أولادنا من الطفولة إلى الشباب أولادنا من الطفولة إلى الشباب discussion


1 view
ملخص الكتاب (4)

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

Ahmed Issa الفصل الحادي عشر
نمو اللغة والكلام
اللغة ليست فقط مجرد وسيلة للتخاطب مع الآخرين، وإنما هي جزء حيوي وأساسي من الهوية الذاتية لكل ‏واحد منا. ومن العجائب الرائعة في الحياة والدالة على عظمة الخلق والخالق هو ما يحدث بين الشهر الرابع ‏والسادس من تطور الولد عندما يدخل مرحلة إصدار التصويت والتمتمة.‏
من التصويت إلى الكلمات:‏
حتى يفهم الإنسان دلالات هذه الأصوات وما ترمز إليه فإنه يحتاج للكثير من التعلم، ومن خلال الوقت يبدأ ‏الولد العربي يفترق عن الولد الصيني أو الإنكليزي أو الهندي أو الماليزي، إلا انه بعد فترة تتحدد أصواته ‏بأصوات أبويه وقومه. لذلك فمن المهم جداً تشخيص حالات فقدان السمع في وقت مبكر جداً لأننا يمكن ‏أن نحسن حاسة السمع في بعض الحالات، وبذلك نساعد الولد على تطوير مرحلة التصويت إلى مرحلة ‏الكلمات الكلام.‏
نمو الكلام في المراحل الأولى:‏
الأفضل للطفل بعد أن يدخل مرحلة التصويت أن يسمع من حوله أصواتاً وكلمات ومحادثات، وعلى الوالدين ‏أن يتكلما معه ويُسمعانه أصواتهما.‏
ويفيد الأم كذلك أن تقلد الأصوات التي يصدرها ولدها، وتكررها على مسمعه، ويمكن للأم أو الأب أن ‏يقوما بجلسات محادثة طويلة مع ولدهما، حيث يصدرا الأصوات وينتظراه ليأخذ دوره ويصدر أصواته ويقول ‏كلمته في الموضوع.‏
ولا يقلق الأبوان إن تأخر الولد قليلاً في إصدار هذه الأصوات، فهذه المرحلة قد تبدأ ما بين 4-6 أشهر، إلا ‏أن بعض الأولاد قد لا يصدر الأصوات إلا وهو في النصف الثاني من السنة الأولى، وإذا قلق الآباء على نمو ‏ولدهم فيبقى الأولى استشارة أخصائي الأطفال، وقد يلاحظ التراجع إلى الأصوات الطفلية عندما يكون ‏الولد منزعجاً أو يريد أمراً من أبويه، ونشير هاهنا إلى أن النمو اللغوي يبدأ في مرحلة مبكرة ومن ثم يتسارع ‏بعد السنة الأولى من العمر.‏
والكثير مما يسمى أخطاء الأولاد القواعدية إنما هي نتيجة محاولة الولد أن يطبق قواعد اللغة والكلام التي ‏يتعلمها، فيفضل ألا يبالغ الأهل في تصحيح أخطاء الولد، والمهم أن يتابع الكلام واستعمال اللغة، ويحاول ‏ويجرب بدل أن يكون دوماً دقيقاً وصحيحاً فلا يتكلم ولا يجرب.‏
ضوضاء الأولاد:‏
إن الأطفال بطبعهم ضوضائيون يصدرون الأصوات باستمرار، ولذلك إذا فهم الأهل هذه الحقيقة فسيوفرون ‏على أنفسهم الكثير من العناء والجهد الضائع في محاولة تهدئة الولد.‏
ولا يفيد هنا أن نجعل من الولد مخلوقاً هادئاً لا صوت له ولا حراك، فالولد يحصل على متعة كبيرة لمجرد ‏إصدار الأصوات، ويفيد للأهل أيضاً أن يتوقعوا أن وجود ولد في المنزل يعني وجود الطاقة والحيوية والضوضاء ‏والأصوات.‏
رفع الصوت الفجائي:‏
إن من وسائل الإنسان في التنفيس عن نفسه هي أن يرفع صوته أو يطلق صرخة، وقد يرتكس الآباء لمثل ‏هذه الصرخة بالانزعاج والانفعال، فعلينا ضبط أنفسنا، وألا نشجع الولد على مزيد من الصراخ بصراخنا ‏نحن.‏
الولد الكثير الكلام:‏
