فتح أبوابنا أمام بغيّ وجعلنا نقتسم الطعام وإيّاها، وأرسلني إلى الخمّارة وشجّعني على أن أكلّم السكارى. وفي إحدى المرّات، جعلني أتسوّل وأشحذ في الجهة المقابلة من المسجد الذي كنت أخطب فيه، مرغمًا إيّاي بذلك على أن أضع نفسي موضعَ الشحّاذ المجذوم. حجبني أوّل الأمر عن المعجبين بي، ثم عن الطبقة الحاكمة، ووصلني بعامّة الناس، وبفضله عرفت أُناسًا ما كان من شأني أن ألتقيهم في يوم من الأيّام.