستريح من ألم طال سنوات, عاد لينصت نحيبها هذه المرة رغم عذابها منه
"قولتلك حل المسألة دي"
"مش فاهمها"
"شرحتها لك مليون مرة"
"عاوز مدرس انت مش مدرس"
أُمر بالوقوف, معطيا وجهه للحائط, رافعا يداه, استمر حاله اربع لفات كاملة لعقرب الدقائق, سرق لحظات ارخى فيها ركبتيه, عندما لوحظ جلب حزاما للترهيب, حتى صرخت غير متحملة ارهاق طفلها معلنة عن عدم رغبتها في اكمال هذه الزيجة, احتضنته بقوة,جُذب بعنف من يدها, قُيد بالاربطة ,أُلقيَّ به في غرفته ,انطفأ النور, أُغلق الباب عليه, لم تتوقف عن الندب على حظها.
دمعت عيونه تدريجيا, نحيبه ارتفع, رافضا سماع صوتهم, تأقلم مع حباله رفيقة ظلامه, اعتاد جراح خشونتها بمعصميه, حتى قدمه رغم ارتداءه للبنطال الا ان الحبال رٌبطت على جلده, ازداد نحيبه ارتفاعا..
اخرس يا ابن ال......... (شتائم بأمه) مش عاوز اسمع لك حس لحد ما يبان لك نهار.
توقف عن النحيب.. مع استمرار دموعة المنهمرة, انصت, لحديثهم المعهود, يشعر بالخذي لاب بخيل يجمع الاموال في حساب خاص, ام لم تبد اعتراض طيلة اعوام مضت, يسد آذانه بيديه, طاردته الذكرى منذ انثى عشر شهرا عندما طلب منها زوجها امضاء ورقة موافقتها على سفره للخارج, حجة تأكد انها ستبتلعها لأميتها, ماطلته لإرهاقها في عمل المنزل, تركها .. عاد استشاط غضبا مجرد ان رأى ورقته ممزقة, لم تنتظر ان يسألها, اكتفت بقولها :
عاوز تمضيني على حاجة مملكهاش!!!
ابتلع غيظه ,جلس مع طفله لاستذكار مواده الدراسية, كعادته معه, مجرد ان يتردد في اجابة احد الاسئلة, يجد ما يناله من عقاب, ظلت الدموع تجري على وجنتيه البريئتين ,غابت عيونه في ظلام, طاردته هذه الذكرى طيلة عشر سنوات, حتى استيقظ يوما على رنين الهاتف:
- ايوة انا
- ايه فين
- انا جاي
ارتدى ملابسه ..ذهب ليتعرف على ملامح قد يكون عرفها قبل هذه اللحظة, يتبين على جسمه ان سيارة ما دهسته, لم تترك معلماً واضحا سوى عيونه القاسية, التي رآها لاول مرة فزعة, لم يتخيل قط هذه اللحظة ,اغمض عيونه ثانية دون دموع, خرج بتصريح ,جعله يستريح من ألم طال سنوات, عاد لينصت نحيبها هذه المرة رغم عذابها منه
Published on November 05, 2011 15:59
October 29, 2011
����������
�������� �������������� ���������� ������������, �������� ���������� ���������� ���������� ���������� ������ ������������, ������������ ������������ ������ ������������, �������� ���������� ���� ���������� ������������ ������������, �������� ������������ ������ ��������������, ���������� ������������ �������������� ����������������, ������ ������������ �������� ���������� ���������� ������������, ���������� �������� ������ �������� ��������������, ������������ ������������ ���� ����������, ���������� ���� ������������, �������� �������� ���������� ��������������, ���������� ������������ ������������, ������������ ������ ������������ ���� ���� ������������, ���������� ������ �������� ���� ���������� "�������� ������������ ���� ���������� - �������� ���������� ���� ����������..."