إن الولد الذي يتحدث ويتكلم إنما هو ولد منطلق محب للاختلاط بالآخرين والعالم من حوله، وإذا وجد ‏الآباء تعباً من هذا السلوك فليذكروا كم يتعلم ولدهم من خلال هذا الكلام وهذه المحادثات.‏
أسئلة الأولاد:‏
إن القاعدة الجوهرية في التعامل مع أسئلة الولد هي أن يُنظر إليها على أنها جزء من عملية التعلم الطويلة في ‏حياة الولد، وأن يحاول الأهل إجابته على أسئلته بقدر معقول قدر الإمكان، وأن يعطوه المعلومات التي ‏يحتاج، ويجب على الآباء أن تبقى إجاباتهم واضحة وبسيطة، وبعيدة عن التعقيد، وإن من الأمور التي يقدرها ‏الأولاد كثيراً في آبائهم هو العدل والموضوعية.‏
تكلم معه ليتكلم معك:‏
إذا كنت منفتحاً ونزيهاً مع ولدك، وتأخذ تساؤلاته باهتمام وجد، فإن ولدك لن يُمانع أبداً عندما تطرح عليه ‏أسئلتك في المستقبل، فأنت كلما شاركت ولدك الآن، كلما شاركك في السنوات القادمة، فافتح له صدرك ‏وتحدث معه.‏
شجع على نمو اللغة والكلام:‏
إن مساعدة الولد على تطوير لغته يعتبر من الأمور الهامة جداً التي يقدمها الوالد لولده، وهنا بعض ‏التوجيهات في تطوير اللغة لدى الطفل:‏
‏1-‏ تكلم معه قدر ما تستطيع، واستعمل اللغة في وجوده.‏
‏2-‏ استمع له.‏
‏3-‏ شجعه على استعمال الكلمات كلما كان هذا ممكناً.‏
‏4-‏ شجعه على جهوده التي يبذلها.‏
‏5-‏ صحح له الأخطاء بلطف، ولكن حاول أن تتجنب التصحيح كلما فتح فمه ليتكلم، لأنه قد ‏يؤثر الصمت بدل الحديث والمحاولة.‏
‏6-‏ لا تتسرع لتكمل له جملته إن أبطأ، أو تزوده بالكلمة.‏
‏7-‏ اقرأ له، فالقراءة أمر ممتع ومثير للغة والكلام.‏
‏8-‏ لا تضغط عليه أو تفرض عليه استعمال اللغة والكلام والقراءة.‏
الطفل المتأخر الكلام:‏
تختلف عند الأولاد سرعة تطور الكلام واللغة، كغيرها من أشكال التطور والنمو، فالكثير من العظماء في ‏التاريخ كانوا ممن تأخر بالكلام في طفولتهم، إلا أنهم قضوا بقية حياتهم يعوضون عما فاتهم في صغرهم. ‏والنصيحة هنا أنه إذا اعتقدت أن عند ولدك مشكلة في هذا الجانب فالأولى أن تتحدث مع طبيب الأسرة، ‏فنحن كلما أسرعنا في تشخيص مثل هذه الحالات المرضية كلما استطعنا أن ننقص من تأثيراتها السلبية ‏الدائمة المعيقة لتطور الولد. ومهما كان الأمر فلا تجعل الولد يقلق على لغته وكلامه، فهذا القلق سيزيد إعاقة ‏نموه أكثر.‏
مشكلات أخرى للكلام:‏
صحيح أن كل الآباء يريدون لولدهم ألا تكون عنده صعوبة في الكلام، ولكن طالما أننا استطعنا أن ننفي ‏وجود مرض عضوي جسدي فالغالب أن يتجاوز معظم الأولاد هذه المرحلة ويستقيم كلامهم.‏
التأتأة:‏
تحدث التأتأة لأسباب نفسية أكثر منها عضوية، والغالب أن يكم الخطأ في نوعية علاقة الولد بالآخرين من ‏حوله، أو أنها تحدث بسبب الصدمات النفسية الشديدة، ولكن من أكثر أسباب التأتأة ما يجري في المنزل ‏عندما يغضب أحد الوالدين من الولد فيكلمه بغضبٍ معنفاً له على عمل قام به، ولا يتيح له الفرصة ‏للحديث الهاديء للدفاع عن نفسه.‏
ليحاول الأهل الصبر وأن يعطوا الولد الوقت والرعاية، ويشعرانه بالمحبة له، ويساعدانه على الشعور بالأمن، ‏وعدم العجلة والمسارعة، والاسترخاء وعدم الارتباك فيما يتعلق بالكلام، ولا تشر للطفل أبداً أنك منزعج أو ‏خجل أمام الناس من أسلوب كلامه.‏
