Kindle Notes & Highlights
Read between
December 30, 2022 - January 21, 2023
إنّ الخلاف في شأن الأيقونات (في القرنين ٨ و9) يُظهر التوتّر الكامن في هذه التقوى المريميّة، فإذ تُصبح مريم صورة كاملة للجمال وللمرأة، تهدّد بإزاحة الإيمان عن المسيح وتوجيهه نحو سجود وثنيّ لها (أي لمريم) فوُضعت قواعد صارمة تتعلّق بالصوَر. فصوَر مريم يُسمح بها مثل موضوعٍ للإكرام وليس للسجود المحفوظ فقط للثالوث وحده(
فلوثر يرى أنّ كلّ مؤمن هو حاملُ المسيح مثل مريم، ولكنّ ذلك بنوع روحيّ(
فمريم تصبح بحسب لوثر، أمًّا لكلّ عضوٍ من الكنيسة، حيث المسيح هو أخوه والله أبوه(
. أمّا كالڤن، فهو المصلِح الأقلّ ذكرًا لهذا الموضوع. فحينما يشرح المقاطع الكتابيّة، يشير إلى الأبعاد التاريخيّة لمريم، وهو يستعيد التعليم التقليديّ لبتوليّتها: إنّها في نظره «بتول قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة».
مريم هي والدة وأمّ معًا. بينما يوسف أب شرعيّ ليس إلّا. لكن هذا لا يقلّل شيئًا من دوره، لأنّه، بدون أن يكون والدًا، هو أب بأصالة مسؤول عن هويّة يسوع الإنسانيّة والدينيّة.
وتولي الندوة مكانة للصلاة والحوار، لأنّ قناعتها الراسخة هي المصالحة بين الكنائس ستكون ثمرة لمسار الاهتداء. كاتب هذا المقال (المنشور في مجلة «دراسات» الفرنسيّة عدد نيسان 98) هو اللاهوتيّ اللامع الأب برنار سيسبويه اليسوعيّ، وهو يعطي وثيقة فريق دومب قراءةً معمّقة، نوردها كاملة، ليطّلع قراؤنا على مستجدّات الحوار والخطوات الحثيثة والجادّة نحو الشركة التامّة بين الكنائس.
فهو يكتب: «على الرعاة ألّا يخلقوا مخاصمات بسبب هذه الأعياد. ليتركوا لكلّ واحد الحرّيّة ليحتفل بالأعياد التي يتمنّاها أبناء رعيّته ليحترموا قبل كلّ شيء أيّام الآحاد وعيد البشارة والتطهير والزيارة، وعيد القدّيس يوحنّا المعمدان والقدّيس ميخائيل وأعياد الرسل وعيد مريم المجدليّة» (WA 26, 222.25-233.1) طبعة بوهلاوس سنة ١٨٨٣م، وبمناسبة هذه الأعياد، ألقى لوثر نحو ٨۰ موعظة عن مريم.
«هذه هي تعزية الله ولطفه الفائض أن يكون في وسع إنسان أن يفتخر، إذ يؤمن، بكنز عظيم وهو أن تكون مريم أمّه الحقيقيّة، والمسيح أخاه، والله أباه» (WA10/I,
بالتعبير اليونانيّ للإنجيل مريم هي (كيخاريثوميني) أي «مغمورة بالنعمة»، وليست «ممتلئة نعمة»، فهذا سيكون امتياز الابن المتجسّد «المملوء نعمة وحقًّا»

