عنف الدكتاتورية عنف الدكتاتورية discussion


2 views
اقتباسات من الكتاب 3

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

Montasir البحث عن الحقيقة والنطق بها كما نعرفها
لا يمكن ابدا ان يعتبر جريمة
لا يجوز فرض قناعة ما على احد
القناعة قرار حر
سباستيان كاستيليو 1551

اعتبرت عملية احراق سيرفيت فور حدوثها من الذين عاصروها نقطة انحراف اخلاقي في تاريخ البروتستانتية
لا تعني عملية اعدام انسان فرد بحد ذاتها شيئا خارقا للعادة في ذلك القرن الذي اشتهر بالعنف من سواحل
اسبانيا الى اعالي بحر الشمال والجزر البريطانية , حيث احرق عدد لا يحصى نت المارقين باسم شرف المسيح
باسم الكنيسة الحقيقية ونعني مختلف الكنائس والبدع , قضي على الالاف , العديد من الالاف من البشر الذين لا حول
بهم ولا قوة في مواقع التعذيب حرقا او سحلا او غرقا او طعنا او بقطع الراس
وفي كتابه عن الهرطقة قال كاستيليو
"
لو كان الامر يتعلق , لن اقول بالخيول , بل بالخنازير التي اعدمت لكان كل امير اعتبرها خسارة فادحة
"

يقول جيبون بان مقتلة سيرفيت صدمته في العمق اكثر مما اثرت فيه الاف الحالات في محارق محاكم التفتيش
ذلك ان اعدام سيرفيت استنادا الى قول فولتير كان اول قتل ديني داخل حركة الاصلاح واول انكار واضح للغاية لافكارها
الاساسية واصلا يعتبر مفهوم المارق بحد ذاته ضربا م العبث بحسب العقيدة البروتستانتيه التي نادت بان لكل فرد الحق في التاويل

ما زالت ذكريات ذلك الزمان حية في وجدان لوثر وغيره من المصلحين ايام كانوا الثوريين الفكريين ونهضوا
ضد البابا والقيصر وكانوا يعتبرون القناعة الذاتية اقدس حقوق الانسان ولذلك بدا لهم من غير الممكن ان يدعوا هم
الى قيام محاكم تفتيش جديدة بقيادة بروتستانتيه
هذه الخطوة التاريخية على الصعيد العالمي اتخذها كالفن اذ احرق سيرفيت
بصدع واحد هشم ما ناضلت حركة الاصلاح من اجله اي الحق في حرية الانسان المسيحي
وبقفزة واحد تجاوز الكنيسة الكاثوليكية التي يحسب لصالحها انها انتظرت على الاقل ما يزيد
عن الف عام قبل ان تقدم على احراق انسان وهو حي بسبب اراءه الذاتية في المسائل الدينية المسيحية
لكن كالفين جلب العار على الحركة الاصلاحية وهو لما يزل في العقد الثاني من عهده في السلطة


ان عامود المحرقة في المحصلة اشتعل في شامبيل من اجل التاكيد على عصمة التفسير الكالفيني للذات الالهية
وليس لتخليص روح سيرفيت كما تنص محاكم التفتيش

لذلك تبدو الكلمات المنقوشة في النصب التذكاري الذي اقامته مدينة جنيف الحرة بعد قرون تخليدا للمفكر الحر
سيرفيت كانها تخفف العبء عن كالفن اذ قالت عن سيرفيت "شهيد صعره" لكن ليس زيغ العصر او جنونه
قد قادا سيرفيت الى عمود المحرقة وانما استبدادية كالفن الذاتية وحدها , وحدها فقط
مل من اعتذار يمكن ان يصلح كفارة محاكم التفتيش البروتستانتيه عن هذا الفعل , وقد يكون الكفر والخرافات
متجذرة في عصر ما لكن دائما وابدا يبقى المسؤول عن جريمة معينة الانسان الذي ارتكبها

دائما يستسلم اصحاب السجايا الانسانية بسرعة ويسهلون بذلك لعبة اهل العنف ويصمتون ويصمتون
الانسانيون والمفكرون والعلماء بعضهم عن اشمئزاز من المشاحنات الصاخبة وبعضهم عن خوف

في الحروب الفكرية ليس الذين يبدأون المنازعات بخفة وشغف هم افضل المناضلين
وانما الذين يترددون طويلا وينشدون السلام في اعماقهم , وفي هذا الاطار ينضج العزم ببطئ ثم القرار
لا يذهبون الى الحرب الدفاعية التي لا مناص منها الا بعد ان يستنفذوا كل امكانيات التفاهم
وبعد ان يستوعبوا الجانب الالزامي في هذا القتال يذهبون بقلب مثقل وحزين
لكن اولئك الذين لا يقررون الذهاب الى المعركة الا بثقل هم الذين يصيرون الاكثر عزيمة
وحسما , هكذا كاستيليو باعتباره انسانيا حقا لم يولد مجادلا وليس مقتنعا بالنزاع بالفطرة
بل ان المودة والتسامح والتصالح الملح تعبر بشكل ادق عن طبعه الدمث والمتعمق للغاية في الدين


ان كاستيليو يعرف انه في كل حقبة يتم اختيار مجموعة من التعساء لكي يفرغ عليهم الحقد الجماعي المختزن
في كل مرة تختار مجموعة صغيرة وضعيفة سواء بسبب دينها واحيانا لو البشرة او العرق او الوطن الام
او المثل الاجتماعية او نظرتها للعالم فتفرغ فيها المجموعة الاقوى طاقة الالغاء الكامنة فيها تتغير الكلمات
وتتغير المناسبات لكن منهج التجريح والاتهام والالغاء يبقى ذاته

كتب ميلانكتون ابو الاصلاح في المانيا الى كاستيليو
انك عندما تشجب ليس فقط الخلافات في الراي وانما ذلك الحقد الوحشي الذي يلاحق به البعض اصدقاء الحقيقة
فانت تضاعف لدي زنا احمله بصفة مستمرة , تقول الامثولة الاسطورية ان العمالقة يولدون من دم الجبابرة

نقش على قبره
الى الاستاذ الرفيع الشهرة , عربون امتنان لعلمك الكبير ونظافة سيرتك

عبثا يعتقد اصحاب السلطة انهم سيطروا على الفكر الحر ان هم كممو شفاهه
ذلك ان ضميرا جديدا يولد مع كل مولود جديد
ودائما سيتذكر احدهم الواجب الذي يمليه عليه ضميره
ان يستعيد الكفاح القديم لصالج حقوق الانسان والانسانية غير القابلة للتنازل عنها
جائما سينهض نظير كاستيليو ضج نزير مالفن لكي يدافع عن سيادة استقلال الاراء ضد جبروت العنف


back to top