أحمد بن شعيب النسائي > Quotes > Quote > Ahmed liked it
“قال أخبرنا عمر بن علي قال: حدثنا عبدالرحمن بن المهدي قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال حدثنا أبو زميل، قال: حدثني عبدالله ابن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف.
فقلت لعلي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر، لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم. قال: إني أخاف عليك. قلت: لا.
قال: فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار، وهم قائلون، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟
قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي (ص) وصهره، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وتخبرون بما تقولون.
قلت: أخبروني ماذا نقمتم على أصحاب رسول الله (ص) وابن عمه؟
قالوا: ثلاث. قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله، وقال تعالى: إن الحكم إلا لله؛ ما شأن الرجال والحكم!؟. فقلت: هذه واحدة.
قالوا: وأما الثانية؛ فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم؛ فإن كانوا كفاراً سلبهم، وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم. قلت: هذه اثنان، فما الثالثة؟
قالوا: إنه محى نفسه عن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين.
قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا.
قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه (ص) ما يرد قولكم، أترضون؟ قالوا: نعم.
قلت: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله؛ فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم؛ فأمر الله الرجال أن يحكموا فيه، قال تعالى - يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم - الآيه، فأنشدتكم بالله تعالى: أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل؟ أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم، وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال؟ قالوا: بل هذه أفضل، وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل: - وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها غن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما - الآية، فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم افضل من حكمهم في بضع امرأة؟ أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها، وهي أمكم؟ فإن قلتم إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها، فقد كفرتم، ولإن قلتم ليست بأمنا، فقد كفرتم، لأن الله تعالى يقول: - النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم - فانتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
وأما قولكم محى اسمه من امير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون، واراكم قد سمعتم أن النبي (ص) يوم الحديبية صالح المشركين، فقال لعلي رضي الله عنه اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (ص)، فقال المشركون: لا والله، ما نعلم أنك رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله لاطعناك، فاكتب محمد بن عبدالله، فقال رسول الله (ص) امح يا علي "رسول الله" اللهم إنك تعلم أني رسولك، امح يا علي واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله. فوالله لرسول الله (ص) خير من علي، وقد محا نفسه، ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة؟
خرجت من هذه؟
قالوا: نعم.
فرجع ألفان، وخرج سائرهم، فقتلوا على ضلالتهم، فقتلهم المهاجرون والأنصار.”
― خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
فقلت لعلي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر، لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم. قال: إني أخاف عليك. قلت: لا.
قال: فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار، وهم قائلون، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟
قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي (ص) وصهره، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وتخبرون بما تقولون.
قلت: أخبروني ماذا نقمتم على أصحاب رسول الله (ص) وابن عمه؟
قالوا: ثلاث. قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله، وقال تعالى: إن الحكم إلا لله؛ ما شأن الرجال والحكم!؟. فقلت: هذه واحدة.
قالوا: وأما الثانية؛ فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم؛ فإن كانوا كفاراً سلبهم، وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم. قلت: هذه اثنان، فما الثالثة؟
قالوا: إنه محى نفسه عن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين.
قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا.
قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه (ص) ما يرد قولكم، أترضون؟ قالوا: نعم.
قلت: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله؛ فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم؛ فأمر الله الرجال أن يحكموا فيه، قال تعالى - يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم - الآيه، فأنشدتكم بالله تعالى: أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل؟ أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم، وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال؟ قالوا: بل هذه أفضل، وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل: - وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها غن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما - الآية، فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم افضل من حكمهم في بضع امرأة؟ أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها، وهي أمكم؟ فإن قلتم إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها، فقد كفرتم، ولإن قلتم ليست بأمنا، فقد كفرتم، لأن الله تعالى يقول: - النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم - فانتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.
وأما قولكم محى اسمه من امير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون، واراكم قد سمعتم أن النبي (ص) يوم الحديبية صالح المشركين، فقال لعلي رضي الله عنه اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (ص)، فقال المشركون: لا والله، ما نعلم أنك رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله لاطعناك، فاكتب محمد بن عبدالله، فقال رسول الله (ص) امح يا علي "رسول الله" اللهم إنك تعلم أني رسولك، امح يا علي واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله. فوالله لرسول الله (ص) خير من علي، وقد محا نفسه، ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة؟
خرجت من هذه؟
قالوا: نعم.
فرجع ألفان، وخرج سائرهم، فقتلوا على ضلالتهم، فقتلهم المهاجرون والأنصار.”
― خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
No comments have been added yet.
