Arab librarians كتبيّون عرب discussion
ارشادات
>
انفرط الشغف مثل حقيبة مملوءة بالشاي
date
newest »
newest »
أهلا زميل القراءة.. عشت تلاشي الشغف في فترة معينة من حياتي نظرا لتغير الاهتمامات وضغوطات الحياة الشديدة علي آنذاك، فتوقفت تماما عن القراءة وانشغلت بالحياة، حتى عاد شغفي من تلقاء ذاته فعدت للقراءة بنهم ولحضور الفعاليات الثقافية، فنصيحتي ان لم تكن تحتاج للمال لاتبع مكتبتك واهجرها مؤقتا حتى يعاودك الشغف... سنة اثنتين ثلاث لا تيأس سيعود.
أنصحك نصيحة أخرى إضافة إلى نصيحة عائشة. ما تصفه قد يكون قريبا من عرض لمرض الاكتئاب وهو عرض anhedoniaوبالعربية يعني انعدام التلذذبالطبع لا يمكن تشخيص مرض نفسي من تعليق ولكني لو كنت مكانك لشككت في مثل هذا واستشرت طبيبا متخصصا. وأرجو ألا تعتبر ذلك وصمة أو عاراً
هذا مخيف أن يكون عارض للاكتئاب!أتفق معك بأنه لم يعد هناك تلذذا ويعتريني الضجر لكن في هذا الباب فقط
شكراً على النصيحة يا أمير وأنت ضميري وأفضل عدم الانصات إليه
لماذا يرعبك فقدان الشغف؟ ومن أين وصفته بأنه "مرض"؟ما زالت الناس تولع وتفقد الولع، تعشق ثم تكره، تؤمن ثم تخرج من الإيمان، ولن تزال.
في النهاية هذا يعتمد على قراءاتك:
- إذا كانت القراءة تتوقف عليها معيشتك، أي أن يكون عملك الذي تكسب منه يتوقف على القراءة شيئاً ما، فلا تبال بالشغف ولا بغيره، بله بالمتعة.
- إذا كنت تقرأ من أجل التعلم، فالقراءة بعد حينٍ ستصير صعبةً ومُجهدة، لأن تدرج منحنى التعلم سيصل بك إلى حيث يصعب عليك المتابعة من غير بذل المجهود، أو بما يعرف بـ قانون القوة في التعلم* ولا بد من البحث وبذل الجهد والوقت لمردود أقل. وهنا أيضاً، يمكن أن تقرأ الكتاب وأنت تكرهه، كما تمر أيامٌ على الموظف يبغض فيها عمله أيما بغض، أو كما يُمارس الرياضي التمرينات وهو كارهٌ لها لتبدّلٍ في مزاجه.
- أما إذا كانت قراءاتك من أجل المتعة، فالمتعة توجد أيضاً في غير الكتب، والذي وصلتَه شيء طبيعي.
مسألة الاحتفاظ بالكتب أو التخلي عنها منفصلة عن مسألة القراءة، هناك بعض القراء يُغالون بالتعلق بالكتاب، والبعض لا يبقي كتاباً عنده بعد الانتهاء منه.
مثلاً طبيب الأعصاب أوليفر ساكس، مع سعة اطلاعه، وكثرة نقوله من شتى أنواع الكتب، والاقتباس من الكتب المشهورة والمغمورة، في سيرته الذاتية يذكر أنه نادراً ما يحتفظ بكتابٍ قرأه، لأنه يرى الكتاب ليُقرء، لا ليُقتنى.
البعض يذكر أنه لا يتخلى عن كتاب قرأه أو اقتناه، مثل ألبيرتو مانغويل الذي يكثر الاستشهاد به، أو أومبرتو إكو.
البعض يتوسط ويقول أنه يتخلى عن البعض ويقتني البعض مثل كريستوفر هيتشنز، (في واحد من مجموعات مقالاته، إما Arguebly أو And Yet...) هذا مع أنه وُصف بأنه أكثر الكُتّابِ قراءةً منذ ألدوس هكسلي.
فالأمر راجعٌ إليك، طريقة حياتك، مع من تعيش، كثرة تنقلك، ارتباطك بالمكتبة، هل ستسعد أكثر بالفراغ الذي ستتركه المكتبة المنزلية أكثر من وجودها؟
* راجع مادة Power_law_of_practice على ويكيبيديا، لم أتمكن من إرفاق الرابط
ليتك تعلم أن تعقيبك هذا أسعدني جدًاوكيف أن فكرة الكتب وجدت لتقرء لا لتقتنى فقط.
سأعود للمراجع المذكورة في ردك وأعود لك بالاجابة إن تبقت لنا حياة بمشيئة الله
شكراً لك يا صديقي
للأسف لم يعد؛ وقد استيقظت على حقيقة أن القراءة والكتب مثل مرعى برّاق في اخضراره وبدلا من العيش فيه.. مر أمام نافذة واختفىاتقبل التعازي



قصتي باختصار أن الشغف اتجاه القراءة بدأ ينخفض تدريجياً حتى تلاشى وهذا المرعب في حقيقة الأمر. لدي المئات من المكتب المنكبة على وجهها غير مكتملة القراءة. حاولت بشتى الطرق حلّ هذه المشكلة عن طريق تجربة أنواع مختلفة من الكتب التي عادة لا اقرأها، هاتفت بعض الأصدقاء ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.
استيقظت قبل عدة أيام على حقيقة بأن القراءة في حياتي مثلها مثل أي شغف مرتبط بالطفولة وانتهى بالتقادم كما لو أن النضج كان فأساً حطّم شجرة النشوة التي تعتريني عادة عند رؤية الكتب وقراءتها وشرائها.
اليوم تحديداً قررت بيع مكتبتي والتخلص منها وفي خضم هذا القرار وصلتني رسالة من الموقع عن طريق البريد الإلكتروني وفكرت حينها لما لا أشرح معضلتي وسط مجتمع لديه نفس الاهتمام؟
لأنه كما تعلمون لا يوجد مستشفيات لهكذا أمراض أو وصفات علاجية.
في النهاية يقول أمين معلوف: عندما يتعلم الفتى قليلاً يساعد أهله، وعندما يتعلم كثيراً فأنه لن يطيق التحدث معهم.
وأقصد بذلك هل النهم الذي أصابني في فترة العشرينات للقراءة أدفع ضريبته حالياً؟
في النهاية يا رفاق (عداد الحروف التنازلي هذا يصيبني بالتوتر) من عاش ذات التجربة؟ الملل أو فقدان الشغف اتجاه القراءة؟ وكيف استطاع التخلص منها؟
تحياتي لكم