الدهشة الأولى الدهشة الأولى discussion


32 views
الدهشة الأولى - قراءة الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by عمرو (last edited Jun 20, 2009 06:33PM) (new) - added it

عمرو صبحي
الدهشة الأولى" .. شهادة ميلاد لشاعر مجتهد


قراءة الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف

قلة من الشعراء تبدأ مشروعها الشعرى بديوان محكم السبك لا يأتيه الهذر من بين يديه ولا من خلفه.. لكل مشروع شعرى بداية، ولكل بداية نقاط ضعف، وقوة.

وديوان "الدهشة الأولى" للشاعر عمرو صبحى، يحتوى على نقاط قوة تبعث على الأمل فى مسيرة شعرية قادرة على التطور، ويحتوى – أيضاً – على نقاط ضعف لا تنقص من إنجاز البداية.

عمرو صحبى فى "الدهشة الأولى" يحاول أن يكتب شعرا جميلا فصيحا بلغة عربية – فى مجملها – سليمة ، وبأوزان – فى عمومها– مستقيمة، وله قدرة جيدة على التقاط المفارقة الشعرية.

صدرت الطبعة الأولى لديوان عمرو صبحى هذا العام 2008 ، عن دار "اكتب" للطباعة والنشر، وهو شهادة ميلاد لشاعر يستطيع أن يتخلص من معوقات التطور الفنى، إذا صبر فى هذا الزمن الردىء الذى لا يقدر الفن، وأن يعمق تجربته الشعرية إذا أراد.

سيلمح قاريء الديوان بعض الهنات العروضية المقبولة، وكذلك سيلمح بعض كبار الشعراء، وقد تسربت شخصياتهم إلى نص عمرو صبحى، وسيجد كذلك متعة المشاعر الصادقة التى لم تلوثها قوانين الحياة التى تفرض مسلماتها المزعومة على كبار السن ، أو صغار الطموح.

يقول عمرو صبحى "

فداء لعينيك جل الورى/ فداء لعينيك يجرى الدمُ/ فداء لك الأنجم السابحات/ فداء لك الأنجم الحومُ/ وألهمتنى من جميل المعاني/ ومن ذا يراك ولا يلهمُ" !


فخور عمرو صبحى بهذه الأبيات ، وله الحق ، فيصدر بها الصفحة الخلفية لغلاف ديوانه، ونراه يقول: جل الورى/ وليس: كل الورى، وهو ذكاء محمود، لأنه يدخر المبالغة للشطر الآخر، فيقول/ فداء لعينيك يجرى الدم ! وكأنه يستحضر التساؤل العقيم: هل أجمل الشعر أصدقه؟ أم أكذبه؟ وإجابة عمرو صبحى: أجمل الشعر أجمله! وهذا هو الحق!!!

فليست كل حقيقة شاعرية، وليست كل كذبة ممجوجة (فى عالم الشعر)!
وبالتالى يعطى عمرو صبحى خيال القصيدة ما تيسر من الصدق أو الكذب (حسب الحال).
ولكن رغم ذلك الجمال فى الصياغة نجد الشاعر تفوته الصياغة الأكثر إحكاما، إلى الصياغة الأقل، مثل قوله: تراك تكون كمثلى غدا؟ أو قوله :ويقول ويلا إنه يا قوم ذا زمن الحداد/ وتساءلت أشعار فى ثوب السواد وهى صياغات يمكن أن تخرج فى ثوب أجمل ببعض الصبر والجهد.

ومن أهم المآخذ على الشاعر قلة التنوع فى الأوزان، وعدم كتابة القصيدة الكلاسيكية بشكل موسع متكامل، وهو أمر مفيد لإحكام صنعة الشعر (أيا كان رأى الشاعر فى شكل القصيدة التقليدية).

كما أن الوزن يتسرب فى بعض الأحيان من الشاعر، ولكن بشكل لا يمثل ظاهرة فى الديوان، مثل قوله: ألا يا رب لك أنت احتسابى وكذلك قوله: فى الأزقة دمع روحى كل أحزان القصيدة وكذلك قوله: وبحر الجمال نساه الخليل وأدركته... بعين الحبيب...

وكعادة الشعراء فى بداية الطريق يتأثر الشاعر بكبار شعراء عصره، فنلمح نزار قبانى فى غزلياته (التى استحوذت على نصيب كبير من الديوان)، مثل قصيدتى:
(صباحك فل على ياسمين)، وقصيدة (باقة أزهارى).

كل هذه الملاحظات لا تنقص من الديوان، ولا تمنعنا من الاستمتاع بـ"الدهشة الأولى" التى نتمنى ألا تكون الأخيرة، بل نعشم أنفسنا بمزيد من الشعر ومزيد من الدهشة، والشعر... هو صناعة الدهشة.


نشرت في اليوم السابع
بتاريخ

الجمعة، 19 سبتمبر 2008 -


back to top