�������� ���� ���������� ���������� ���� �������� ����������, ���������� ����������, �������� ���� ������ �������������� ������ ������ ����������, ���������� �������������� �������� �������� ���������� ������������ ��������, �������� ������������ ���������� ���������� ���������� ���� ���� ������ ������������, �������� ������ ������������ ����������, �������� �������� ���������� ,�������� ������������ ������������ ���� ���������� ���������� ��������, �������� ���� �������� ����, �������� ������ ���������� ���� �������� �������� �������������� ���� ������ ����������, �������� ���������� ���� ����������, ������ �������������� ������������ �������������� ���� ���������� ������ ���� �������� ������������ ������������ ������������ ���������������� ���������� ��������:
���� : ��������
���� :������ !!!!
����:�������� ��������
����: ������ ����������!!!!
����: �������� ����������
���������� ������ ��������...
�������� �������� ���������� ���������� ���������� ����������, �������� ������ �������� ��������:
"������ ��������, �������� �������� ������, �������� �������� ������ ���� ������������ ������ ���� ���������� �������� ��������, ������������ ��������"
������������ ������ �������� ��������...
���� �������� ������ �������� ������������ ������������ �������� ���������� ������ ����������, ������ �������� ������������ ���� ���������� ������������ ���� ������ ������������ ��������������������, ���� ���������� ������������ ���������� ���������� ������������ ���� �������� �������� ���� ������ ������ ������ ������ ���������������� ������ ���� �������� ���� ������.
������ ���� ������������ ������ �������� ���������� ���� ������������ ���� ���������� ���������� ������������ ���������� ������ ���������� ���������� ������������
"���������� �������� ������ ������������ ������ ������"
�������� ���� ������������ ������������ ������ ������ ������������.
Published on October 29, 2011 18:11
انغام
جلست كعادتها ممددة ساقاها, تركت الشمس تداعب اصابع قدمها قبل الرحيل, استندت بظهرها على الجدار, تركت نفسها مع انغام بالكاد تسمعها, حركت ساقاها على الانغام, اغمضت عيونها لتستمتع بالالحان, بعد اكتمال دورة قمرية كاملة بإسبوع, لاحظت تردد نغم واحد يناديها, فضولها اجبرها ان تعتدل, لتبحث عن المرسل, علها تجده ونيسا لوحدتها, التقت عيونهم للحظات, اختبئت خلف الجدار كي لا يلحظها, ارتفع نغم جديد مع كلمات "ايوة باشتاق لك ساعات - ايوة بحتاج لك ساعات..."
تجلس في زاوية بعيدة عن مجال رؤيته, يتوقف النغم, تدرك ان هذه الانغام لها دون غيرها, تسترق النظرات اليه تجده ينتظر خروجها اليه, تعود مكانها ثانية تلتفت حولها هل من اخر يرقبها, تغلق شيش الشرفة عليها, تأخذ نفسا عميقا ,تعلو صيحاته متمثلة في نبرات سميرة سعيد, تقرر ان تظهر له, تبدأ لغة جديدة لم تدرك انها ستتقنها من اول تجربة, يشير بيداه ان تنتظر, ترد الاشارة بإشارة استفهام عن السبب بدأ كل منهم الحديث بتحريك الشفاه والاشارة باليد معاً:
هو : احبك
هي :انا !!!!
هو:ايوة انتي
هي: انت مجنون!!!!
هو: عاوز اخطبك
تتركه بلا عودة...
تبدأ يوما جديدا لتجده تتسمر امامه, لاول مرة تسمع صوته:
"انا محمد, عارف انتي مين, معجب بيكي وكل ما باشوفك بحس ان الوقت بيقف عندك, ارجوكي فكري"
يتركها ولا ينظر خلفه...
لا تعلم كيف تعود لمرحلة تركتها بعشر سنوات على الاقل, كيف تسمح لنفسها ان تنتظر انغامه في نفس المعاد كالمراهقات, في يومها السادس بينما تحارب شكوكها هل كانت تحلم ام كان ردا لها على تجهاهلها بعد ان اعلن عن حبه.
ظلت في حيرتها حتى غربت الشمس عن السماء مع بداية يومها الثامن وجدته مرة ثانية بادرت بقولها
"مكنتش اعرف اني اتعلقت بيك كده"
مجرد ان قالتها انتفضت على جرس المنبة.
Published on October 29, 2011 18:11