فارس غرايبة's Blog, page 2
January 30, 2013
كشة
أيام شبابنا حينما كنا نناهز المراهقة، كنا نسري كل يوم إلى مدارسنا باكراً، كل فترة و أخرى كان هناك خصلة من الشعر تتمرد و خصوصاً تلك التي في أوسط الرأس و في أعلى نقطة به، تبقى تلك الخصلة واقفة منتصبة لا تطيع لا مشطاً و لا لصقاً و لا بصقاً، تضيع لحظات الصّباح الثمينة في محاولة تطويع تلك الخصلة المارقة، أمام المرآة نحاول و نحاول خصوصاً أن ما يسمى "جل" لم يكن متاحاً، حتى أن الأمر كان يصل بنا إلى محادثة تلك الخصلة و مفاوضتها حتى تعود عن تمردها و تنتظم كما ينتظم الملايين من أقرانها من الشعر، علماً أ...
Published on January 30, 2013 23:24
January 26, 2013
إرث
أغتم كلما طالعتني أنباء محيطنا، و يلفني البؤس مما آل إليه حالنا، دماء و قتل هنا و هناك، و كأن شياطين الانس و الجن انهالت علينا من كل حدب و صوب، أو أننا بتنا كمن سقط في برميل يدور و يدور باحثاً عن الزّاوية، أو كمن يجلس بالظلام و بيده عود ثقاب و شمعة و يتغنّى بعشق الليل لمكابرته عن الاعتراف بعدم معرفته كيف يشعل الشّمعة.
أقرأ فيلفت انتباهي مقولة "سلطان ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم" لن أخوض بالمقولة، لا بمطابقتها للأزمان و الأحداث و لا بصحة المقولة و مصدرها و مناسبتها و ظروف قائلها، لكن لم استطع منع نفسي من الخوض بما بين حروفها، و زخم المقولات من هنا و هناك و كأنها مُنزلة لا جدال و لا نقاش بها، و بين ثنايا هذه المقولة يستميلني الهوى لتفسير ما انطوى بها، و كثير مثلها، و كأنما كُتب علينا أن نحيى إما بكنف سلطان ظلوم أو غشوم أو ظلوم غشوم و إلا سقطنا في غياهب فتنة تدوم و تدوم، و لا خيار لنا إلا هذه البدائل، يحزنني قرب ذاك من الواقع لكن إن سارت الأحداث باتجاه يواكب المقولة هل يُعد ذاك اثبات صحتها؟ أم أنها لا تتجاوز باب إن صدفوا؟ أم أن من يسعون بحثاً في بطون الكتب لاستخراج ما فصح من عبارات لتوليفها كي تصبح بمقام العبر يستبقون الأعذار؟ كما استبق يعقوب اخوة يوسف بأن مهّد لهم العذر قبل اقتراف الجرم "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ"
تزخر ثقافتنا بالمقولات هنا و هناك، و المصيبة أن هذه المقولات لا تظهر إلا بعد و قوع الواقعة، فكأننا لا نستفيق إلا بعد وخز الألم فنبدأ بحوثنا غوصاً في مآثر الأزمان، لا أدري لِمَ كُتب علينا أن نعود إلى الماضي لنحاول فهم الحاضر و لم نتجرأ يوماً أن نستقرأ المستقبل و لو القريب منه، دائماً هناك عبارات جاهزة لكل مناسبة نستثني و نقصي منها ما نشاء و نستحضر ما يوائم المراد، و كأننا نعيش خارج حدود المنطق و باتت معارفنا كبندول الساعة يذهب من هنا إلى هناك ثم ما يلبث أن يعود مرة أخرى من هناك إلى هنا، و نخاف إذا ما تجاوزناه أن يفنى الزمن.
ما زلنا نربط كل مصباح بجني، و كل خرابة بعفريت، لا يمكن أن أطلب أي شيء من جني اتخذ من مصباح بيتاً له، أو أصغي السمع لمحدّثة ودع أو ضاربة رمل و أنا أرى حالها.
دمتم بخير.
Published on January 26, 2013 12:04
January 10, 2013
جوز و زوج
يغمرني الحزن حينما أسمع حديث أحدهم بالعربية و هو يلعق مخارج حروفها، فحروف العربية واضحة جليّة لا لُبس فيها.
