طلال سالم's Blog
March 21, 2016
عصافير الأقفاص
المنبر12 مارس , 2016عصافير الأقفاصطلال سالم الصابرييعتبر الكناري أحد عصافير الأقفاص حيث إن ذلك الطائر الأصفر الجميل البديع الصوت والتغريد يختلف عن الطيور الأخرى كالبلبل مثلاً، حيث إنه يمكنك أن ترى بلبلاً خارج القفص أو على النخلة، ولكن لا يمكنك رؤية الكناري طائراً في الخارج ليس لندرته إنما لأنه طائر أقفاص، فعبر الزمن تم تدجين هذا الطائر البري الذي كان يعيش في الغابة ليتكاثر في الأقفاص فقط، فهو يكبر ويترعرع بها ولا يمكنه الاعتماد على نفسه في إيجاد طعامه أو حتى المحاولة، وعلى الأغلب فإنه يموت لعدم قدرته على الاعتماد على نفسه.
والمفارقة أن الطيور البرية قد تفضل الموت على أن تتآلف مع الأقفاص، وإن صادف وأن أمسكت بطائر بري فإنه أمام مصير حتمي لأن يقتل نفسه في المحاولة في الهروب من القفص أو التآلف الصعب، ولكنني أضمن لك أن يظل هذا الطائر صامتاً حتى وإن كان مغرداً في طبيعته في الفضاء.
هل نشابه نحن طيور الأقفاص يا ترى؟ هل تعلمنا أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، وأننا لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا؟ كيف يواجه الحياة من لا يعتمد على نفسه؟ وهل التغريد على الشجرة في البعيد أجمل والأجنحة طلقة خارج الأقفاص؟ وهل يسكننا الخوف من الجوع والسماء وتغير الجو كلما فكرنا في الخروج خارج أقفاصنا؟
إن قرار التخلص من الأقفاص أصعب ما يكون، وأنت تواجه نفسك ومجتمعك، ولعلك تجد جذور الطائر الطلق في داخلك وتعيد اكتشافه، وتقرر كسر كل القيود والانطلاق لمواجهة الحياة بكل ما بها، والتخلص من الخوف إلى الحرية التي لا يعادلها شيء.
والمفارقة أن الطيور البرية قد تفضل الموت على أن تتآلف مع الأقفاص، وإن صادف وأن أمسكت بطائر بري فإنه أمام مصير حتمي لأن يقتل نفسه في المحاولة في الهروب من القفص أو التآلف الصعب، ولكنني أضمن لك أن يظل هذا الطائر صامتاً حتى وإن كان مغرداً في طبيعته في الفضاء.
هل نشابه نحن طيور الأقفاص يا ترى؟ هل تعلمنا أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، وأننا لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا؟ كيف يواجه الحياة من لا يعتمد على نفسه؟ وهل التغريد على الشجرة في البعيد أجمل والأجنحة طلقة خارج الأقفاص؟ وهل يسكننا الخوف من الجوع والسماء وتغير الجو كلما فكرنا في الخروج خارج أقفاصنا؟
إن قرار التخلص من الأقفاص أصعب ما يكون، وأنت تواجه نفسك ومجتمعك، ولعلك تجد جذور الطائر الطلق في داخلك وتعيد اكتشافه، وتقرر كسر كل القيود والانطلاق لمواجهة الحياة بكل ما بها، والتخلص من الخوف إلى الحرية التي لا يعادلها شيء.
Published on March 21, 2016 00:58
حلم الكتابة
المنبر19 مارس , 2016حلم الكتابةطلال سالم الصابرييحلم كثيرون من الذين أعرفهم بالكتابة والتعبير للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إصدار كتاب، ولكنهم أيضاً لا يملكون القوة اللازمة والصبر الكافيين لتحقيق هذا المنجز.
إن الكتابة قبل أن تكون كتابة هي القراءة، فالذي لا يقرأ لا يمكنه أن يبدأ من الفراغ، إلا إذا أراد أن يكتب فراغاً كما هو الحال في الكثير من الكتب. فالطريق يبدأ بخطوة، نعم .. لكن الجادين وحدهم هم الذين يستمرون ويعملون عملاً حقيقياً على إثراء التجربة، وإثراء الإنسانية برؤية مختلفة للحياة تجعلها أفضل.
