More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!
أتذكر مؤسِّسة التمريض الحديث الإنجليزية فلورنس نايتينجيل التي لُقبت بـ «السيدة حاملة المصباح»؛ لأنها كانت تخرج في الليل حاملة مصباحًا إلى ميادين القتال باحثة عن الجرحى المعذبين من أي فريق، حتى إن بعضهم كان يقبل ظلها حين تمر بجواره. والدي هو أيضًا «السيد حامل المصباح»، قديس يخفف الآلام بإيمان حقيقي برسالته.
Ahmed liked this
ما زال أبي يتغنى بالشعر. يحثني على التفاؤل رغم كل الحقائق العلمية، فينشدني من شعر ابن ميادة بالعصر العباسي: منًى إِن تَكُن حَقًّا تَكُن أَحسَنَ المُنى وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَنًا رَغدا أشعر بأنه يتلذذ حقًّا وهو يشرح كلمات البيت، ثم ينتقل لديوان الشافعي ويتغنى من أبياته المفضلة: دَعِ الأَيامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفسًا إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُّنيا بَقاءُ
Ahmed liked this
منذ هذه اللحظة كرهت التعذيب والمعذِّبين، وكرهت عبد الناصر كراهية شخصية، أصبحت أردد: احتجت سنوات للوصول لموقف أعتبره موضوعيًّا، وأدين بالفضل لذلك لقراءتي «شرف» لصنع الله إبراهيم، وكذلك «رسائل الواحات» لعبد العظيم أنيس، وكلاهما تعرض للاعتقال في عهد عبد الناصر وشهد التعذيب، ولا ينكر أبدًا فداحة أثر ما حدث ودوره في فشل التجربة كلها، لكنهما رغم ذلك استطاعا النظر بموضوعية لإيجابياتها الهائلة وما يتفقان به معها.