هناك فرق شاسع بين القاف و الألف، فأصيص ليست بالأصل قصيص و التي بمعنى المقصوص و ليست كذلك قسيس بمعنى الراهب، و لا أسيس فهي بعيدة كل البعد عن السياسة لأن تلك تكون يسوس، و التي إذا ما شددناها أصبحت يسوّس بمعنى وقع به السوس و السوس هنا ليس فرخ الطير بل حشرة تنخر الخشب و بعض الأحيان العقول، هي ببساطة وعاء فخاري يزرع به.
و الظاء ليست زاي و لا ضاد، فضل ليست ظل، ضل تاه كما تتوه لغتنا الآن و الظل...
Published on January 10, 2013 14:38
January 4, 2013
بترا
بعد اتهام مغرض من ولدي بأنني كالمعتكف في صومعة، و بتآمر من بقيّة عصابة أسرتي، و خروجاً من عزلتي التي باتت تقوقع انطوائيتي، نزلت عند رغباتهم بعد إلحاح و نوينا زيارة بترا. اتصلت بأحد المكاتب السياحية سبق و تعاملت معه لكن للسياحة خارجاً، سألت عن إن كانوا ينظّمون رحلات داخلية، فسألتني الموظفة عن جنسيتي، انتشيت إذ توقعت أن هناك برامج بأسعار خاصة للمواطنين كوني عرفت أن تذاكر دخول بترا للأردنيين مخفضة حتى أنها زهيدة، إلا أنني صُدمت عند سماعها تقول أن مكتبهم لا يأخذ سياحاً أردنيين! حتى أنت يا بروتس؟...
Published on January 04, 2013 05:13
May 4, 2012
من يومين
من يومين ذكّرني صديق بالآية 11 من سورة البقرة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون) صدق الله العظيم. توقفت عند هذه الآية بدهشة، ثم عدت لكتاب كان بين يدي ليوسف زيدان "ظل الأفعى" أنهيته و عدت إلى الآية، حرت أكثر بالبحث، من المقصود بالذين قيل لهم ألا يفسدوا و هم انفسهم من ادّعوا الاصلاح؟
عدت إلى كتاب آخر "قيس و ليلى و الذئب" لبثينة العيسى، انهيت الكتاب الذي كان قصيرا بعض الشيء، ثم عادت الآية تجذبني، قرأتها مرات و مرات، قلّبت الافكار في رأسي تساؤلات، من المفسد؟ و من المصلح؟ ففي زمني هذا الكل يدعي الاصلاح، منهم من كان مفسدا و تاب فاصبح يريد الاصلاح، و منهم من يريد أن يصلح عن طريق الإفساد، و بعضهم حقا يريد أن يصلح عن طريق الإصلاح.
لكن عدت الى الآية مرة أخرى، مَن مِمّن يريدون الاصلاح -بما ان الكل أصبح يريد الاصلاح- هو الذي قيل له لا تفسد؟ و لم يسعفني تفكيري بفض حيرتي.
عدت إلى كتاب آخر "قيس و ليلى و الذئب" لبثينة العيسى، انهيت الكتاب الذي كان قصيرا بعض الشيء، ثم عادت الآية تجذبني، قرأتها مرات و مرات، قلّبت الافكار في رأسي تساؤلات، من المفسد؟ و من المصلح؟ ففي زمني هذا الكل يدعي الاصلاح، منهم من كان مفسدا و تاب فاصبح يريد الاصلاح، و منهم من يريد أن يصلح عن طريق الإفساد، و بعضهم حقا يريد أن يصلح عن طريق الإصلاح.
لكن عدت الى الآية مرة أخرى، مَن مِمّن يريدون الاصلاح -بما ان الكل أصبح يريد الاصلاح- هو الذي قيل له لا تفسد؟ و لم يسعفني تفكيري بفض حيرتي.
