أنا قادم أيها الضوء

by محمد أبو الغيط

الألم بشع. الألم مأساة. ليس بيدنا أن نوقف الآلام الناتجة عن الكوارث الطبيعية، لكن بيدنا أن نحاول وقف الكوارث البشرية. الحب عدو الألم. أحيانا أذهب وحيدًا لجلسات العلاج وأحيانا ترافقني إسراء. في كل مرة تمسك بيدي بينما أتلقى الطعنة في الجانب الأيمن من صدري، أشعر بأن الألم أقل. الألم يقل حقيقة لا مجازًا والله! والرحمة عدوة الألم. ولم أرَ وسيلة أفضل لتوليد الرحمة من أن يحاول كل منا فهم آلام الآخر، أن يضع نفسه مكانه. من هنا تظهر الرحمة لإنسان وجدت لنفسك أدنى سلطة عليه، أو الرحمة لحيوان يشعر بالعطش. لهذا «دخلت امرأة النار في هرة» و«دخل رجل سقى الكلب الجنة». بشكل واعٍ حاولت أن أدرب نفسي على أن أشعر بآلام غيري، وتحديدًا هؤلاء الذين لا أحبهم. أحيانًا بالغت حتى إني عجزت تماما عن مشاهدة بعض الأفلام لأني تلقائيًّا وضعت نفسي مكان أبطالها المتألمين، يشمل ذلك بعض أفلام الأطفال! لكن الأمر يستحق.حين تداهمني الكراهية والغضب لن أغير من معسكري، لكني لن أنزع إنسانية خصمي. أبشع الجرائم في تاريخ البشرية حدثت حين تم «نزع إنسانية الآخر»، حين لا يشعر القاتل أنه يقتل إنسانا مثله، بل هو يبيد حشرات ضارة أو يكسر جمادات بلا روح.