من ساح إربد واليرموك حزمت أمتعتي بعد رحلة ثورية عظيمة .. انتقلت لتكون قمة الجبل الذي يعانق السماء الأولى ملاذاً لي لأرتشف من كأس الحب الذي ظننته سيكون أعذب من ذاك الكأس الذي ارتشفت منه عزة في اليرموك .. لكن سرعان ما أدركت أنّه الكأس الذي احتضن الحبّ والموت معاً .. أعميت عن أن أرى الموت ملازماً للحب في تلك الكأس ! أكانا وجهان لعملة واحدة ! أكانا أنيسين لبعضهما ! من على تلك القمة أخذت أرقب المشهد بكل تفاصيله فقد قالوا لي أنّ القمم وحدها هي من تشفي غليل الملتاعين بالعشق المقدس .. فكنت أرى الموت متنقلاً بين الأرواح حتى إذا سلب إحداها انفرط العقد لتتبعها البقية .. فكانت "كل نفس ذائقة الموت" .. ومع كل روح صاعدة كانت تندى مني آهة لا أدري كيف تسللت إلى نفسي ثم عاودت الخروج وهي تقول لي "هنا فقط يكون الموت أسرع إلى انتزاع أرواح العاشقين من أي مكان وزمان آخرين" !
لقد أحبّها وأحبّته .. واستطاع الحبّ الممتد بين قلبي المتيّميْن أن يزيل كل الحواجز لينقلهما سوية إلى أزلية عشق عظيمة تبدّت لي في لحظة كأنها ترانيم وتمتمات صوفيّ نهل من نهر العشق المقدس حتى ارتوى .. واستحضرت هنا صورة الحبّ المعتّق في حكاية نعيمة في حديث الجنود التي لا زلت للحظتي هذه مذهولاً أمام حب لم تستطع ثلاثة عقود أن تسلب منه حيويته ولا حتى روحه .. فالحبّ لا يسقط بالتقادم لو كانوا يفقهون !
في هذه الرواية اجتمع كل شي .. فكأني بها هرم اعتلاه الحب واتخذ الموت قاعدته وما بينهما ترتبت معاني الوفاء والجفاء والثورة والخوف و .. تسدّ الفراغ الفاصل ما بين الحبّ والموت فيجتمعان في النهاية بعدما كانا يظنّان كلّ الظن ألا تلاقيا !
وعن حديث الثورة الذي لا بد منه .. فإنّ صورة فرعون كانت لا تزال منطبعة في ذهن كل من حدثته نفسه أنه ربّ الخليقة الأعلى .. طواغيت بنكهة "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" .. وفي غياهب السجون التي امتلأت بالحكايا والروايات تآخت أرواح التواقين إلى الحرية مع ظلمات السجون لينعم أمثالنا بنور الشمس الذي كسف عن مثل هؤلاء !
ثمّ عن الرسائل المئة فكأني بها معلقات علقت على أستار الكعبة وتمسّح بها كل عاشق حزين .. بقيت الرسالة المئة وحدها المبهمة التي لم نستطع أن نكتشف سرّها فكأنما أراد الكاتب أن يبقي سراً بين العاشق ومعشوقته لا يعلمه إلا ربهما الذي خلقهما .. وإن حقّ لي أن أخمن ما كتب فيها فإني أقول : الرسالة المئة ،، "حبيبتي .. سلام على روحينا في أزلية عشقنا المقدس !"
هنا وهنا فقط يسترشد العاشقون طريقهم فلا يضلّون بعد ذلك أبداً .. إنه الحب الذي ارتفع عن كلمات المراهقين اللاهثين وراء شهواتهم ومتعهم الجسدية وارتقى ليصعد سلماً من العفة والطهر لو كانوا يعقلون !
لا أنكر أنّي قد وجدت نفسي في كثير من أسطر هذه الرواية المغمورة بالحزن فكأنما تكفّل الكاتب مسئولية البوح عني حين عقم اللسان عن إنجاب كلمات تعبر عما في داخلي .. فهنيئاً لقلم نقشْتَ به حروفك د. أيمن .. أراه قد نال حظاً وافراً من الدفء والحنان وهو يتقلب بين يدين حانيتين وأنامل عاشقة !
