نعم، أحبها؛ لأني أصبحت أجد عيني تتأمل بانبهار كل تفصيلة في ملامحها، كل شعرة رمش، وكل مسام في الجلد. أحب شكل أسنانها حين تبتسم، وحركة عينيْها حين تمزح. لا عجب أن كانت أولى علامات الحب عند ابن حزم هي «إدمان النظر». أحبها؛ لأن استقراري النفسي أصبح بالكامل مرتبطًا بها، ولا يمكنني الاطمئنان والهدوء إذا كانت هي تشعر بأدنى ضيق حتى لو لسبب خارج عني. أحبها؛ لأني أصبحت أشعر بالفخر حين أحدثها أو ألتقيها. بمجرد أن أمشي جوارها أشعر فورًا دون أي تفسير عقلاني أني ممتلئ فخرًا، وأني مميز فوق البشر. أحبها؛ لأن هواي صار يوافق هواها. حين تخبرني أنها تحبّ أو تكره شيئًا أو شخصًا، لا أوافقها مجاملة، بل حقًّا يتحول
نعم، أحبها؛ لأني أصبحت أجد عيني تتأمل بانبهار كل تفصيلة في ملامحها، كل شعرة رمش، وكل مسام في الجلد. أحب شكل أسنانها حين تبتسم، وحركة عينيْها حين تمزح. لا عجب أن كانت أولى علامات الحب عند ابن حزم هي «إدمان النظر». أحبها؛ لأن استقراري النفسي أصبح بالكامل مرتبطًا بها، ولا يمكنني الاطمئنان والهدوء إذا كانت هي تشعر بأدنى ضيق حتى لو لسبب خارج عني. أحبها؛ لأني أصبحت أشعر بالفخر حين أحدثها أو ألتقيها. بمجرد أن أمشي جوارها أشعر فورًا دون أي تفسير عقلاني أني ممتلئ فخرًا، وأني مميز فوق البشر. أحبها؛ لأن هواي صار يوافق هواها. حين تخبرني أنها تحبّ أو تكره شيئًا أو شخصًا، لا أوافقها مجاملة، بل حقًّا يتحول شعوري العاطفي نحو هذا الشيء أو الشخص لحظيًّا. أحبها؛ لأني أصبحت «أحبُّ من الأسماء ما وافق اسمها، أو شابهه، أو كان منه مُدانيًا» كما قال قيس بن الملوح قبل ألف عام. أصبحت أذني بالغة الحساسية لالتقاط اسمها أو أي كلمة حروفها قريبة منه. أحبها؛ لأننا وجدنا بيننا «العلامات». أمور صغيرة جدًّا مشتركة يصعب أن أجدها مع أي شخص آخر، كإعجابها الشديد بفرقة «الطمي». كانت إسراء تعشق مسرحيتهم «ثورة قلق» التي لم تكن متاحة وقتها على الإنترنت. كلانا انبهر فعلًا بتلك العلامة اللطيفة. كم شخصًا يعرف الفرقة فضلًا عن المسرحية تحديدا؟ «وأنا ما ليش حيلة..غير أسئلتي الضئيلة». إذن أجبت عن السؤال الأساسي، فلماذا ما زلت أعاند؟ قاومت لأني أرى أن ذلك المكون المعنوي الغامض في الحب، على جماله وإيماني به، ليس كافيًا وحده، بل ثمة عوامل عقلانية ومادية أخرى يجب أن تتكامل قدر الإمكان. كنت أحاول تحييد مشاعري؛ لأحكم على العوامل الموضوعية قدر الإمكان. أقول: «قدر الإمكان»؛ لأن الحب يعمي ويصم، حقًّا «عين الرضا عن كل عيب كليلة». أح...
...more
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.