Sherif Mostafa's Blog

August 21, 2019

داء الحية

عينان نضّاختان باحمرار الغزو، وعقل ذائب من فجائع الشك، وقلب مُخالِف يحتمي بدقاته قاصداً سراب الهدف، تحتويني بعاطفتك، وتتركين نفسك سابحة عارية، بداخلك حيّة شريرة تسعى إلى الأمان، وتقبض على أنفاسي بدلاً من أن تشدّ أزري، وتصبح شريدة في أوهام وخيالات فقط من أجل توهّم الأمان، تظنين عبثاً أن الشك تحصين لنفسي، وما هو إلا شرارة تدفع عقلك إلى الرعونة محققة مصائب لم تكن في عرف المستقبل إلا بِسُم تلك الحيّة.
لست كفيفاً عن مفاتن غيرك، ولست مسيّراً لإخلاص دون ابتلاء، إن كان لابد لكِ من عونٍ لي فلنبدأ بحصن الثقة حتى ولو كان بنكهة الادّعاء، وإن كان لابد لي من عونٍ لكِ فسأبدأ بواجب التقدير والتجميل حتى لو كان بنكهة النفاق، ذاك هو الحل الأسلم، نبني بناءً سوياً حتى لو وجوده فحسب يتمثّل في جذور نوايا طيبة؛ فأنا على ثقة أن تلك النوايا هي أنسب سلاح لردع حيّة العاطفة الهوجاء.
لا تبرري وهم الغيرة بنقاء الحب؛ فالحب صافٍ لا يحتاج إلى مطهّرات، أنتِ نفسك لا تجزمين أوجهتك حفظ الحب بيننا، أم حفظ الحب في عقلك، احذري من عقلك؛ فأنتِ امرأة، كائن خُلق للعاطفة، داومي على الغيرة، لكن احذري الشك؛ فالغيرة أمانة كل قلب، والشك خيانة كل عقل، وأنا أمامك أتعهّد الآن أن أتصدّى لتلك الحيّة طوال عمري، بل سأقاتل كي لا تولد حتى في أوهامك، وسأتشبث بابتكار كل ما هو جميل قبل رؤية كل ما فيكي من جمال؛ فحبنا جميل يستحق منك كل الثقة، ويستحق مني كل الإخلاص.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 21, 2019 18:18

خيال الروح

من جاء بك إلى عراء لا يحتمي بأحضانك؟ أنتِ ستر أحزان الدنا وبكِ وحدك تولد الأفراح، إن تعفّفت العين عن رؤياكِ سبحت الروح تجاهك، وإن عاق القدر وجودك عشتِ سلطانة في آفاق خيالي، أنا لا أملك لنفسي مبرراً يحرّم حبك، ولا أطمح في عقائد تشوّش قدسية روحك، أنتِ لست بنقصٍ أو إنقاص، أنتِ واهبة حدّ الكمال.
حار الوجود في وجودك؛ كلما حمّلك دوافع الشقاء كلّما خضع لجنان حبك،
صراع أبدي بينك وبينه، مابين الظنون والافتراضات، ثم أقحم نفسي في هذا الصراع قاصداً نبراس الحقيقة، فأقع ضحية صراع جديد أختلقه معكِ ومع الوجود، تتوالى الغرائب والخوالج، وتدفعني زلّات رعونة لهجرك وتجاهلك، لكن لا تردّ سوى نبضات قلب يملك نبراس أقوى من نبراس الحقيقة؛ فقوة الحقيقة في خفائها لا في وجودها، أما حبك فقوته في وجوده ووجود خياله، وخياله أقوى من وجوده ومن وجود الوجود.
فلن أسمح لجمود الحقيقة أن يؤرّخ زماني سارقاً روحه، ولن أسخّر عقلي للتنقيب والتحقّق؛ فالعقل ميزان الروح والنفس، ليس أداة صماء للبحث، سواء كان البحث مجدياً أو عبثاً، علمتني روحك أن البحث درب الكمال، ليس بوادٍ تغزوه شياطين الأغلال، إن كان زماني يؤمن ببعض الحدود المؤقتة، فهو بالمثل يحتاج إلى ما يجاوزها إلى البر الأبدي، ولن أصل إلى هذا البر عبر الوجود، فلا معبر إليه سوى روحك، روحك لذة خمر دائمة تُقصي آفات الشكوك، وضغائن المعتقدات، سارحة بي إلى عالم الأريحية، عالم يكلّله الكمال، ولا يُستمرأ إلا في الخيال، لن أُخلص إلى وجود يخدعني صدقه، بل سأسعى وراء خيال روحك؛ فصدق الوجود مُزحة حتى لو كان قوته في خفائه، وخيال روحك متعة حتى لو كان قوته في خياله.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 21, 2019 18:08