يسرد الكاتب العراقي أزهر جرجيس في روايته «النوم في حقل الكرز» التي صدرت لأول مرة عام 2019 عن دار «الرافدين» في بغداد، حكاية مهاجر عراقي يدعى «سعيد» ويعيش في أحد البلدان الأوروبية، حيث يتلقى في أحد الأيام رسالة تدعوه للحضور إلى بغداد، وبعد أن يعرف أسباب الدعوة، يتقدم فوراً باستقالته من العمل ويعود إلى دياره.
بأسلوب مشوّق وسلس يروي جرجيس كيف ترك ذلك المهاجر العراقي إرثاً من ذكريات الغربة بحلوها ومرّها، وشدَّ الرحال إلى بغداد، وفور وصوله بدأ رحلة البحث عن فتاة تعمل مراسلةً في إحدى الوكالات الإخبارية، والتي تقدم له الدعم والمساعدة لاكتشاف المجهول خلال رحلة بحثه عن رفات والده في مقبرة جماعية.
«سعيد» كان يعمل ساعي بريد في العاصمة النرويجية أوسلو، قبل أن تجمعه علاقة حب مع فتاة نرويجية تدعى «تونا ينسين» وتعمل في تدريس اللغة النرويجية للمهاجرين، ومن ثم تتطور علاقتهما إلى درجة أن «سعيد» أصبح يتقن اللغة النرويجية، وحظي بزاوية ثابتة في إحدى الصحف المحلية، قبل أن يتوجه إلى العراق ويُختطف على يد مجموعات مسلحة.
أثارت الرواية مشاعر القراء العراقيين الذين اعتبروها صفحةً من بين صفحات الألم الكثيرة التي عانى ويعانيها العراق، حيث قال أحدهم إن «قصص الأسى واللوعة ودلائل الذل يعرفها العراقي أكثر من غيره عندما يُذكر موقف الحافلات في الساحة الهاشمية في عمّان، والتي تعتبر أول محطات التهجير اللازمة للوصول إلى مآرب الغربة، وهي قسمة من التغريبة العراقية».
وأضاف أن الرواية «سرد في صورة مرثية، لكنه وصف للحال بإلهام كاتب مبدع وقلم راوٍ أنطقه شظف العيش في بلده، فصارت الغربة كابوسه الأبدي ورجعته البائسة تتدلى بصورة أمنية. إنه كتاب رائع».
«عندما تفجعك رواية. تلكمك، تُبكيك وتستوقفك تفاصيلها المدبّبة بالقهر، فإنها رواية تستحقّ القراءة»، هكذا أعرب قارئ آخر عن المشاعر التي انتابته عقب قراءة الرواية، وأردف قائلاً: «عندما تلخّص رواية معاناة شعب بالكامل على مدار أربعين عام فهي رواية تستحقّ القراءة. أزهر جرجيس أعاد ثقتي بالأدب العراقي بعد عشرات التجارب الفاشلة مع كُتّاب من بلاد الرافدين».
إحدى القارئات أشارت من جهتها إلى أن الرواية «حكاية عراقيّة تُناشد بقعة أرض مطمئنّة تحفظ كرامة الأموات في عصر لا قابليّة للعيش فيه بسلام»، وتابعت القول: «بلغة بسيطة وأحداث متداخلة نجح الكاتب في اقتياد قارئه وسط كابوس يرويه الباحث عن وجه والده وهويته ما بين العراق والأردن والنرويج، فهل يجد ضالّته أم يستغرق في تيهه؟».
الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
يسرد الكاتب العراقي أزهر جرجيس في روايته «النوم في حقل الكرز» التي صدرت لأول مرة عام 2019 عن دار «الرافدين» في بغداد، حكاية مهاجر عراقي يدعى «سعيد» ويعيش في أحد البلدان الأوروبية، حيث يتلقى في أحد الأيام رسالة تدعوه للحضور إلى بغداد، وبعد أن يعرف أسباب الدعوة، يتقدم فوراً باستقالته من العمل ويعود إلى دياره.
بأسلوب مشوّق وسلس يروي جرجيس كيف ترك ذلك المهاجر العراقي إرثاً من ذكريات الغربة بحلوها ومرّها، وشدَّ الرحال إلى بغداد، وفور وصوله بدأ رحلة البحث عن فتاة تعمل مراسلةً في إحدى الوكالات الإخبارية، والتي تقدم له الدعم والمساعدة لاكتشاف المجهول خلال رحلة بحثه عن رفات والده في مقبرة جماعية.
«سعيد» كان يعمل ساعي بريد في العاصمة النرويجية أوسلو، قبل أن تجمعه علاقة حب مع فتاة نرويجية تدعى «تونا ينسين» وتعمل في تدريس اللغة النرويجية للمهاجرين، ومن ثم تتطور علاقتهما إلى درجة أن «سعيد» أصبح يتقن اللغة النرويجية، وحظي بزاوية ثابتة في إحدى الصحف المحلية، قبل أن يتوجه إلى العراق ويُختطف على يد مجموعات مسلحة.
أثارت الرواية مشاعر القراء العراقيين الذين اعتبروها صفحةً من بين صفحات الألم الكثيرة التي عانى ويعانيها العراق، حيث قال أحدهم إن «قصص الأسى واللوعة ودلائل الذل يعرفها العراقي أكثر من غيره عندما يُذكر موقف الحافلات في الساحة الهاشمية في عمّان، والتي تعتبر أول محطات التهجير اللازمة للوصول إلى مآرب الغربة، وهي قسمة من التغريبة العراقية».
وأضاف أن الرواية «سرد في صورة مرثية، لكنه وصف للحال بإلهام كاتب مبدع وقلم راوٍ أنطقه شظف العيش في بلده، فصارت الغربة كابوسه الأبدي ورجعته البائسة تتدلى بصورة أمنية. إنه كتاب رائع».
«عندما تفجعك رواية. تلكمك، تُبكيك وتستوقفك تفاصيلها المدبّبة بالقهر، فإنها رواية تستحقّ القراءة»، هكذا أعرب قارئ آخر عن المشاعر التي انتابته عقب قراءة الرواية، وأردف قائلاً: «عندما تلخّص رواية معاناة شعب بالكامل على مدار أربعين عام فهي رواية تستحقّ القراءة. أزهر جرجيس أعاد ثقتي بالأدب العراقي بعد عشرات التجارب الفاشلة مع كُتّاب من بلاد الرافدين».
إحدى القارئات أشارت من جهتها إلى أن الرواية «حكاية عراقيّة تُناشد بقعة أرض مطمئنّة تحفظ كرامة الأموات في عصر لا قابليّة للعيش فيه بسلام»، وتابعت القول: «بلغة بسيطة وأحداث متداخلة نجح الكاتب في اقتياد قارئه وسط كابوس يرويه الباحث عن وجه والده وهويته ما بين العراق والأردن والنرويج، فهل يجد ضالّته أم يستغرق في تيهه؟».
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/pag...