لأن الأشياء تحدث لأن الأشياء تحدث discussion


5 views
ندوة دار عين

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by حاتم (new) - added it

حاتم حافظ Dar بين الشاعرين محمد آدم وزين العابدين خيري جلس صاحب "حكايات عن ناس طيبين" سعيد الكفراوي يتأمل صراحة الروائي حاتم حافظ "35 عامًا" بينما يتكلم عن أولي رواياته "لأن الأشياء تحدث" وأنه أهمل مخطوطة روائية سابقة استشعر أنها لا تمثل صوته الروائي الخاص بل أصوات أخري شملت طموحًا فنيًا عليه أن يتجاوزه ولو بباكورة إنتاجه الروائي ، وشملت قائمة حاتم "ميلان كونديرا" "جابريا غارثيا ماركيز" "نجيب محفوظ" وبيكيت الذي درسه كطالب ونال عليه درجة الماجستير في أطروحة بعنوان " آليات تفكيك نصوص بيكيت للخطابات الثقافية المهيمنة". ثم انتقل مباشرة إلي توصيف بذرة الرواية المتمثلة في جملة حوارية بين بطلي فيلم أجنبي، حيث سميت باسمها الرواية موضوع الدرس النقدي لكل من الأستاذ الكاتب سيد الوكيل والدكتور محمد الشحات اللذين قدمتهما للحضور الدكتورة فاطمة البودي ؛ مرحبة بالجمع الغفير المحب لحاتم حافظ وروايته ، وأيضًا لأدواته النقدية الذي وصفها صاحب "حكايات عن ناس طيبين" سعيد الكفراوي بالنزاهة البعيدة عن عين الشلة التي لا تري في أغلب الأحوال.
ثم استطرد حاتم بمجرد أن خطت يدي "لأن الأشياء تحدث" علمت وقتئذ أنني أمتلك رواية. ثم قرأ حاتم سردية جدلية عن أبيه وعلاقته بزعماء مصر الثلاثة ، الذين وصفهم الراوي الابن بالزعيم الخالد والزعيم المؤمن والزعيم الحكيم.
يُذكر أن الكاتب تعمد أن يجعل عكازه للوصول إلي بناء روائي متماسك ذي طابع معاصر باستخدام تقنية الرسائل الإلكترونية التي يكتبها بطل الرواية "حسام" إلي شخص مجهول لا يعرفه إلا من خلال غرف الدردشة.
هذا ما وصفه الدكتور محمد الشحات بالمونولوجية المحدودة، وتساءل.. هل ثمة احتياج لمشهد أخير من وجهة نظر آخر افتراضى؟
وعارضته مداخلة لأحد الحضور ، حيث نبه المحاضر إلي أن بطل الرواية "حسام" قد لا يكون إلا "حاتم" ذاته، وبالتالي فإن هناك بطلاً داخل هذا العالم الافتراضي هو المرسل وا لمرسل إليه في آن واحد.
الأستاذ الكاتب سيد الوكيل بدأ بالعنوان الذي يشير إلي موقف عبثي وجودي يتأكد معناه في نهاية الرواية "لماذا تطلقتما- أنت وسهام- لأن الأشياء تحدث".
إن هذا الحدوث العبثي للأشياء يجعله بلا معنى، وكأن الأشياء تحدث لمجرد أنه ينبغي أن تحدث.
وإذا كان العبث ارتبط بالعدمية في فلسفة الحداثة، كتفسير لتشظي الذات وتشيؤ الإنسان في عصر الآلة، وتضخم المجتمع الرأسمالي والانسحاق تحت مظاهر المدنية، وهي أمراض جسدت أزمة إنسان الحداثة. وامتدت إلي ما بعد الحداثة –الكلام ما زال لسيد الوكيل- فإن إنسان ما بعد الحداثة يضيف إلي ذلك أزمة اللا يقين. فليس ثمة ما يؤكد أن الأشياء تحدث. لأن الوجود نفسه أصبح افتراضياً ، ومن ثَمّ فإن ما يحدث ليس الأشياء ولكن صورة الأشياء ، وهذا موقف خلقته الميديا.
الراوي نفسه يشك في أن ما يحكيه في رسائله قد حدث بالفعل أم لا " أحيانًا أشعر كما لو لم أكن متزوجًا في يوم من الأيام، كأنما فترة زواجي كانت حلماً سخيفًا، قل لي ، هل أنت هنا الآن فعلاً".
لا يتوقف الشك عند حدود أن ما يحكيه قد حدث فعلاً، بل إلي وجود سهام نفسها، ثم ينسحب إلي وجود الراوي نفسه " ظلت لفترة طويلة، لا أصدق كوني موجودًا فقط علي شبكة الإنترنت، فقدت إحساسي بذاتي الحقيقية. كما لو كانت غير موجودة " وهذا ايضًا موقف ما بعد حداثي يشير إليه بودر يارد بأن الذات انتحلت الموضوع، فلم يعد هناك سوي الذات. ونتيجة لهذا فإن غياب سهام هو بمثابة غياب لكل ما يدل علي وجودها، فمجموعة نباتات النعناع والياسمين والصبار اختفت بغيابها " الغريبة أن كل هذا قد انتهي كما لو لم يكن هناك يوما" وكأنك عملت له ديليت Delete ،أما لغة النص ، فقد وصفها الروائي المصري إبراهيم فرغلي ، المقيم بالكويت في دراسة منشورة علي مدونته الخاصة " اللغة اللا غنائية لهذا النص، أحالتنا في النهاية إلي حزن عميق، مؤلم، وحقيقى، لكن بلا أدني شُبهة ميوعة عاطفية، أو غنائية، فهناك حس ساخر وعبثي في المقابل، وهذا مكمن قوة الرواية التي تعتبر أحد مكاسب النص المعاصر، خصوصًا وأنها أولي روايات كاتبها، ولا أظنها ستكون الأخيرة".
جدير بالذكر أن من بين الحضور الغفير الكاتب الصحافي محمد شعير ومحرر البوابة الثقافية طه عبد المنعم والأستاذة إيمان خيري شلبي والأستاذة هبة إسماعيل المحررة الثقافية بجريدة البديل "المغلقة" والناقد المسرحي محمد سمير الخطيب والكاتب عادل أسعد الميري ، إلي جانب الضيوف "مصطفي على، مراد ماهر، أحمد سلامة، أيمن محمد عامر، محمد صبري السنهورى، أحلام عباس حسنى، حسن الحلوجى، رحاب لؤى، بلال رمضان، أحمد الطحان، محمد سيد عبد الباقى، وعلا إيهاب الأزهرى.
يذكر أن حاتم حافظ ، مدرس مساعد بأكاديمية الفنون، ومهتم بالدراسات الثقافية ويمارس النقد الثقافي والأدبي في عدد من الصحف والدوريات ، وقد عرضت له عدة مسرحيات من تأليفه وإعداده ، إلي جانب أنه كتب الفيلم التسجيلي "زمن" كما كتب 200 حلقة لبرنامج "قاموس الدراما" لقناة النيل للدراما ، وقد صدر له كتاب بعنوان "أنساق اللغة المسرحية في مسرح تشيخوف" وشارك في كتاب "بهاء طاهر الرواية والجائزة "كما يستعد لنشر أطروحة الماجستير، سالفة الذكرعن الهيئة العامة للكتاب .
دار العين


back to top