الصيام شريعة وحقيقة للشيخ الأستاذ فوزي محمد أبوزيد الصيام شريعة وحقيقة للشيخ الأستاذ فوزي محمد أبوزيد discussion


1 view
التهنئة بقدوم رمضان

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

Hassan Elagouz "الصوم لغة: الإمساك وشرعا: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية خالصة لله تبارك وتعالى فرضيته: فرض في المدينة المنورة لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة المباركة، وذلك في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} البقرة 183 التهنئة بقدوم رمضان: وهنا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بفرضية الصيام، منوها بفضائل رمضان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: {أتاكم رمضان شهر بركة، فيه خير يغشيكم الله فيه فتنزل الرحمة، وتحط الخطايا ويستجاب فيه الدعاء فينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل} [1] لذلك نص العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجددت، قال الحافظ العراقي الشافعي: {تستحب المبادرة لتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه بلية ظاهرة} وقال ابن حجر الهيثمي: {إنها مشروعة}، ثم قال: {ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر، والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك رضى الله عنه في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قام إليه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فهنأه} وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة ثبوت هلال رمضان: يثبت دخول شهر رمضان: برؤية الهلال، ولو برؤية الشخص الواحد له عند جمهور العلماء، فإن تعذرت الرؤية أكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوما وأما هلال شهر شوال فيثبت: بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما، ولا تقبل فيه شهادة العدل الواحد - عند جمهور العلماء - بل لا بد من أن يشهد على رؤيته إثنان معروفان بأمانتهما وبعدلهما والإعتماد على الرؤية البصرية هو الأساس مع الإستئناس بالحساب الفلكي، لإفادته القطع واليقين في مثل تلك الأمور المحسوسة، فقد أخرج الشيخان (البخاري ومسلم) وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين} وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول للشافعية: إلى عدم اعتبار اختلاف المطالع في إثبات شهر رمضان، فإذا ثبتت رؤية هلال رمضان في بلد لزم الصوم جميع المسلمين في جميع البلاد، لقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث المذكور: {صوموا لرؤيته} ويرى الشافعية في الأصح اعتبار إختلاف المطالع: أى أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم، ولا يلزمهم رؤية غيرهم ما داموا بعيدين عنهم، ومن أدلتهم ما رواه مسلم والترمذي وأحمد عن كريب مولى ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين: {أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني ابن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته ليلة الجمعة؟ فقلت: رآه الناس فصاموا وصام معاوية، فقال: لكن رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين يوما أو نراه، فقلت ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ قال: لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم} "


back to top