شيرين عادل > Quotes > Quote > Raghda liked it

شيرين عادل
“أملينا على النادل الشاب طلبات العشاء، فغاب لمدة ثلث ساعة، ثم بدأت الأطباق تنهال على المائدة . كان من بينها طبق من "ورق العنب" الذي سبق أن ذكرنا أن اسمه "يالانجي" هنا . ولسبب ما، أقدم "أشرف" على طلب بعض الزبادي من النادل، كما اعتدنا على تناوله بجانب ورق العنب في مصر . ظننا الأمر بسيطًا هينًا، فهو طلب معتاد جدًا، إلا أن الشاب وقف فاغرًا فاه وقد بدت عليه أعتى أمارات الارتباك وعدم الفهم . هكذا كرر "أشرف" طلبه، لكن الفتى أخذ يؤكد مندهشًا "بدكن زبدية ؟"، فلما أجمعنا على الإيجاب في دهشة متبادلة من دهشته الأولى، غاب لحظات ثم عاد بثلاثة أطباق مقعرة، من تلك التي تعرف في مصر باسم "سلطانية" . هكذا شمر "أشرف" عن ساعديه وبدأ حصة تمهيدية في الإنتاج الحيواني، شارحًا للفتى كيف تحلب البقرة أولًا، فنحصل على اللبن، ثم نغليه، ثم نتركه ليبرد ويصير "زبادي"، تمامًا مثلما نريده الآن! إلا أنه بعد هذا الشرح المفصل، زاد ارتباك الشاب، واستأذن لحظات ثم عاد مع نادل أكبر منه سنًا. سألنا هذا الأخير بابتسامة عريضة عما نأمر به. فكررنا الطلب بنفاد صبر مشيرين إلى الأطباق الفارغة التي جاء بها الشاب قبل قليل . هنا أدرك الرجل المشكلة، فزادت ابتسامته لتتحول إلى ضحكة مقتضبة ثم أخذ يشرح: "فهمت عليكن. لكن يبدو أن هناك مشكلة باللغة. نحنا عنا كلمة زبدية معناها طبق غويط مثل هيك، لكن ياللي بدكن ياه بنسميه لبن!" سألناه: "أمال بتسموا اللبن إيه ؟" فقال: "حليب"! يالها من لخبطة، أو كما يقول السوريون "خربطة!”
شيرين عادل, الفيروزية

No comments have been added yet.