لا أسهل من طباعة كتاب في وقتنا الحاضر، ولكن طباعة كتاب يترك أثراً هو الأصعب، وصحيح أن الأمر متاح للجميع، لكن التغلب على النفس والرغبة الحقيقية وإيجاد الوقت والانضباط ليس بالأمر السهل. وإن قوة الإنسان الحقيقية كما قيل هي في توجيه فكره التوجيه الصحيح الذي يصل به إلى الأهداف التي يريدها، وكثير من الكتاب والشعراء والأدباء كانوا في هذا المجال لأهداف لم يجدوها فيه وقرروا الانسحاب والتفرغ لأشياء أخرى كالوظائف وإدارة الأعمال وغيرها.
وتبقى الكتابة هي الحلم الذي يحلم به حتى الكاتب المحترف، فهو مرتبط جداً بالتفرغ للقراءة والكتابة والتأمل، وترك أعباء الحياة التي لا تنتهي، والخروج من عمل ما لا يحب إلى عمل أقرب لذاته، وأقرب إلى الإبداع .. الأمر الذي لم ير النور بعد في عالمنا العربي في قصور الاحتراف والتسويق الحقيقي، وفي خضم عدم اعتبار الكاتب ثروة وطنية تتصل بالهوية الوطنية على غرار أي هوية أخرى.
إن الكتابة قبل أن تكون كتابة هي القراءة، فالذي لا يقرأ لا يمكنه أن يبدأ من الفراغ، إلا إذا أراد أن يكتب فراغاً كما هو الحال في الكثير من الكتب. فالطريق يبدأ بخطوة، نعم .. لكن الجادين وحدهم هم الذين يستمرون ويعملون عملاً حقيقياً على إثراء التجربة، وإثراء الإنسانية برؤية مختلفة للحياة تجعلها أفضل.
لا أسهل من طباعة كتاب في وقتنا الحاضر، ولكن طباعة كتاب يترك أثراً هو الأصعب، وصحيح أن الأمر متاح للجميع، لكن التغلب على النفس والرغبة الحقيقية وإيجاد الوقت والانضباط ليس بالأمر السهل. وإن قوة الإنسان الحقيقية كما قيل هي في توجيه فكره التوجيه الصحيح الذي يصل به إلى الأهداف التي يريدها، وكثير من الكتاب والشعراء والأدباء كانوا في هذا المجال لأهداف لم يجدوها فيه وقرروا الانسحاب والتفرغ لأشياء أخرى كالوظائف وإدارة الأعمال وغيرها.
وتبقى الكتابة هي الحلم الذي يحلم به حتى الكاتب المحترف، فهو مرتبط جداً بالتفرغ للقراءة والكتابة والتأمل، وترك أعباء الحياة التي لا تنتهي، والخروج من عمل ما لا يحب إلى عمل أقرب لذاته، وأقرب إلى الإبداع .. الأمر الذي لم ير النور بعد في عالمنا العربي في قصور الاحتراف والتسويق الحقيقي، وفي خضم عدم اعتبار الكاتب ثروة وطنية تتصل بالهوية الوطنية على غرار أي هوية أخرى.
Published on March 21, 2016 00:58
ثلاثة أقدام من الذهب
المنبر05 مارس , 2016ثلاثة أقدام من الذهبطلال سالم الصابرييذكر نابوليون هيل قصة شهيرة في كتابه الذي استغرقت كتابته عشرين سنة بإلهام من أندرو كارنيجي، هذه القصة تحكي عن حمى البحث عن الذهب في أمريكا في فترة سابقة، وتقول إن شخصاً اشترى أرضاً واشترى معدات التنقيب وبدأ بالحفر بحثاً عن الذهب، وبعد رحلة مضنية قرر فقد الأمل وتوقف ثم قرر الانسحاب.
أحد العمال الذين عملوا معه قرر أن يشتري منه هذه الفرصة بثمن قليل فوافق، ثم استعان العامل بخبير ليدله على مكان الذهب، فكان التقرير الصادم هو أن الحفر توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام، وفعلاً باشر العامل الحفر، فوجد من الذهب ما يكفيه وما يغطي تكاليفه.
وهنا نخشى دائماً أن يتوقف المجدون قبل الذهب بثلاثة أقدام، ولك أن تتخيل «الذهب» ما تشاء من حياة وسعادة ونجاح وشهادة ومنصب. ويقال في تتمة القصة أن الرجل الذي قرر الانسحاب بدأ في رحلة جديدة في البحث عن عمل، فعمل في إحدى شركات التأمين، وكان حاجزه الدائم عدم موافقة الزبائن على الشراء. فقرر أن يتعلم من الدرس، وألا يتوقف عن السعي مهما كان حجم العوائق وحجم اللاءات التي تصادفه في الطريق.
