عبد's Friend Comments
Comments (showing 1-5)
post a comment »
date
newest »
newest »
طريق الأحرارعبدالحميد ضحا
فِي طَرِيقِي سَائِرٌ فَوْقَ الثُّرَيَّا = مِلْؤُهَا شَوْكٌ جِرَاحٌ وَبُكَيَّا
قَدْ أَبَيْتُ الْعَيْشَ يَعْلُونِي الثَّرَى = تَحْتَ أَقْدَامِ الطَّوَاغِيتِ غَوِيَّا
كُلُّ أَيَّامِي صِرَاعٌ ثَائِرٌ = فَالْفَتَى يَحْيَا دَنِيًّا أَوْ أبِيَّا
وَكَأَنِّي فِي عُبَابٍ هَادِرٍ = لَوْ خَشِيتُ الْمَوْجَ مَا أَصْبَحْتُ حَيَّا
وَرِفَاقٍ فِي بُحُورِ التِّيهِ مَا = لِنَجَاةٍ سَعْيُهُمْ، صَارُوا نَجِيَّا:
كَيْفَ لا تَخْشَى ظَلُومًا لَوْ عَفَا = سَوْفَ يُبْقِيكَ شَجِيًّا لا خَلِيَّا؟!
أَتَخُوضُ الْبَحْرَ وَالْمَوْجُ لَظًى؟! = غَضْبَةٌ لِلْبَحْرِ لا تُبْقِيكَ شَيَّا
آهِ يَا صَاحِ وَمَاذَا تَرْتَجِي؟! = مَا لِحُرٍّ غَيْرُ أَنْ يَحْيَا عَلِيَّا
مَا حَيَاةُ الْحُرِّ إِلَّا عِزَّةٌ = لا يَهَابُ الْمَوْتَ لا يَحْيَا دَنِيَّا
فِي ظَلامِ اللَّيْلِ نُورٌ لِلدُّنَى = حَيْثُ كَانَ الْحَقُّ نَادَى الْحُرُّ: هَيَّا
سَيَظَلُّ الْحُرُّ لا يَخْشَى الرَّدَى. = وَطَرِيقُ الشَّوْكِ مَا أَحْلَى الْمُضِيَّ!
ذَا طَرِيقٌ لَيْسَ لِلأقْدَامِ بَلْ = لِقُلُوبٍ تَعْشَقُ الْحَقَّ صَفِيَّا
كانت بلادي أمَّةًعبدالحميد ضحا
قَدْ كَانَ يَوْمًا ذِي الْبِلَادُ بِلَادِي = فِي أَرْضِهَا نَبَتَتْ قِلَاعُ تِلَادِي
كَانَتْ بِلَادِي أُمَّةً شَمْسَ الدُّنَى = جِرْمًا عَظِيمًا هَائِلَ الْأَمْجَادِ
فِي كُلِّ شِبْرٍ مَعْلَمٌ مِنْ عِزَّةٍ = أَرْسَاهُ بَحْرٌ مِنْ دَمٍ وَمِدَادِ
فِي أَرْضِهَا يَحْكِي الْحَصَى مُتَرَنِّمًا = تَارِيخَ نُورِ حَضَارَةٍ وَجِهَادِ
كَانَتْ بُحُورُ الْعِلْمِ رِيًّا لِلْوَرَى = وَصَدَى نِدَاهَا الدَّرُّ: هَلْ مِنْ صَادِ؟!