Published on May 04, 2012 04:01
April 18, 2012
كم كان جميل ذاك الزمان
و هكذا ينقضي يوم تختزنه الذاكرة، نبتعد عن البراءة يوم، و نقترب من الموت يوم، بالأمس كان هذا الصوت الجميل للموسيقى الذي يصدر عن مركبة، لكن ليست كهذه المركبة التي تبيع اسطوانات الغاز، بل مركبة تبيع المثلجات اللذيذة، بألوانها الزاهية، و بأسعارها التي ندر من يعجز عن إسعاد ولده بشرائها ببضع قروش، أين ذهبت تلك النغمات السعيدة؟ هل خنقتها زحمة الزمان أم لم نعد نراها من وراء الدخان؟
سئمت الأيام من الزحام، بسيطة تلك الأيام، مليئة بالضحكات و قلة الأرقام، كان الهاتف بالدكان و في بيت أو اثنين، أما اليوم فالطفل يحمل هاتف أو هاتفين، و لزيادة الهم مرتين أصبح يظهر رقم المتصل حتى بعد أن تنام، حتى إن أغلقته يبعث لك رسالة تنبهك باتصال فلان و فلان، مكتظة هذه الأيام.
كان للشتاء أصوات و أنغام، و ذاك المزراب المعدني الصدئ يعزف أجمل الألحان، نبات الليل ندعوا المنان أن نصبح على يوم ابيض لكي لا نذهب إلى المدرسة فبالغد امتحان، كم اشتقت لتلك الألحان التي خنقتها النوافذ الحديثة المعزولة بإحكام، و كأنما غضبت تلك الألحان فما من مستمع أو طربان فما عاد المطر يفرحنا لا بنزوله ولا بأي نغمات أو الحان.
كم كان جميل ذاك الزمان، كنا نسير في أي مكان بأمان، أما اليوم فأخاف على نفسي و ولدي من أي إنسان، فياليت نعيد النظر بكلمة إنسان فما من أُنس بعد مثلما كان.
فارس غرايبة
سئمت الأيام من الزحام، بسيطة تلك الأيام، مليئة بالضحكات و قلة الأرقام، كان الهاتف بالدكان و في بيت أو اثنين، أما اليوم فالطفل يحمل هاتف أو هاتفين، و لزيادة الهم مرتين أصبح يظهر رقم المتصل حتى بعد أن تنام، حتى إن أغلقته يبعث لك رسالة تنبهك باتصال فلان و فلان، مكتظة هذه الأيام.
كان للشتاء أصوات و أنغام، و ذاك المزراب المعدني الصدئ يعزف أجمل الألحان، نبات الليل ندعوا المنان أن نصبح على يوم ابيض لكي لا نذهب إلى المدرسة فبالغد امتحان، كم اشتقت لتلك الألحان التي خنقتها النوافذ الحديثة المعزولة بإحكام، و كأنما غضبت تلك الألحان فما من مستمع أو طربان فما عاد المطر يفرحنا لا بنزوله ولا بأي نغمات أو الحان.
كم كان جميل ذاك الزمان، كنا نسير في أي مكان بأمان، أما اليوم فأخاف على نفسي و ولدي من أي إنسان، فياليت نعيد النظر بكلمة إنسان فما من أُنس بعد مثلما كان.
فارس غرايبة
Published on April 18, 2012 16:55
October 2, 2011
كم أنا في شوق للمطر
كم أعشق تلك الرائحة المنبعثة من أول ملامسة وابل أديم الأرض، كم حرت في أمرها، ما هي؟ .... عطر من أجساد جدي و جدك، قطرات ماء تقبل ذرات تراب كانت يوما وجناتهم التعبة، تسقط بلهفة لقائهم و ضم صدورهم المهمومة، تسرع منهمرة شوقا الى الاحضان الحنونة، ترتجف حين اللقاء تتغلغل هناك شوقا علها تعيد ذكريات من كانوا و على هذا الثرى ساروا، يا هل ترى أيحييي الوابل من كانوا أم هي الذكريات ينعشها الودق. ...