وفعلاً في فترة وجيزة استطاع أن يكمل المسير، وينجح نجاحاً باهراً في مجاله، فكم من شخص تعرفه أنت توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام؟ ألا تخشى عزيز القارئ ذلك؟ وألا ترى أن الإصرار من أهم عوامل النجاح التي يجب أن تسكننا كلما قررنا الانسحاب وواجهتنا المصاعب كي لا نتوقف على بعد ثلاثة أقدام من الذهب.
أحد العمال الذين عملوا معه قرر أن يشتري منه هذه الفرصة بثمن قليل فوافق، ثم استعان العامل بخبير ليدله على مكان الذهب، فكان التقرير الصادم هو أن الحفر توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام، وفعلاً باشر العامل الحفر، فوجد من الذهب ما يكفيه وما يغطي تكاليفه.
وهنا نخشى دائماً أن يتوقف المجدون قبل الذهب بثلاثة أقدام، ولك أن تتخيل «الذهب» ما تشاء من حياة وسعادة ونجاح وشهادة ومنصب. ويقال في تتمة القصة أن الرجل الذي قرر الانسحاب بدأ في رحلة جديدة في البحث عن عمل، فعمل في إحدى شركات التأمين، وكان حاجزه الدائم عدم موافقة الزبائن على الشراء. فقرر أن يتعلم من الدرس، وألا يتوقف عن السعي مهما كان حجم العوائق وحجم اللاءات التي تصادفه في الطريق.
وفعلاً في فترة وجيزة استطاع أن يكمل المسير، وينجح نجاحاً باهراً في مجاله، فكم من شخص تعرفه أنت توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام؟ ألا تخشى عزيز القارئ ذلك؟ وألا ترى أن الإصرار من أهم عوامل النجاح التي يجب أن تسكننا كلما قررنا الانسحاب وواجهتنا المصاعب كي لا نتوقف على بعد ثلاثة أقدام من الذهب.
Published on March 21, 2016 00:57
ألف عنوان وعنوان
المنبر20 فبراير , 2016ألف عنوان وعنوانطلال سالم الصابريفي الأسبوع الماضي أطلقت ثقافة بلا حدود مشروعاً مهماً في تاريخ النشر في الإمارات، وهو مشروع ألف عنوان وعنوان، ويأتي هذا المشروع انطلاقاً من فكر نير يمتد من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتنفيذاً من سمو الشيخة بدور القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات.
وقد تبين الفكر التكاملي من خلال وجود وزارة الثقافة وتنمية المعرفة .. ومؤسسات من القطاع الخاص، الأمر الذي يبشر بخير، ويعيد للكتاب الإماراتي رؤية جديدة تتلخص في تشجيع الكاتب واعتبار النتاج المعرفي والثقافي جزءاً من هويتنا، وأن التنافسية لم تحرمنا التعاون في سبيل الارتقاء بالثقافة وتحريك حركة النشر التي ما زالت تتكئ على جهود فردية تحتاج يد العون في التوجيه والاستمرار، ولا تحتاج إلى المنافسة من قبل المؤسسة.
ولجأت بعض المؤسسات إلى منافستها بدلاً من استخدامها والبناء على ما تراكم من جهد جبار في خدمة النشر منذ تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين بأيادٍ سعت حقاً للنهوض بهـذه الصناعة، ووضع الإمارات على خريطة النشر في العالم.
إن أكبر طموح للناشر هو أن تستمع إليه المؤسسة، وتجعله شريكاً استراتيجياً للنهوض بالثقافة والمعرفة، وأن تُخلق فرصاً جديدة في قطاعات ثقافية أخرى كالدراما والسينما، ما يصل بالكتاب والمحتوى إلى المتلقي من دون حواجز، وفي الوقت نفسه يخلق تكاملاً بين القطاعات في سبيل إيصال ثقافتنا وهويتنا بلا حدود للعالم، بألف طريقة وطريقة، وألف عنوان وعنوان.
وقد تبين الفكر التكاملي من خلال وجود وزارة الثقافة وتنمية المعرفة .. ومؤسسات من القطاع الخاص، الأمر الذي يبشر بخير، ويعيد للكتاب الإماراتي رؤية جديدة تتلخص في تشجيع الكاتب واعتبار النتاج المعرفي والثقافي جزءاً من هويتنا، وأن التنافسية لم تحرمنا التعاون في سبيل الارتقاء بالثقافة وتحريك حركة النشر التي ما زالت تتكئ على جهود فردية تحتاج يد العون في التوجيه والاستمرار، ولا تحتاج إلى المنافسة من قبل المؤسسة.