ومن المفيد في علاج التأتأة: التغني والترنم بالآيات القرآنية والأبيات الشعرية والأناشيد والقصائد، وخاصة ‏الإنشاد المشترك مع الآخرين. وانتبه ألا تستهزيء به، وألا تسمح لأحد أن يغيظه أو يسخر من أسلوب ‏كلامه.‏
وأخيراً إذا استمرت الصعوبات الكلامية فتحدث عندها مع طبيب الأسرة أو الأخصائي النفسي، والذي قد ‏يحول الولد إلى أخصائي المعالجة الكلامية.‏
‏ ‏
تعلم لغتين أو أكثر:‏
هناك بعض الأولاد يعانون نتيجة النمو في بيئة ثنائية اللغة، ولكن هناك أيضاً من يكتسب الكثير من ‏الإيجابيات في مثل هذه البيئة، والنقطة الأهم في الموضوع ليست مجرد عدد اللغات وإنما أسلوب تعامل الأسرة ‏مع هذه اللغات داخل المنزل، وهذه بعض التوجيهات المتعلقة بالموضوع:‏
‏-‏ قدم الولد أولاً بشكل سليم إلى لغة واحدة، وفي حالاتنا هي اللغة العربية.‏
‏-‏ مع تعليمه العربية كلغة أولى افسح له المجال ليستمع للغة ثانية.‏
‏-‏ بعد أن يبدأ بإتقان اللغة الأولى وامتلاك مفرداتها، فسيبدأ بالتقاط الثانية.‏
‏-‏ لا تنفع أبداً محاولة إجبار الولد على استعمال لغة واحدة من دون الثانية.‏
‏-‏ مما ينمي قدرة الولد على اللغة العربية واللسان السليم تلاة القرآن وحفظه.‏
‏-‏ تأكد من توفر المواد الثقافية في المنزل باللغتين.‏
‏-‏ من المهم أن يتفق الأبوان على سياستهما المتبعة في المنزل فيما يتعلق باللغة والكلام باستمرار.‏
‏ ‏
الفصل الثاني عشر
نمو الذكاء
يعرف الذكاء بأنه عبارة عن قدرة الإنسان على رؤية العلاقات بين الأشياء واستعمال هذه العلاقات لحل ‏المشكلات، وهذه القدرة قد تختلف من ولد لآخر، ولكن مع وجود البيئة المناسبة للتعليم والتوجيه، فحتى ‏الولد الذي لم يلد بقدرات ذكائية عالية كحالة الولد الذي يصاب برضوض الدماغ يمكنه أن يتعلم كيف ‏يتعامل ويتصرف مع الكثير من الحالات.‏
يمكن لأي إنسان أن يكون حاذقاً في أمر، ولكنه عاجز في أمور ومشكلات أخرى، فليس الذكاء على جميع ‏المستويات، ومن المهم هنا أن يحاول الأب أو الأم أن يفتح لولده فرصاً واسعة لتنمية الانتباه والقدرة على حل ‏المشكلات والمسائل.‏
فكر في أعمال بسيطة بمقدور ولدك القيام بها، واقض معه بعض الوقت الإضافي للقيام بالأعمال التي يجد ‏فيها صعوبة كوظيفته المدرسية، ويجب أن يشعر الولد أنه مهما حدث معه داخل المنزل أو خارجه أن بإمكانه ‏دوماً الحديث معك في الأمر، وهذا لا يعني طبعاً أنك لا ترشده إلى الخطأ وإلى ماذا عليه فعله في المستقبل، ‏وإنما يعني أن تكون دوماً عادلاً ومساعداً ومؤيداً له.‏
ويمكنك أن تشرح لولدك أنه لا خجل مع ارتكاب الخطأ، وأننا كلنا يرتكب أخطاء ولكن علينا أن نحسن ‏استخدام هذه الأخطاء لنتعلم منها ونتعرف على كيفية تجنبها في المستقبل.‏
‏ ‏
الفصل الثالث عشر
النمو الأخلاقي والديني
إن الإنسان يكتسب انطباعه عن نفسه في السنوات الأولى من خلال موقفنا منه، فيجب علينا أن نفرق بين ‏الحلال والحرام، وبين ما نريد ما لا نريد، ومن الملاحظ أن بعض الآباء يعطون أفكارهم ورغباتهم الكثير من ‏البعد الديني في محاولة لفرض رغبتهم على الولد، وقد يشعر الولد بالذنب الديني كلما حاول أن يدافع عن ‏موقفه أمام أي إنسان أكبر منه لأنه قد تلقى من والديه أنه "حرام" أن يناقشهما أو أن يدافع عن نفسه ‏أمامهما. ليحاول الوالد أن يبذل بعض الوقت مع الولد ليشرح له الفروق بين الامور السيئة لأنها تزعجه، ‏وبين الأعمال السيئة أخلاقياً وشرعياً.‏
