More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
قد تهبط الكارثة فجأة علينا. وقد نحملها داخلنا منذ الميلاد دون أن نعرف. لا حيلة لنا في ذلك. كما لا حيلة لنا أمام كثير من المآسي؛ الفراق، والضعف، والموت. لا حيلة لنا بمشاعرنا. لكن لنا حيلة بأفعالنا، أو على الأقل في السعي لذلك، دون ضمان النجاح. فلا إنسان كامل أبدا، وكلنا، كلنا بلا استثناء، قد نمر بأوقات من النقص والخوف والأنانية والطمع وغيرها من الأخطاء والخطايا، لكن الفارق هو بين من يترك نفسه لتلك الأهواء، وبين من يعيها ويواصل الصراع معها بنسب نجاح وفشل متفاوتة، يغالبها، و«يسدد ويقارب»، قدر الإمكان.
يمكننا تحفيز أجسادنا ونفوسنا، والتحايل عليها، لكن مع إدراك حدودها. الخطط والحيل كلها من «النسيان العمدي» إلى «صيد الدوبامين» مفيدة، لكن توضع في حجمها وحدودها. لا وجود للتحكم الكامل، ولا إحباط من غيابه لأن هذه طبيعة وجودنا. وكما قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، قد تأتي الجينات أو تصاريف الحياة بما لا تشتهي الأجساد والنفوس. يمكن الاعتماد على الذات لأقصى مدى، لكنَّ له سقفًا، وفي الوقت ذاته طلب المساعدة.
هي ليست حربا بانتصار أو هزيمة نهائية لأن الصحة والمرض، السعادة والحزن، النسيان والتذكر، الحياة والموت، كلها ثنائيات تتدافع داخلنا دون أن يزول أحدها أبدا. بالضبط كما يتدافع عبر التاريخ الخير والشر، العدل والظلم. لا لحظة تحقق كاملة أبدا. حقًّا «الأمل توأم اليأس أو شعره المرتجل».
فقط أعرف أن الواقع الحالي كتوصيف بحت هو أني ببذلتي الحمراء أنظر إلى سفينتي تغرق. تهبط ببطء لكن باستمرار، ولا شيء يسد الثقوب المتزايدة. أحيانا أستسلم تماما للغرق، وأحيانًا، فجأة، أجد يدي «تعزف»..