ولجأت بعض المؤسسات إلى منافستها بدلاً من استخدامها والبناء على ما تراكم من جهد جبار في خدمة النشر منذ تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين بأيادٍ سعت حقاً للنهوض بهـذه الصناعة، ووضع الإمارات على خريطة النشر في العالم.
إن أكبر طموح للناشر هو أن تستمع إليه المؤسسة، وتجعله شريكاً استراتيجياً للنهوض بالثقافة والمعرفة، وأن تُخلق فرصاً جديدة في قطاعات ثقافية أخرى كالدراما والسينما، ما يصل بالكتاب والمحتوى إلى المتلقي من دون حواجز، وفي الوقت نفسه يخلق تكاملاً بين القطاعات في سبيل إيصال ثقافتنا وهويتنا بلا حدود للعالم، بألف طريقة وطريقة، وألف عنوان وعنوان.
Published on March 21, 2016 00:56
سنوات في هباء العطاء
المنبر27 فبراير , 2016سنوات في هباء العطاءطلال سالم الصابريالغريب أن الانغماس في العطاء للعطاء، والعطاء من أجمل المعنى والمؤسسة والحياة قد يُستغل استغلالاً كبيراً من قبل المتسلقين، فهؤلاء الناس اعتادوا امتصاص دماء المعطين كالطفيليات تماماً، والأغرب وجودهم في الكثير من المجالات المختلفة، فهم يشعرون الإنسان المعطي أنهم أصحاب فضل، وأنهم لا يستغلونه بل يعطونه فرصة يثبت فيها نفسه وأنه يعطي من أجل قيمة كبرى، ولا يترددون في استغلال المعنى الكبير كالإنسانية والشعر والثقافة لاستغلال عطاء الناس، بينما هم في المقابل ليسوا مستعدين للعطاء بلا مقابل، والأسوأ من ذلك استغلالهم للمعاني السامية في الوصول للمناصب والإعلام والمال وغيرها مما يحقق أهدافهم الشخصية الواضحة لهم، والتي لا يمكن للإنسان المتعامل معهم اكتشافها بسهولة.
إن السنوات في العمل المؤسسي والتطوعي كفيلة باكتشاف هؤلاء والتصدي لهم بوضع قيمة معنوية ومادية للعطاء، ذلك أن القيمة التي لا تضعها أنت تصبح مهدورة من قبل كل من لا يستحقها ولا يقدرها وبالتالي تبدأ في تركيز طاقتك وأهدافك فيما يستحق، وما يضعك على طريق، ومسألة التضحيات في زمن الماديات لم تعد تجدي، فالوقت الذي تنفقه هباء فيما لا يعود عليك وعلى أسرتك بالنفع لا يعتبر عطاء، وإن أصعب ما يمكن أن يواجهه الإنسان المعطي هو الخذلان حين يكون العطاء عطاء صادقاً نقياً لم يطلب منه مقابل، ولم يرد من العمل للعمل والحياة والإنسانية.
ختاماً أدعو كل من يعطي أن يقدر عمله ويضع له قيمة حقيقية يستحقها، وألا يمضي عمره هباء في العطاء لمن لا يستحق.
إن السنوات في العمل المؤسسي والتطوعي كفيلة باكتشاف هؤلاء والتصدي لهم بوضع قيمة معنوية ومادية للعطاء، ذلك أن القيمة التي لا تضعها أنت تصبح مهدورة من قبل كل من لا يستحقها ولا يقدرها وبالتالي تبدأ في تركيز طاقتك وأهدافك فيما يستحق، وما يضعك على طريق، ومسألة التضحيات في زمن الماديات لم تعد تجدي، فالوقت الذي تنفقه هباء فيما لا يعود عليك وعلى أسرتك بالنفع لا يعتبر عطاء، وإن أصعب ما يمكن أن يواجهه الإنسان المعطي هو الخذلان حين يكون العطاء عطاء صادقاً نقياً لم يطلب منه مقابل، ولم يرد من العمل للعمل والحياة والإنسانية.
ختاماً أدعو كل من يعطي أن يقدر عمله ويضع له قيمة حقيقية يستحقها، وألا يمضي عمره هباء في العطاء لمن لا يستحق.
