أنا قادم أيها الضوء

by محمد أبو الغيط

نشرت مريضة مقالا في الجارديان قالت فيه إن التركيز على أن تكون حالتها النفسية جيدة أصبح بحد ذاته ضاغطا عليها. تبكي ثم تشعر بالذنب أنها تبكي فتسوء حالتها أكثر. لكنها وصلت أخيرا إلى أنها «ليست مقاتلة»، بل مريضة. قالت طبيبتها لها: من قال إن حالتك النفسية لها هذا الدور الرئيسي؟ لقد رأيت بنفسي أكثر الناس تفاؤلًا وقوة يموتون، ورأيت أكثرهم تشاؤما يعيشون. كتبت ريما شيري تحت عنوان «السرطان ليس معركة، وأنا لست مقاتلة»(5): «تجربتي مع السرطان فتحت عينيَّ على المصطلحات المرتبطة به. كلمات مثل معركة، قتال، ناجٍ، فوز، خسارة، محارب، وما إلى ذلك. بينما تهدف هذه المصطلحات إلى مساعدة المرضى، شعرت أنها تحفز الشعور بالذنب والفشل في حالات أبعد من قدرة المريض على السيطرة. أولئك الذين ماتوا بسبب السرطان كانوا أقوياء أيضًا...إن القول بأنهم خسروا المعركة يعني ضمنيًّا أنهم لم يقاتلوا بما يكفي من أجل مرض ربما لا يمكن علاجه بالدواء أو حتى بالحظ». لا يعني هذا أن الحالة النفسية غير مهمة، ثمة حالات تنهار إلى حد الاستسلام للموت فيتوقف المريض عن علاجه أو عن طعامه ويتوفى. لكن الفكرة هي أنه ما دام المرء يتعاطى علاجه في جدوله الطبيعي، وما دام لا يعاني اكتئابًا مرضيًّا، فما سوى ذلك هو في الإطار الطبيعي. الحزن والخوف وارتكاب الأخطاء. لسنا آلات. قد يختار الإنسان أفعالا نبيلة أو شجاعة، لكن المرض ليس اختيارًا، فلا تعني محاولة الشفاء منه بالضرورة إضفاء مثالية ما على المريض، قد تتحول لعبء في حد ذاته.