تعليم اللطف:‏
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه"، وأفضل نوع من اللطف والرفق الذي يأتي من ‏التفكير الحقيقي والإحساس الصادق تجاه الآخرين، ولذلك إذا شجعت ولدك على تفهم الآخرين واحترامهم ‏فإنه سينشأ ليكون صاحب خلق لطيف ورفق بالناس.‏
وتبقى أفضل طريقة للتعليم هي القدوة الحسنة، فإذا كنت ممن يستعمل العبارات والكلمات الإيجابية في ‏حياتك المادية اليومية داخل المنزل وخارجه، فإن ولدك سيلتقط هذا النمط من السلوط بشكل عفوي ‏تلقائي، وتبقى المدرسة أيضاً هي الوقت المناسب لتعليم الولد الآداب الاجتماعية.‏
هناك من الناس من يعتقد أنه إذا ربى ولده على اللطف وحسن الخلق، فإنه سيصبح ضعيفاً سهل السيطرة ‏عليه، وهذا خلطٌ بين الكياسة واللطف وبين الخضوع والضعف، فاللطف الاجتماعي يزيد قدرة الإنسان ‏على التأثير بالناس وترك مشاعر طيبة فيهم.‏
الصدق والكذب:‏
تزداد قدرة الإنسان على الإبداع الابتكار كلما كان أقدر على التخيل، لكن لنذكر أن الأولاد يعبرون عن ‏خيالاتهم بطرق مختلفة ومتنوعة، ويخلط الآباء كثيراً بين الخيال والكذب، فيقعون في الخطأ الذي وقع فيه ‏الأطفال.‏
ومن الخطأ أيضاً تكرار استجواب الولد ومسائلته في صدق ما يقول، ويفيد دائماً أن نقول أن المعالجة ‏السليمة والحكيمة للأمور الأساسية في السنوات الأولى ستوفر الكثير من الجهد والوقت في السنوات المقبلة.‏
إن الأولاد الصغار لا يملكون في سنواتهم الأولى الحس الدقيق فيما لهم وما لغيرهم، ويفيد هنا أن نتعامل مع ‏الولد بصبرٍ وتأن.‏
النمو الخلقي ما بين 5-11 من العمر:‏
إن السنوات ما بين الخامسة والحادية عشرة من العمر لفترة هامة في النمو الخلقي عند الولد، على الولد أن ‏يتعلم أن الحياة ستضعه أمام حالات ومواقف ليتخذ هو فيها قراره الشخصي، فيما يفعل أو يقول، فلابد أن ‏تكون عنده أرضية صلبة في المنزل من الأمن والمحبة والاحترام، وأن يكون عنده حس مناسب لما هو صح ولما ‏هو خطأ من خلال تعامله مع أسرته، وأن يعلم أن والديه دوماً على استعداد للاستماع إليه ودعمه وتأييده ‏عندما يحتاج لذلك.‏
حاول أن تشرح لولدك أيضاً أن استعمال الكلمات البذيئة عبارة عن طريقة بدائية في التعبير عما نريد، وأن ‏اللغة غنية بالكلمات والمفردات التي تعبر عن أفكارنا ومشاعرنا بشكل دقيق ومناسب. وليتجنب الوالد ‏استعمال أسلوب التخويف، حيث ان الولد يلجأ فيما بعد لكبت الأمر وإخفاءه خوفاً من العقاب، فتذكر ‏أنك لن تكون مصاحباً لولدك على الدوام، فعلمه كيف يفكر بنفسه بحكمة وفهم، وكيف يدرك مشاعر ‏الآخرين ويحترمها. إن أكثر ما يضر الأولاد والمراهقين في تكوينهم الديني: ‏
‏-‏ أولاً: النفاق، وهو المفارقة بين القول والتطبيق داخل الأسرة من قبل الوالدين.‏
‏-‏ ثانياً: الإكراه على تطبيق الشعائر الدينية.‏
‏-‏ ثالثاً: تحويل العبادات إلى مجرد طقوس لا معنى لها ولا روح.‏
‏-‏ رابعاً: انعدام الثقة بين الأبوين والولد.‏
‏ ‏


back to top