من ساح إربد واليرموك حزمت أمتعتي بعد رحلة ثورية عظيمة .. انتقلت لتكون قمة الجبل الذي يعانق السماء الأولى ملاذاً لي لأرتشف من كأس الحب الذي ظننته سيكون أعذب من ذاك الكأس الذي ارتشفت منه عزة في اليرموك .. لكن سرعان ما أدركت أنّه الكأس الذي احتضن الحبّ والموت معاً .. أعميت عن أن أرى الموت ملازماً للحب في تلك الكأس ! أكانا وجهان لعملة واحدة ! أكانا أنيسين لبعضهما !
من على تلك القمة أخذت أرقب المشهد بكل تفاصيله فقد قالوا لي أنّ القمم وحدها هي من تشفي غليل الملتاعين بالعشق المقدس .. فكنت أرى الموت متنقلاً بين الأرواح حتى إذا سلب إحداها انفرط العقد لتتبعها البقية .. فكانت "كل نفس ذائقة الموت" .. ومع كل روح صاعدة كانت تندى مني آهة لا أدري كيف تسللت إلى نفسي ثم عاودت الخروج وهي تقول لي "هنا فقط يكون الموت أسرع إلى انتزاع أرواح العاشقين من أي مكان وزمان آخرين" !
لقد أحبّها وأحبّته .. واستطاع الحبّ الممتد بين قلبي المتيّميْن أن يزيل كل الحواجز لينقلهما سوية إلى أزلية عشق عظيمة تبدّت لي في لحظة كأنها ترانيم وتمتمات صوفيّ نهل من نهر العشق المقدس حتى ارتوى .. واستحضرت هنا صورة الحبّ المعتّق في حكاية نعيمة في حديث الجنود التي لا زلت للحظتي هذه مذهولاً أمام حب لم تستطع ثلاثة عقود أن تسلب منه حيويته ولا حتى روحه .. فالحبّ لا يسقط بالتقادم لو كانوا يفقهون !
في هذه الرواية اجتمع كل شي .. فكأني بها هرم اعتلاه الحب واتخذ الموت قاعدته وما بينهما ترتبت معاني الوفاء والجفاء والثورة والخوف و .. تسدّ الفراغ الفاصل ما بين الحبّ والموت فيجتمعان في النهاية بعدما كانا يظنّان كلّ الظن ألا تلاقيا !
وعن حديث الثورة الذي لا بد منه .. فإنّ صورة فرعون كانت لا تزال منطبعة في ذهن كل من حدثته نفسه أنه ربّ الخليقة الأعلى .. طواغيت بنكهة "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" .. وفي غياهب السجون التي امتلأت بالحكايا والروايات تآخت أرواح التواقين إلى الحرية مع ظلمات السجون لينعم أمثالنا بنور الشمس الذي كسف عن مثل هؤلاء !
ثمّ عن الرسائل المئة فكأني بها معلقات علقت على أستار الكعبة وتمسّح بها كل عاشق حزين .. بقيت الرسالة المئة وحدها المبهمة التي لم نستطع أن نكتشف سرّها فكأنما أراد الكاتب أن يبقي سراً بين العاشق ومعشوقته لا يعلمه إلا ربهما الذي خلقهما .. وإن حقّ لي أن أخمن ما كتب فيها فإني أقول :
الرسالة المئة ،،
"حبيبتي .. سلام على روحينا في أزلية عشقنا المقدس !"
هنا وهنا فقط يسترشد العاشقون طريقهم فلا يضلّون بعد ذلك أبداً .. إنه الحب الذي ارتفع عن كلمات المراهقين اللاهثين وراء شهواتهم ومتعهم الجسدية وارتقى ليصعد سلماً من العفة والطهر لو كانوا يعقلون !
لا أنكر أنّي قد وجدت نفسي في كثير من أسطر هذه الرواية المغمورة بالحزن فكأنما تكفّل الكاتب مسئولية البوح عني حين عقم اللسان عن إنجاب كلمات تعبر عما في داخلي .. فهنيئاً لقلم نقشْتَ به حروفك د. أيمن .. أراه قد نال حظاً وافراً من الدفء والحنان وهو يتقلب بين يدين حانيتين وأنامل عاشقة !