كَانَ الظَّلَامُ يَجُولُ فِي كُلِّ الدُّنَى = فَإِذَا أَتَاهَا صَارَ فِي الْأَصْفَادِ
كَانَتْ سُيُوفُ الْحَقِّ عِزًّا لِلْإِبَا = تَرْوِي الثَّرَى بِدِمَاءِ الِاسْتِبْدَادِ
كَانَ الضِّيَاءُ يَشِعُّ فِي أَرْضِي هُنَا = فَيُبِيدُ ظُلْمَ الْجَهْلِ وَالْأَحْقَادِ
*****
صَارَتْ مُمَزَّقَةً بِلَادِي لَا تَرَى = شِلْوًا يُعَانِقُ آخَرًا بِوِدَادِ
فَلَكُلُّ حَدٍّ خَنْجَرٌ فِي جِرْمِهَا = فَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهَا وَفُؤَادِي
صِرْتُ الْغَرِيبَ بِقَعْرِ دَارِي هَائِمًا = بِمَشَاعِرِي كَالنَّارِ دُونَ رَمَادِ
قُطِعَتْ أَوَاصِرُنَا فَصَارَ نُوَاحُنَا = كَأَجِيرَةٍ تَبْكِي رَدَى الْحُسَّادِ
تَجْرِي دِمَانَا كَالْبُحُورِ وَإِنَّنَا = غَرْقَى بُحُورِ الضَّيْمِ دُونَ أَيَادِي
لَكِنْ يَقِينِي أَنْ سَيَصْحُو مَجْدُنَا = لِيَسُودَ هَذِي الْأَرْضَ كَالْأَجْدَادِ
وَيَظَلُّ حُلْمِي أَنْ أَرَى إِشْرَاقَهَا = فَتُمِدَّ هَذَا الْكَوْنَ بِالْإِسْعَادِ
فَتُعِيدَ لِلْإِنْسَانِ كُلَّ كَرَامَةٍ = وَتَعُودَ لِلْأَحْرَارِ خَيْرَ سِنَادِ
سَتَعُودُ هَذِي الْأَرْضُ جِرْمًا وَاحِدًا = وَتُنِيرُ هَذَا الْكَوْنَ بِالْأَمْجَادِ
قصيدة (لن أنحني) لعبدالحميد ضحاقَالُوا انْحَنِ.
فَمَقَاصِلُ الطُّغْيَانِ تَقْصِفُ أَيَّ هَامٍ شَامِخَةْ.
وَسِيَاطُهُ عِشْقًا تَهِيمُ بِمَا اسْتَوَى
مِنْ أَظْهُرٍ لا تَنْحَنِي
فَتُحِيلُهَا جَمْرًا بِأَجْسَادِ الأُسُودِ الشَّائِخَةْ.
لا تَحْسَبِ الْأَحْرَارَ فِي سُوقِ الْحَيَاةِ سَيَرْبَحُونْ.
فَحَيَاتُهُمْ بَيْنَ الطُّغَاةِ وَقَوْمِهِمْ غَبْنٌ وَخُسْرَانٌ مُبِينْ.
وَصُمُودُهُمْ رَغْمَ الْمَآسِي، مَا تُرَاهُمْ يَفْعَلُونْ؟!.
فَلْتَنْحَنِ.
لَا تَحْكِ لَيْثًا عَاشَ فِي وَسَطَ الذِّئَابِ كَمَا الْغَرِيبْ.
كُنْ مِثْلَهُمْ ذِئْبًا أَصِيلاً
وَانْسَ مَاضِيَكَ
الَّذِي عَدُّوكَ فِيهِ اللَّيْثَ وَالْحُرَّ الْحَسِيبْ.
انْسَ الشَّجَاعَةَ وَالْبُطُولَةَ
وَارْكَعَنْ
وَالْبَسْ ثِيَابَ الْخُبْثِ وَالْغَدْرِ الرَّغِيبْ.
فَلْتَنْجُ مِنْ كَيْدِ الطُّغَاةِ
وَلَوْ سَجَدْتَ مَعَ النَّحِيبْ.
فَأَجَبْتُهُمْ:
أَوَمَنْ يَعِيشُ حَيَاتَهُ لَيْثًا بِأَخْلاقِ الْفَوَارِسِ
كَيْفَ يَلْبَسُ مِنْ ثِيَابِ الْغَدْرِ
وَالْجُبْنِ الْمَهِينِ الْمَاجِنَةْ؟!.
كَيْفَ الْمُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ الْعِزِّ يَهْوِي
كَيْ يَعِيشَ كَجِيفَةِ الْمُسْتَنْقَعَاتِ الآسِنَةْ؟!.
فَلْتَنْحَنُوا
أَوْ تَرْكَعُوا
أَوْ تَسْجُدُوا.
أَمَّا أَنَا
سَأَظَلُّ رَافِعَ هَامَتِي
لَنْ أَنْحَنِي.
سَأَظَلُّ سَيْفًا مُصْلَتًا فِي أَوْجُهِ الطُّغْيَانِ
لا لَنْ أَنْثَنِي.
سَيَظَلُّ شِعْرِي كَالرِّمَاحِ أَوِ اللَّهِيبْ.
سَيَظَلُّ نَثْرِي كَالْعُبَابِ
يُزَلْزِلُ الطُّغْيَانَ فِي بَحْرٍ مَهِيبْ.