Published on March 21, 2016 00:56
هل تعيش في عالمنا؟
المنبر13 فبراير , 2016هل تعيش في عالمنا؟طلال سالم الصابريحين تبدأ بالكتابة عن الإيجابية والتفاؤل والسعادة باستمرار تأتي إليك الانتقادات الغريبة، ويبدأ البعض في التشكيك في العالم الذي تعيش فيه أنت، متناسين أن الإنسان يملك القدرة على رؤية ما يشاء من هذا العالم.
لنتذكر دائماً أن هذه الحياة هي ما نتلقاه من خلال حواسنا، وأننا نستطيع أن نختار ما نراه، وعليه فإننا نرى ما نريد من كل شيء، وإن التلقي وتدريب الحواس على رؤية شيء ما يجعل الأمر تلقائياً، حتى إن الإنسان يملك أن يلغي كل الأشياء التي لا يريدها من حياته بأن يدرب نفسه على ذلك، ويستمر في هذا التدريب، فتراه بعد مدة من الزمن لا يرى إلا ما يشاء.
إن القدرة على الاختيار بيد الإنسان دائماً، فكما يقال إن الإنسان يستطيع إذا آمن أنه يستطيع، وإن القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تؤمن بأنها توجه القدرات من خلال توجه عام يرسم خططاً إيجابية تغير تفكير الفرد والمؤسسة، وتوجهه إلى ما يخدم الصالح العام والإنسانية، انطلاقاً من الذات وصولاً إلى المجتمع .. فالعالم، وتؤمن بأنها تخلق أنموذجاً إبداعياً يصعب في بداية الأمر فهمه، خصوصاً على الذين اعتادوا الرتابة والتوقع السلبي الذي لم يترك للعقول فرصة في التفكير خارج الإطارات المعتادة، وهنا ونحن نعيد للإبداع مجده، وللانطلاق وجوده، فإننا لا ننظر للخلف، ولا نبكي على الأطلال، ولكننا نصنع المستقبل قيادة وشعباً أملاً وإيجابياً وسعادة بلا حدود.
لنتذكر دائماً أن هذه الحياة هي ما نتلقاه من خلال حواسنا، وأننا نستطيع أن نختار ما نراه، وعليه فإننا نرى ما نريد من كل شيء، وإن التلقي وتدريب الحواس على رؤية شيء ما يجعل الأمر تلقائياً، حتى إن الإنسان يملك أن يلغي كل الأشياء التي لا يريدها من حياته بأن يدرب نفسه على ذلك، ويستمر في هذا التدريب، فتراه بعد مدة من الزمن لا يرى إلا ما يشاء.
إن القدرة على الاختيار بيد الإنسان دائماً، فكما يقال إن الإنسان يستطيع إذا آمن أنه يستطيع، وإن القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تؤمن بأنها توجه القدرات من خلال توجه عام يرسم خططاً إيجابية تغير تفكير الفرد والمؤسسة، وتوجهه إلى ما يخدم الصالح العام والإنسانية، انطلاقاً من الذات وصولاً إلى المجتمع .. فالعالم، وتؤمن بأنها تخلق أنموذجاً إبداعياً يصعب في بداية الأمر فهمه، خصوصاً على الذين اعتادوا الرتابة والتوقع السلبي الذي لم يترك للعقول فرصة في التفكير خارج الإطارات المعتادة، وهنا ونحن نعيد للإبداع مجده، وللانطلاق وجوده، فإننا لا ننظر للخلف، ولا نبكي على الأطلال، ولكننا نصنع المستقبل قيادة وشعباً أملاً وإيجابياً وسعادة بلا حدود.
Published on March 21, 2016 00:55
يحسبونه سهلاً
المنبر30 يناير , 2016يحسبونه سهلاًطلال سالم الصابرييظن الكثير من المبتدئين في عمل ما أنه سهل خصوصاً العمل الخاص، فعيون الناس مجبولة على رؤية ما تريد فقط وإلغاء ما لا تريد، فنحن حين نرى نجاح البعض نراه سهلاً، وقد نصفه بسهولة جداً كأن يقول أحدهم: فلان ترك وظيفته وحقق الملايين من خلال العقارات.
الشاهد في الأمر أن من يصف النجاح بهذه الطريقة ويراه بسذاجة ينسى أو يجهل أو يتجاهل التعب الحقيقي والمخاطرة خلف هذا النجاح، ولا يمكنه أن يتخيل الصعوبات والعوائق التي قد تعتري أي عمل مهما كانت بساطته، وكذلك الأمر في الأدب والكتابة والشهرة كأن ينجح كتاب لكاتب ما، فيستخف به الكثير من الكتاب الذين لم يصلوا إلى هذا النجاح، وقد يسندون ذلك إلى الحظ أو إلى عائلة هذا الكاتب أو منصبه.
