بوح الجدران بوح الجدران discussion


1 view
عن بوح الجدران بقلم الكاتب والإعلامي القدير محمد موافي

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Mohamed (new) - added it

Mohamed ندا) هذه رواية أحب أن أقرأها بصوتي..
بين شقة مهجورة، ووطنٍ مغلقٍ تألمت مرتين، الأولى لأن الرواية انتهت فجأةً، والثانية جملةٌ من الآلام الشجية المتواصلة مع منير وليلى ورشيدة وسليمان وغيرهم. وأنا أتابعهم متأملًا تفاصيل مشهد عربي يسكنه الورم الخبيث .. كأن "ماء كل الأوطان العربية فاسد".. كما قال منير عطا.. وكأن الروح العربية حاضرة كحضور (سليمان) اللطيف والخاطف..
مضت شهورٌ ثلاثة على انتهائي من القراءة ولا زلت أتساءل: كيف نظر منير عطا للمستقبل فوصف الأوضاع كما هي بكل سخريتها، وكيف حتى هذه الساعة بقيت الرسائل وفيّة لغبار الأيام؟
هذه رواية تحتاج لنَفسٍ طويلٍ في القراءة، وهي رواية توقفك، لا تتركك حتى تنهيها في ساعات أو يومين على الأكثر. أضع قلمي مكان توقفي، وأجدني أردد:
فقلت له إنَّ الشجي يبعثُ الشجى
فدعني فهذا كلهُ قبرُ مالكِ
رواية عن الشجى، وحديث طويلٌ ذو شجون، وسؤالٌ إجابته مؤلمة عن البطل، هل هو الراوي العليم، الشاب الذي فتح شقة الزمالك، أم صاحب البيت الحزين؟ أم صاحب الرسالات المتباعدة، أم تلك المرأة التي رافقت زوجها في كل مكان؟ أم الجيران في العراق.. هل البطل مصر.. العراق.. كل وطن عربي؟ هل أزاحت الأمكنة الجميع لتكون بطلة الحكاية، أم أن الأزمنة كعادتها لا تقبل شريكًا في البطولة؟
دخل محمد سمير ندا موسوعة الغربة العربية، كتب سطرًا سيبقى يمثله ويمثلني ويمثل ملايين معنا.
الغربة بكل ما تذهب إليه تداعيات الكلمة الصعبة؟ مصر التي نفت أبناءها المخلصين، العراق بكل مآسيها التي لم تصل ذروتها بعد في زمن الرواية، المثقف بين عناد التمسك بالهوية وعذابات الارتحال.
لا أريد أن أكشف عن الرواية، حكايتها المغزولة من خيوط الواقع والخيال، أبطالها المختلفين دارًا وبلادًا والمتشاركين وجعًا وحنينًا. في حبكة تجاوزت التجريبية، أمسكت بي، كقارئ ملول، ولم تفارقني بعد الوصول للصفحة الأخيرة.
الرواية لا تحتاج مني شهادة عن اللغة، لغة أصيلة متنية، تنِمُ عن قاموس جمع بين القديم والمعاصر، بين الشعر والشارع، بين السرد الهادئ والضرب بسيف الدهشة.
ربما هذه أول مرة أكتب مطولًا عن رواية عربية، لكنها تستحق وزيادة. وكل زيادة في الإبداع تعني أن مصر ولّادة.
المأخذ الوحيد: أنه كان بوسع الكاتب أن يزيد في تفاصيل الحكاية، لكن كل مبدعٍ بخيل.
شكرًا محمد سمير ندا


back to top