Published on October 02, 2011 13:18
September 29, 2011
كَوثِر يا شيخ كَوثِر
كل يوم تزداد قناعتي بأننا نمر بأزمة وقت، لا لقلته بل إمعانا بتصنّع التصرفات الزائفة حرصا على عدم إضاعته، فترى شاب مسرع بمركبته يرتكب كل المخالفات المنصوص عليها و غير المنصوص عليها لأنه في عجلة من أمره، إذ هو خارج إلى اللا مكان، أي أنه و بمصطلح الشباب يلفلف، رغم لفلفته لتضييع الوقت إلا أنه حريص كل الحرص على أن لا يضيع وقته فيسرع ليلفلف دون إضاعة الوقت و هدره دون فائدة.نسرع و نحن من أكثر الشعوب إخلالا بالمواعيد، نسرع و نحن من أقل الشعوب سرعة بالإنجاز هذا إذا إفترضنا وجود أي إنجاز، حتى و إن كنت من القلة التي فعلا تحتاج الوقت لزيادة إنتاجيتك فلا أدري لم العجلة إذ عاجلا أو آجلا ستصطدم حكما بآخرين، هم جزء من سلسلة حلقتك الإنتاجية، يضيعون ما استطعت توفيره من وقت، معللين تصرفاتهم بالحكم القاتلة على شاكلة "كل تأخيرة و فيها خيرة".لأهمية الوقت في حياتنا لا يمكن أن نوقف مركبتنا إلا على بوابة المكان المقصود تماما و إن كان خلف أحدهم فهو ليس بالعجلة التي نحن بها و وقته ليس بأهمية وقتنا فلا ضير في أن أعطله.على إشارة المرور تصعقك المنبهات من كل حدب و صوب إذا ما بادرت الإشارة و أقتربت من بلوغ اللون الأخضر، حتى أن إشاراتنا الضوئية ما عادت تعترف باللون الأصفر فباتت تقفز الى الأخضر فورا، فأنت لا تعلم كم الانتاج المهول الذي ننتجه بثوان اللون الاصفر.دائما نردد كلمة "نلحّق"، نلحق مكان، نلحق قبل حلّة الدوام، نلحق قبل ما يروحوا، نلحق قبل الأزمة، نلحق قبل ما تغيب الشمس، نلحق قبل ما تطلع الشمس، نلحق قبل ما تشتي، نلحق قبل ما تثلج، نلحق قبل ما تشوّب، نلحق قبل ما تبرّد، نلحق قبل ما يسكّر، نلحق قبل ما يفتح، نلحق قبل ما ينام، نلحق قبل ما يصح، نلحق قبل ما يخلصوا، نلحق قبل ما يبرد، نلحق قبل ما يسخن، نلحق قبل ما تطفي، نلحق قبل المدير، نلحق نلحق نلحق و في ضياع الاسباب نلحق حالنا.حتى وصل بنا الحرص على الوقت أن نوصي الإمام أن يكَوثِر بالصلاة، لا أقصد أن الوقت غير مهم، لكن أهمية الوقت تقاس بكم الإنجاز لا بوفرة الفائض منه.
فارس غرايبة
Published on September 29, 2011 13:45
August 22, 2011
ليست الشعوب هي المندسّة
منذ أيام و أثناء متابعتي لمحاكمة حسني مبارك، استغربت طلب أحد المحامين إجراء فحص للتأكد من صحة شخصية المتهم، و أنه هو حسني مبارك بالفعل أم لا، إلا أنني و بعد وهلة استدركت بعد استقراء شعور ذاك المحامي، معذور فهو كما كلّنا أمضى كثيرا من سني عمره يدرس و يسمع و يقرأ و يشاهد حتى أصبح هو نفسه يتحدث بنفس وتيرة التمجيد و المديح المتصل للسيد الرئيس، الملهم البطل صاحب الفكر النير المستنير، الإنسان الراعي الحاني صاحب القلب الكبير، الرئيس الذي أوصلته الأبواق إلى مراتب الآلهة و الأرباب "حاشا لله"، فنازعت ن...
Published on August 22, 2011 13:53
August 16, 2011
آسف....لم أجد عنوان
منذ فترة وجيزة دعاني صديق للخروج معه إذ كان يزوره أحد معارفه، خرجنا في جولة مع ذاك الزائر في عمان، تعرفت على الزائر و عرفت أنه سوري مقيم في الرياض.أثناء تجوالنا سألني الزائر هل أنت أردني أردني؟ فأجبته ببساطة، أردني حتى أجدادي الأربع من نفس العائلة، فما كان من ذاك الزائر إلا أن "جلّس" و تنحنح و غير نبرة حديثه، فبدأ يحمد بدماثة رجال الأمن العام و يشيد بنظافة شوارع عمان، و أنا بداخلي صدقا أضحك باكيا، حتى هذا استملكت تصرفاته و حديثه تلك الخزعبلات؟ من أين له أن يتحدث بهذه الطريقة و ما دافعه؟ نظرت...
Published on August 16, 2011 12:51