بينما ينام العالم

[لُبنى]

بَحثت عنها لأشبع فُضولي بعدما وجدت الكثيرين يتحدّثون عنها ،بدأت قراءتها أمس لحظة انتظار دوري عند الطبيب بدأتها وكلي شوق إلى الذي تُخفيه بين فصولها.
وبمجرد رجوعي إلى البيت إلا وفتحت حاسوبي واعتكفت في غرفتي حتى أتممتها بعد منتصف الليل ،يااه نيران أوجاعهم لفحَت يدي كلما قلّبت الصفحات ،في كل لحظة بعد النكسة أقرأ ودموعي كسيول لا أخفيكم بكى قلبي واعتصره ألم فضيع كادت أنفاسي تنقطع بسببه ،تألمت على باسمة ويحيى يوم تحدى الجميع في محالة بطولية لزيارة أرضه التي اغتُصبت ،بكيت دالية يوم فقدت اسماعيل الذي لفقده مُحيت كل حياة في قلب داليا ،بكيت حسن الذي كتم في قلبه شوقه وغضبه ورغتبه في الانتقام ،وبكيت يُوسف يوم جرّدوه من ثيابه وأبرحوه ضربا حتى شكّ في رُجولته ،بكَيت حبّ فاطمة الذي لم يكتمل ،ولكن أكثر ما حطّمني بينهم هي آمال تلك الفتاة التي حُرمت من كل ما هو جميل فلم ترى إلا السواد والحُطام وندَبة صاحبتها حتّى مماتها لتذكّرها كل حين بمرارة الاحتلال .
توالت الاحداث وتنفست الصعداء يوم عاد يوسف لفاطمة وكُتب لحبّهما أم يشتمل وفرحت لآمال يوم انخلعت من إيمي ووجدت بلسمها الشافي في حبّها ماجد الذي عشقها وعشقته حتى الثمالة ،ولكن سعادتي لم تكتمل يوم مات ماجد ومُثّل بفاطمة وفلسطين .
أتممتها ومازلت أحنّ إليها ،أحببت كل الشخصيات الكنعانية فيه ،تمنّيت لو أن قصة حبّ جمعت جمال بسارة ولكن لم يكُن ،تمنّيت لو كان خبر موت ماجد غير صحيح ،فلم أرد أن يذوق قلب آمال الوجع من جديد فهي لن تقوى على ذلك وتصير صخرة أصلب من ذي قلب كداليا .
لا أخفيكم أن هذه الرواية قد تكون شخصياتها وهمية كما ذكرت الكاتبة ولكنها حقيقية ،رواية فيها من الوجع الذي يكسر القلب وتنقطع له الأنفاس يًصاحبُك كلّما هبّت عليك نسيم فلسطين .
رواية ذكّرتنا بدناءتنا وأنظمتنا العربية ،فحتى لو وضعت النجمات الخمس فلن أوفيها حقّها ،بينما ينام العالم استثناء عزيز على قلبي