عمرو جمعة's Blog

January 14, 2013

التعريص .. ومعرصين الجمهورية الثانية

أتفق معك أيها القارئ العزيز أن العنوان صادم وجارح فى ذات الوقت .. قد يكون تخوفك صحيحا إذا استقبلته بالمعني الدارج الذي تعرفه .. بناءا على ما اكتسبته وقمت بتخزينه من جملة الموروثات الشعبية ، مؤشرك القيمي الآن أنذرك أنني قلت كلمة ” قبيحة ” وهي ( التعريص) .. الذى اعلمه جيدا ان للكملة أصل ومعني فى اللغة العربية منافي تماما لما نتناوله فى لغتنا الدارجة وأكذب عليك اذا قلت لك انني اعرف من طورها وحورها لتصبح على ما هي عليه الآن من ” أباحة ” .. دعني اقول لك في البداية عزيزي ان كلمة ( العرص ) فى اللغة العربية فى المعجم الوسيط تعني ( النشط ) فاذا قلنا الرجل العرّص اى زاد نشاطه .. كما أن ( العرّص ) خشبة توضع على البيت بالعرض ويلقى عليها بالعيدان الصغيرة لتسقيفه وتسمى ( تعريصه ) وهذا اصل الكلمة أوضحته أما قضية تحويره فدائما أوزعها لنية ناطقها وهذا شئ لا نعلمه فإذا افترضنا أن بداية تحويرها جاءت من شخص جلس يوما استظل بجميزة هو وخليله يشنيفان من عيدان القصب تحاورا وبين كل تشنيفة وتشنيفة كلمة وحكي له موقفا فرد عليه الأخر : لا يا أبو خليل بس انت النهاردة عرصّت ( لفلان ) بزيادة .. اي بذلت معه جهدا ونشاطا كبيرا .. واذا ربطناها بحالة من قال وموقفه من فلان سنعلم وقتها اذا كان يبغضه وهو صاحب سلطة وجاه اصبحت معناها انه ( عرّص ) له نفاقا له او تمادي للتقرب منه ..ومثالا لحالة اخرى اذا كانت جلسة ابو خليل مع ام خليل فى حتة متدارية حميمية فقالت له : انت النهاردة ( عرّص ) قوى يا ابو خليل .. اى مضطرب وزائد النشاط وعند ربطها بالموقف والحالة الحميمية اصبحت كلمة ( ابيحة ) فى لغتنا الدارجة .. أوجز ما قلته فى ان الخطأ دائما لا يقع على من قال بل من تلقي الكلمة فليس ذنب اللغة اننا نجهلها

أما ما دفعني عزيزى القارئ لكتابة هذا المقال فى هذا الوقت وما جعلني ابحث فى اصل الكلمة اننى وجت حالة ( التعرّيص ) شديدة جدا هذه الايام وخاصة بعد سماعى حلف يمين السيد رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب الجديد لاحظت بعدها حالة ( تعرّيص ) اى زيادة نشاط غير عادى ومبالغة من الاعلام والصحافة والجماعة من اتباع السيد الرئيس والمتدافعين من اجل اللحاق بعربة الدرجة الأولى فى قطار الجمهورية الثانية خلف الرئيس مباشرة .. وجدت اعلامي ( عرّص ) ازداد نشاطه فجأة بعد حلف اليمين وتحول على النقيض تماما من معارضة الجماعة انصار الرئيس الي مسبح بحمدهم وتتسع الدائرة من ( المعرّصين ) لتشمل الصحفيين ورجال النخبة السياسية وبعض الفنانين والمشاهير وتجلي نشاطهم فى سيل من المقالات والصور والتعليقات والمداخلات التليفونية بان السيد الرئيس لم تري مصر فى حضارتها كاملة من هو مثله ولم تلد النساء رئيسا او ملكا من قبل يعرف الله ويقرأ القرآن ويأكل بمفرده ويمشي بمفرده ويسلم على الناس غيره .. ويضرب النشاط بخلايا مخ واتزان احد المشايخ من علماء الدين وينكب على يد الرئيس يقبلها على الملأ .. اقول هنا يا سادة أن الزايد اخو الناقص اى المغالة والمزايدة في فعل شئ بالظبط مثل قلته فالزيادة فى الحب والقرب بعكس ما كنت تقول وتدعي ” نفاق ” .. وقد تقلب الزيادة فى قمع ومحاربة الرأى الأخر المضاد لافعال الرئيس الى ” تخوين ” .. كما ان الزيادة فى الافعال اليومية الحياتية للرئيس وكأنها شئ خارج عن عادة وطبيعة البشر وكأن السيد الرئيس ( حاشي لله ) إلهاً تنازل عن صفاته الربوبية وتعامل بمنطق البشر .. اقول لكم أيها ( المعرصين ) من البداية أن ما تفعلونه خطأ هكذا تصنعون إلهكم .. اتركوا السيد الرئيس يفعل ما يراه صالحا لكل المصريين اتركوه يمشي خلف ضميره لا تكونوا حائلا منفرا بافعالكم بينه وبين الشعب .. لا تزايدوا ولا تتغابوا فى نشاط تافه من افعالا وكلاما لن يفيد الوطن ولا الرئيس فى شئ .

