“يومٌ أذهبه إلى المدرسة
أحسه سفراً يا أُمي
أحسه بعداً عنك وعن أبي
وعن شباآنا المكسور
أذهب إلى المدرسة وأغمض عيني
أقول أتى المساء
ثم افتحهما
وأرى أن الوقت لم يرحل بعد
ألف مرة أغمض عيني
وأقول أتى المساء
إلى أن يأتي
23
ويقرع الجرس ، فأهرب من المدرسة
وأرآض على الدرب والشمس تغيب
أسبق نسيم المساء إلى بيتنا
ويلوح لي بيتنا من بعيد
وأرى أهلي يقفون أمام الباب
على السطوح
يلوحون بالمناديل آي لا أضيع عن البيت
وأنظر خلفي أرى هل المدرسة لحقتني ؟
وأصل إلى أهلي
أرتمي بين أيديهم
أغرق في أيديهم وعلى صدورهم آأنها بحار
24
وندخل بيتنا
نسمعه يغني فرحاً لعودتي من سفري
وأسأل أُمي :
أُمي لماذا أرحل إلى المدرسة ؟
أتحبين هذا ؟
وتقول :
أشتاق إليك في نهاري .
وأقول لامي :
ما دمت أنا لا احب أن ارحل
وأنت لا تحبين
فلماذا أرحل ؟
وتقول :
لست أدري !”
―
زياد الرحباني,
صديقي الله