ولا ننسى أيضاً أن تفسير النجاح ليس من شأننا أبداً لأن الإدراك الحقيقي وصل بنا إلى أن النجاح هو العمل والاستمرار والجهد، وأنه لا يوجد شخص على هذه الأرض يمكنه التنبؤ به، ولكن كل منا بإمكانه وضع الجهد والفكر والعمل والعاطفة للاستمرار، وتوقع الأفضل، والتعلم من الأخطاء البسيطة للوصول إلى الأهداف.
وأعيد هنا أن استسهال الأمور لا يأتي بنتائج وأن تكرار التجربة ليس بالأمر السهل، وأن الوقت قد يكون عاملاً مهماً في النجاح، والدليل أن الكثير من الأفكار الرائعة لم تنجح لأنها لم تأت في الوقت المناسب ولم تساندها الظروف المحيطة للنجاح.
في الختام، كونوا منصفين في التجارب فكثير من الفاشلين يحسبون النجاح سهلاً ولا يملكون المواظبة والاستمرار.
الشاهد في الأمر أن من يصف النجاح بهذه الطريقة ويراه بسذاجة ينسى أو يجهل أو يتجاهل التعب الحقيقي والمخاطرة خلف هذا النجاح، ولا يمكنه أن يتخيل الصعوبات والعوائق التي قد تعتري أي عمل مهما كانت بساطته، وكذلك الأمر في الأدب والكتابة والشهرة كأن ينجح كتاب لكاتب ما، فيستخف به الكثير من الكتاب الذين لم يصلوا إلى هذا النجاح، وقد يسندون ذلك إلى الحظ أو إلى عائلة هذا الكاتب أو منصبه.
ولا ننسى أيضاً أن تفسير النجاح ليس من شأننا أبداً لأن الإدراك الحقيقي وصل بنا إلى أن النجاح هو العمل والاستمرار والجهد، وأنه لا يوجد شخص على هذه الأرض يمكنه التنبؤ به، ولكن كل منا بإمكانه وضع الجهد والفكر والعمل والعاطفة للاستمرار، وتوقع الأفضل، والتعلم من الأخطاء البسيطة للوصول إلى الأهداف.
وأعيد هنا أن استسهال الأمور لا يأتي بنتائج وأن تكرار التجربة ليس بالأمر السهل، وأن الوقت قد يكون عاملاً مهماً في النجاح، والدليل أن الكثير من الأفكار الرائعة لم تنجح لأنها لم تأت في الوقت المناسب ولم تساندها الظروف المحيطة للنجاح.
في الختام، كونوا منصفين في التجارب فكثير من الفاشلين يحسبون النجاح سهلاً ولا يملكون المواظبة والاستمرار.
Published on March 21, 2016 00:54
على أطلال الحاضر
المنبر06 فبراير , 2016على أطلال الحاضرطلال سالم الصابريكنا نعيب في الماضي البكاء على الأطلال، ونعتبر القصائد التي تتغنى بالأطلال في وقتنا الحاضر لا تعيش في عصرها، ولو تأملنا مسألة البكاء على الأطلال لوجدنا أنها كانت بنت عصرها، وأن الشعراء في ذلك الزمن كانوا يعيشون في زمنهم، ويصفونه بكل ما يملكون من خيال وحس.
ولكن ما لا يتقبله عصرنا الحاضر هو أن الكثير لا يملك أن يواكب التطور ويعيش في الزمن الحاضر، وبالتالي تراه دائماً يبكي على الزمن الماضي سواء كان في الأدب أو الفكر أو حتى مواكبة الحياة اليومية، فهو يعيش في الزمن الماضي رغم الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثورة التي تحيط به .. تراه لا يرى النجوم التي أمامه، لكنه يرى ما هو خلفه دائماً وما هو أسفل قدميه.
هذه الفئة للأسف هي حجر العثرة أمام التطور والتقدم، تراها في كل مكان وفي كل عصر، لا يمكنها مواكبة المعطيات والتعامل معها بعقلية منطقية، والغريب أن تجد الكثير من بكاة الأطلال يسهمون مساهمة كبيرة في تخلف مؤسسات بأكملها إذا كان منصبها كبيراً في هذه المؤسسة أو تلك.
