نصر حامد أبو زيد > Quotes > Quote > Ayman liked it

نصر حامد أبو زيد
“يقع الخطاب الديني بين مطرقة القراءة الأيديولوجية المغرضة وسندان القراءة الحرفية المثبتة لدلالة النصوص عند مستوى الدلالة التاريخية, في القراءة الأولى يعتصم الخطاب الديني بمقولة «صلاحية النص دلالياً لكل زمان ومكان» بينما يعتصم في القراءة الحرفية بمقولة: «فهم الخطاب كما فهمه المعاصرون لنزوله» اعتمادًا على عمق إيمان الجيل الأول - جيل الصحابة - من جهة، وعلى صلتهم المباشرة اليومية بالنبي من جهة أخرى. والحقيقة أن الخطاب الديني لا يكتفي بالاستناد إلى هاتين المقولتين المتناقضتين فحسب، بل ينطلق أساسًا من تصوّر سلبي لتطوّر المعرفة الدينية يفصل بينها وبين مجالات المعرفة الأخرى في الثقافة فصلًا شبه تام. ترتبط المعرفة الدينية في هذا التصوّر لا بتطوّر الوعي عمومًا، بل ترتبط أساسًا بعمق العاطفة من جهة، وبمدى الخضوع والإذعان في السلوك الديني المتمثل في العبادات من جهة أخرى. لهذا لا يدرك الخطاب تناقضه من ذاته حين يلجأ في تأويلاته الأيديولوجية لآلية التوسيع الدلالي... ويلجأ في فهمه للتصوّرات الدينية لآلية الفهم الحرفي والتمسّك بالدلالة التاريخية. وحين يحاول أن يزيل التناقض ويجمع بين الطريقتين يقع ... في وهدة تناقض من نوع أكثر تعقيدًا”
نصر حامد أبو زيد, النص والسلطة والحقيقة: إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة

No comments have been added yet.