سَأَظَلُّ أَنْصَحُ أُمَّتِي:
مُوتُوا وُقُوفًا
لا تَمُوتُوا تَحْتَ أَقْدَامِ الطُّغَاةِ
بِذِلَّةِ الْعَبْدِ الْمَعِيبْ.
كُونُوا أُسُودًا وَازْأَرُوا
فَالْحُرُّ يَحْيَا شَامِخًا
نِعْمَ الْحَيَاةُ حَيَاتُهُ
رَغْمَ اللُّغُوبْ.
مَنْ ذَاقَ طَعْمَ حَيَاتِهِ
لَنْ يَسْتَطِيعَ الْعَيْشَ فِي وَادِي الْعَبِيدْ.

عبدالحميد ضحا
وُلِدْتُ بِلَيْلٍ مَا أَتَاهُ نَهَارُ = وَعِشْتُ حَيَاتِي وَالدُّمُوعُ بِحَارُ
وَمَا مَرَّ يَوْمٌ وَالْمَآسِي كَلِيلَةٌ = وَلَمْ يَغْفُ فِي يَوْمٍ أَسًى وَدَمَارُ
وَحِينَ الصِّبَا أَصْبَحْتُ كَهْلاً وَشَيْبَتِي = تُنَادِي الْوَرَى: عَذْبُ الْحَيَاةِ مَرَارُ
فَلا طِفْلَ يَلْهُو لا شَبَابَ بِأُمَّةٍ = يُجَلِّلُهَا اللَّيْلُ الْبَهِيمُ وَعَارُ
فَصِرْنَا شِيَاهًا وَالذِّئَابُ تَسُوسُنَا = وَصَارَتْ دِمَانَا فِي الْكُؤُوسِ تُدَارُ
أُسَافِرُ فِي ذِكْرَى سِيَادَةِ أُمَّتِي = فَيَغْمُرُنِي بَرْدُ الْحَنِينِ وَنَارُ
فَأَغْرَقُ فِي بَحْرٍ مِنَ الْفِكْرِ حَائِرًا = بِهِ ظُلُمَاتٌ مَا لَهُنَّ قَرَارُ
فَكَيْفَ أُعِيدُ الْمَجْدَ وَالظُّلْمُ حَالِكٌ = وَلِلْأُسْدِ لَوْ هَبُّوا رَدًى وَإِسَارُ؟!
وَكَيْفَ أُضِيءُ اللَّيْلَ وَالْبَدْرُ مُهْلَكٌ = فَإِنْ يَبْدُ نُورٌ فَالْفَنَاءُ خِيَارُ؟!
وَكَيْفَ أَفُكُّ الْفَجْرَ مِنْ قَيْدِهِ وَقَدْ = يَظُنُّ الْوَرَى أَنْ فِي الصَّبَاحِ خَسَارُ؟!
فَخُضْتُ الْمَآسِي وَالْعُبَابُ مُزَمْجِرٌ = وَصَارَعْتُ أَهْوَالاً؛ دَمٌ وَأُوَارُ
وَمَا لِنْتُ يَوْمًا لِلطُّغَاةِ فَلِي مُنًى = أَرَى أُمَّتِي عَزَّتْ وَسَادَ نَهَارُ
وَأَصْلَتُّ شِعْرِي وَالسُّيُوفُ بِغِمْدِهَا = فَمَا عَادَ لِلْحَقِّ السُّيُوفُ تَغَارُ
وَمَا عَادَ فُرْسَانٌ صَهِيلُ خُيُولِهِمْ = يُزَلْزِلُ أَرْضَ الطَّغْيِ، ذَلُّوا وَخَارُوا
فَيَا وَيْلَهَا مِنْ أُمَّةٍ صَارَ عِزُّهَا = كَلامًا وَذِكْرَى وَالْفِعَالُ شَنَارُ!
وَأَرْفَعُ رَايَاتِ الإِبَاءِ مُنَادِيًا = أَيَا أُمَّتِي إِنَّ الْمَذَلَّةَ عَارُ
فَعُودُوا أُسُودًا، لا حَيَاةَ لأُمَّةٍ = تَعِيشُ بِقِيعَانِ الْهَوَانِ تَحَارُ
فَأَيْنَ النُّجُومُ الْهَادِيَاتُ بِذَا الدُّجَى؟! = وَأَيْنَ الأُسُودُ الضَّارِيَاتُ وَنَارُ؟!