إن عصرنا لا يحتمل البكاء على الأطلال، فهو عصر التألق والسباق الذي اختارت دولة الإمارات المضي به، وقبول التحديات مهما كانت .. فلا مكان بيننا لمتقاعس، والزمن كفيل بغربلة كل من يبكي على الأطلال محبَطاً ومحبِطاً لمن معه، فلم يعد أن السفينة مرهونة بالمحبطين، بل إنه يمضي بكل من ينظر للعلياء والأمام، ويدرك أن يوماً ننظر فيه للخلف هو يوم ضائع في التاريخ.
ولكن ما لا يتقبله عصرنا الحاضر هو أن الكثير لا يملك أن يواكب التطور ويعيش في الزمن الحاضر، وبالتالي تراه دائماً يبكي على الزمن الماضي سواء كان في الأدب أو الفكر أو حتى مواكبة الحياة اليومية، فهو يعيش في الزمن الماضي رغم الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثورة التي تحيط به .. تراه لا يرى النجوم التي أمامه، لكنه يرى ما هو خلفه دائماً وما هو أسفل قدميه.
هذه الفئة للأسف هي حجر العثرة أمام التطور والتقدم، تراها في كل مكان وفي كل عصر، لا يمكنها مواكبة المعطيات والتعامل معها بعقلية منطقية، والغريب أن تجد الكثير من بكاة الأطلال يسهمون مساهمة كبيرة في تخلف مؤسسات بأكملها إذا كان منصبها كبيراً في هذه المؤسسة أو تلك.
إن عصرنا لا يحتمل البكاء على الأطلال، فهو عصر التألق والسباق الذي اختارت دولة الإمارات المضي به، وقبول التحديات مهما كانت .. فلا مكان بيننا لمتقاعس، والزمن كفيل بغربلة كل من يبكي على الأطلال محبَطاً ومحبِطاً لمن معه، فلم يعد أن السفينة مرهونة بالمحبطين، بل إنه يمضي بكل من ينظر للعلياء والأمام، ويدرك أن يوماً ننظر فيه للخلف هو يوم ضائع في التاريخ.
Published on March 21, 2016 00:54
تناسخ الأفكار
المنبر23 يناير , 2016تناسخ الأفكارطلال سالم الصابريليس من الضروري جداً أن تكون الفكرة جديدة لتنال حظها من القبول والنجاح، ولكن من الضروري جداً أن يعي صاحب الفكرة قوته في تطبيقها والإيمان بها بالقدر الذي يدفعها أن تكون ناجحة. فلو عدنا لبعض الأفكار مثل اليوتيوب مثلاً، لم تكن شركة يوتيوب آنذاك أول شركة تقوم على فكرة رفع الفيديو بهذه الطريقة، ولكنني أذكر موقعاً آخر بدأ في نفس الوقت وهو اليوم في عداد المواقع الميتة، والشاهد من الأمر أن نقل الأفكار في الكثير من الأحيان لا يكون نقلاً إلا إذا لم يكن هنالك تجديد حقيقي في روح الفكرة وتنفيذها والوصول بها لأبعد مما وصل إليه السابقون.
يستسهل البعض تحجيم الأفكار وتصغيرها بوصفها نقلاً عن فكرة أخرى، وسواء اتفقنا أم اختلفنا في ذلك، بغض النظر عن حقوق الملكية الفكرية، فإن الكثير من الأفكار ملك وحق للجميع، وتنفيذها يقع في يد من ينفذها ورؤيته الحقيقية لهذه الفكرة، حتى إن البعض يقول إن الكثير من عبقرية الأفكار والابتكار فيها لا يكون أكثر من خمسة في المئة فقط في مساحة التغيير.
لا أعتقد أننا نحتاج أن نعيد صنع العجلة كما يقولون، ولكننا نحتاج عقولاً منفتحة للتطوير والابتكار بإمكانها البحث والعمل وربط الحركة المعلوماتية بنا في أيديهم، وتوظيف كل ما يمكن توظيفه من أجل الإنسان وخدمته، ومن أجل الارتقاء والبحث عن الجديد والمميز الذي بإمكانه تغيير الكثير على وجه هذا العالم، وكلما انفتحت العقول للتلقي كانت أقدر على الإتيان بالجديد والمحاكاة الإيجابية.
يستسهل البعض تحجيم الأفكار وتصغيرها بوصفها نقلاً عن فكرة أخرى، وسواء اتفقنا أم اختلفنا في ذلك، بغض النظر عن حقوق الملكية الفكرية، فإن الكثير من الأفكار ملك وحق للجميع، وتنفيذها يقع في يد من ينفذها ورؤيته الحقيقية لهذه الفكرة، حتى إن البعض يقول إن الكثير من عبقرية الأفكار والابتكار فيها لا يكون أكثر من خمسة في المئة فقط في مساحة التغيير.