كفاكم ( تعريصاً ) يا سادة ..
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2013 14:50

الشعب يريد .. عـــلاج الرئيـــس

قبل أن أسمع السباب والصراخ وتتعالي أصوات ” ألتراس ” الجماعة ( رابطة مهللين الرئيس ) بأنني هكذا بدأت بالإهانة ، ويطلع عليا أعضاء هيئة صياغة الدستور هاتوا الواد ده من قفاه .. ده كده يعتبر ازدراء رموز وطنية وهذه تهمة يحاكم عليها القانون .. طب استني لما الدستور يوافق الشعب عليه .. وازاى ميتوافقش عليه ؟! الذي يرفض احترام الرموز الوطنية يبقا إنسان مش محترم ، ويبحث ورائي البعض وتبقا مصيبة عندما يكتشف إنني أعمل في مجال الفن وبالتحديد كاتب سيناريو واسمع مساءاً علي احدي القنوات احدهم يتهمني بأنني من يكتب للفنانين مشاهد ” البوس ” والاعتلاء وأصبح بقدرة قادر متهم بتهمة ” التحريض ” علي الاعتلاء .

عموما لن أخوض معكم في هذا العبث اصرخوا كما تريدون من حقكم ولكني سأصرخ أيضا ولكن ليس مثلكم فصراخي يصدر من قلمي وخاصة أنكم تصرخون قبل أن تحاولوا فهم ما أقول .. اسمعوا أولا قبل أن ” تشتموا ” سأتحدث عنكم أيضا ..

أنا هنا أتحدث عن ” الجماعة ” وأعضائها الذين أصبحوا الآن في مقاعد السلطة ويملكون من مقاليد الأمور ما يسمح لهم تنفيذ أي قرار دون محاسبة من برلمان شعبي يوافق أو يعترض بدعم ومباركة سيادة الرئيس المنتخب العضو السابق بالجماعة ” شكليا كما يزعمون ” ، وبكل تأكيد لا أعترض فهذه هي الديمقراطية ومن يرتضي بها يتحمل ” أسافينها ” .. ولا يوجد فينا من لا يصحو كل يوم على تصريحات ومواقف وخناقات واستفزازات وعنف لفظي ومعنوي لا حصر له يقفل معانا اليوم من بدري صادر ممن هم حول الرئيس .. لماذا أصبحت أخلاقهم ” كِنزة ” هكذا ولما لا يتقبلون الأخر والنقد بالنسبة لهم خيانة ..

ولمعرفة الإجابة على هذا السؤال والأسباب التي أدت إلى ذلك يجب أن تعلم أولا انه لا يجب الفصل والتصنيف بين التصريحات والمواقف علي أنها آراء شخصية تعود علي صاحبها وليس على الجماعة وهذا الفصل غير مقبول فجميعنا يعلم إن من هم علي الساحة ينتمون إلى تيار واحد وبالتحديد إلي ” جماعة ” واحدة تنبثق منها أفرع عدة والكل يعلم أن من ينتمي إلى جماعة تسهم الجماعة بشكل كبير في نموهوبنائه الاجتماعي السلوكي السلبي والايجابي لكونها مصدرالصداقات المتعددة والنسب والمصاهرة والتي منخلال عضويته فيها يكتسب المعايير الاجتماعية .. ومن خلالها تتشكل آراؤه الشخصية التي فيحقيقتها انعكاس لآراء ” الجماعة ” التي ينتمي إليهاكذلك ، فالجماعة مصدر سلوك الفرد الاجتماعي وفيها يكتسب الفرد اتجاهاته السياسية والدينيةوتنمو لديه فلسفة الحياة وفقا لذلك ويكتسب القيموتنمو مبادئ الجماعة لديه كنتاج لعضويته فيها ، فضلا عن ذلكيستمد الفرد من خلال عضويته في الجماعة قوة هائلة وشعورابالأمان والاطمئنان وإشباعا لحاجاته التي يلبيها انتماؤهلهذه الجماعة .. لذا من الطبيعي عند مواجهة فرد ينتمي لهذه الجماعة نواجه الجماعة كلها .. وبالرجوع لما كان تمارسه الأنظمة السابقة ” البائدة ” في التعامل مع مثل هذه الجماعات واستخدام أساليب نعلمها جميعا من قمع وتعذيب بالسجون والمعتقلات ومعظمها كان لا يستهدف الحصول على اعترافات أو معلومات بل كان أحيانا لمجرد سحق شخصية الفرد وفق خطة ممنهجة تحول دون معرفة الفرد متى ستكون الضربة القادمة ولا ما هو مبررها .. انعدام التوقعات ومن ثم انعدام للمعني .. ينتج عنه حالة متطرفة من ” الاغتراب ” ومن ثم فقدان معني الانتماء .. ضيف عليهم حالة من الاضطهاد الشديد وتحميل باقي أطياف المجتمع ذنب و مسئولية ما يحدث إليهم ، وتلمس ذلك من خلال تصريحاتهم المستمرة بأنهم عانوا وحدهم دون باقي الناس وأنهم الأحق من منطلق ” إحنا اتعذبنا كتير وانتم مأنتخين ” وقد وصل الحد بأحد المحافظين الجدد الفاقد للهوية بأن هداه فكره أن ينزل ” بالجلابية ” للمرور على المستشفيات علي أساس أنه هكذا تحرر من القيود السابقة ، وقد سمعنا من قبله احد الشيوخ يتهم باقي المجتمع أنهم غير وطنيين ودمهم لا يساوي ” دم دجاجة ” وأخر يتهم كل معارضين الرئيس بالصراصير وغير ذلك الكثير من العقد و” الكلاكيع ” النفسية ..

خلاصة القول إذا أراد السيد الرئيس المنتخب أن يكون رئيسا لكل المصريين يجب عليه أن يتحرر من فكر ” الجماعة ” كما نطالبكم يا سادة يا باقي أعضاء الجماعة بالتصالح مع أنفسكم أولا قبل أن تتصالحوا مع معارضيكم …. وإلا لو استمر الوضع هكذا لن يجمعنا وطناً واحدا بل ” مستشفي مجانين ” ..
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2013 14:40