محمد علام > محمد's Quotes

Showing 1-3 of 3
sort by

  • #1
    “عندما نهضت الأم من إغماءتها في المستشفى مفزوعة، وجدت ملاكاً أبيضاً متسربلاً ببخور وحوله هالة من الوقار، تشبثت به (أين زوجي)؟ ربت على ظهرها، وقال: إن من حمل في قلبه دفء العالم لا يتيه، من أحب ألا يكون وحيداً فلن يكون، ستشاركه الطبيعة كلها التي لا بيت لتذهب إليه كالبشر الأنانيين، (أين ابنتي)؟ ربما مالت سحابة عليها فأخذتها بعيداً، وطارت، وربما نهض شارع ملآن بوجع أقدام الناس كلها ليتبادل معها حديثاً طويلاً، يحكي لها عن الشجر الذي غُرس في قلبه على مر العصور، وكيف كان جميلاً ومغرياً. عن بتلات الورد التي كانت تتراقص في الهواء، وتدور قبل أن تلثم سطحه، وتحط في رفق. عن الحب الذي كان يشعر به. وعن البشر الذين كنسوا سطحه، وقطعوا الأشجار، وألقوه وحيدًا وسط قاذوراتهم وفضلاتهم..”
    محمد علام, البنت التي تغتال الحكايات

  • #2
    “كان في الماضي طريق يفصل الماء عن اليابسة ويمتد إلى أن يصل بين الضفتين، سراباً ضخماً يطل الجميع من عليه، علينا.. نحن القابعون بعيداً هناك.. قابعون عميقاً جداً في تلك المدن الصغيرة التي لا تظهر على الشاشات، مدن لا تدخلها الكاميرات، ولا يمكن رؤيتها، مدن السير فيها بالحدس فقط.. كلما كنت صادقاً كلما كنت أقرب..
    كل مدينة مهما انعدم براحها تظل متسعة لشخص واحد فقط.. هو ذلك النائم هناك تحت شجرة الجميز بعد أن أضناه التعب من عدِّ السراب..
    كان يتساءل كثيراً في الشتاء، وفي الصيف يتمدد فوق بقايا السور الصامدة ضد السقوط، على يساره شارع مزدحم، وعلى يمينه مجمع نفايات، كان ينظر إلى السماء "اللغز هو أنا"، هكذا فكر الصبي، وفكر أنه لو فاز بقبلة هذا الصيف، سيكتشف الشتاء القادم اكتشافاً عظيماً لم يصل له أحدُ من قبل..”
    محمد علام, البنت التي تغتال الحكايات

  • #3
    “سيقرأ أشياء كهذه تسلي وحدته، وتأخذه نحو النهر، ينتظر بنتًا لعلها تمر من هناك مصادفةً، فتقبله، ويعانقها، يجلس جوارها، كلما حاول أن يخبرها سرًا اكتشفه للتو تقبله في فمه، فتنحشر الأسرار في حلقه، وتسقط في معدته إلى الأبد، سيطير إلى بلاد الرافدين والسند والصين، ويعشق قوقازية يسجد في محرابها ليل نهار، سيقرأ التاريخ كله من بدايته حتى يملّ القراءة، فينام أو يموت قبل أن يصل لنهاية رقيقة... لولد كان يحلم دائمًا بامتلاك زرافة في غرفته، وعندما لم يستطع ذلك خطف غزالة شريدة في الملكوت في لحظة تربص، ربطها إلى جوار الشرفة، وتربّع أمامها يحكي لها عن بنت... عرفها يوماً ما، كانت تُفتن دومًا باغتيال الحكايات...”
    محمد علام, البنت التي تغتال الحكايات



Rss