لا أعتقد أننا نحتاج أن نعيد صنع العجلة كما يقولون، ولكننا نحتاج عقولاً منفتحة للتطوير والابتكار بإمكانها البحث والعمل وربط الحركة المعلوماتية بنا في أيديهم، وتوظيف كل ما يمكن توظيفه من أجل الإنسان وخدمته، ومن أجل الارتقاء والبحث عن الجديد والمميز الذي بإمكانه تغيير الكثير على وجه هذا العالم، وكلما انفتحت العقول للتلقي كانت أقدر على الإتيان بالجديد والمحاكاة الإيجابية.
Published on March 21, 2016 00:48
الشهرة على ظهور الآخرين
المنبر16 يناير , 2016الشهرة على ظهور الآخرينطلال سالم الصابريلا أعرف كيف تسللت حمى الشهرة إلى قلوب الجميع فجأة، بل وأصبحت الهدف الأول للكثيرين، ناهيك عن حب المباهاة وإظهار التفاصيل اليومية للكل دون استثناء، بلا خصوصية وبلا مراعاة للمشاعر، لكن أمر الشهرة على حساب الآخرين أصبح متفشياً جداً والذي يظهر من خلال التقليد والسب أحياناً والنقد اللاذع أو حتى الدخول في الثوابت التي تربينا عليها.
إن طلب الشهرة في الخير ليس أمراً سلبياً أبداً، بل إنه يؤهل من يطلبها أحياناً للوصول برسالته وكلمته إلى شريحة أكبر، وبالتالي نشر رقعة الخير إلى ما هو أبعد من المعتاد، ولكن أن أرى كاتباً معروفاً يتعرض لشاعر أو شخصية معروفة، ويخوض في اللغة العربية ولغة الشعر، وهو لا يمتلك أساسياتها وأدواتها، ولا يملك أن يتذوق الشعر، فتلك طامة كبرى.
لا أستغرب هذا الأمر أبداً، فإن التاريخ الشعري مملوء بالشعراء المغمورين الذين حاولوا هجاء الشعراء الكبار على أمل أن يلتفت إليهم هذا الشاعر الكبير، ويرد على هذا الهجاء، فيصبح الشاعر المغمور محط الأنظار لأنه رد عليه.
والغريب أن يصنف بعض الكتاب أنفسهم على أنهم الناطقون الرسميون عن البسطاء والشارع الذي يتبعهم والذي لا يرى أدباء سواهم على الساحة، ظناً من أحدهم أنه الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى الناس ويخاطبهم بلغتهم، وأن المنصب والمحيط والعلاقات لم تساعده على الوصول من خلال التطبيل وتكريس الاسم من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
إن هذه الظواهر لا تخرج عن كونها ظواهر لا يذكرها التاريخ، وفي الختام يبقى ما ينفع الناس.
إن طلب الشهرة في الخير ليس أمراً سلبياً أبداً، بل إنه يؤهل من يطلبها أحياناً للوصول برسالته وكلمته إلى شريحة أكبر، وبالتالي نشر رقعة الخير إلى ما هو أبعد من المعتاد، ولكن أن أرى كاتباً معروفاً يتعرض لشاعر أو شخصية معروفة، ويخوض في اللغة العربية ولغة الشعر، وهو لا يمتلك أساسياتها وأدواتها، ولا يملك أن يتذوق الشعر، فتلك طامة كبرى.
لا أستغرب هذا الأمر أبداً، فإن التاريخ الشعري مملوء بالشعراء المغمورين الذين حاولوا هجاء الشعراء الكبار على أمل أن يلتفت إليهم هذا الشاعر الكبير، ويرد على هذا الهجاء، فيصبح الشاعر المغمور محط الأنظار لأنه رد عليه.
والغريب أن يصنف بعض الكتاب أنفسهم على أنهم الناطقون الرسميون عن البسطاء والشارع الذي يتبعهم والذي لا يرى أدباء سواهم على الساحة، ظناً من أحدهم أنه الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى الناس ويخاطبهم بلغتهم، وأن المنصب والمحيط والعلاقات لم تساعده على الوصول من خلال التطبيل وتكريس الاسم من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
إن هذه الظواهر لا تخرج عن كونها ظواهر لا يذكرها التاريخ، وفي الختام يبقى ما ينفع الناس.
Published on March 21, 2016 00:47


