كان إناء البسطاميّ صغيرًا نسبيًّا، وأطفأ ظمأه بعد ملء فمه منه، وكان سعيدًا في المرحلة التي هو فيها. المدهش أنّه استدلّ على الألوهيّة في نفسه، ولكنْ، حتى في مثل تلك الحالة، يظلّ هناك فارق بين الله والذات. الوحدة لم تتحقّق. أمّا بخصوص النبي، فقد اختاره الله وكان لديه وعاء أكبر ليملأه. ولهذا خاطبه الله في القرآن سائلًا إيّاه: {ألم نشرح لك صدرك}. وبهذا، فإنّ قلبه كان واسعًا، وكان وعاؤه كبيرًا، وكان دائم الظمأ.