More on this book
Kindle Notes & Highlights
فليست دائمًا وظيفة الخطاب الديني تقديم الحلول الواقعية - رغم أهمية هذا - بل ربما تكون أهم وظائفه التذكير بالأصول والحقائق والفقه المنسي من الدين لنتمكن من العودة إليه،
الإنسان ليس مصدر التشريعات والقيم، وليس ما يستحسنه أو يستقبحه هو معيار الصواب، وليس ما يحقق أغراضه الحالية أو مجتمعه المثالي المنشود من خياله هو الصواب دومًا، فمعيار الصواب في القضايا التي تعرّض لها الدين بالتشريع هو موافقة التشريع لا موافقة مراد الإنسان.
فالدين في الحقيقة من أهم وظائفه تقرير معايير ثابتة للحق والباطل وتقرير القيم، وعدم التماهي مع الإنسان النسبي في أفكاره، السيّال في فلسفته اليومية المتأثرة بتجاربه وانفعالاته، وفساد تطبيق الدين لا يغير من صوابية قيمه، ولا يجعلنا نتركه لغيره، بل يجعلنا نكافح حتى نعيده ليكون هو معيار المجتمع ومصدر القيم.
ومن الخطأ الظنّ أن التربية مسؤولية الأم، بل هي مسؤولية الأب أصالة والأم في ذلك متطوعة، إذ أن التربية أحد فروع مهام الولي
فلستَ مسؤولًا عن توفير سكن لابنك وعن تأمين مستقبله ومستقبل أولاده، إن هذا التعلق الشديد بالمستقبل والخوف منه يُضيّع كل حاضر ويمنعك من الانتباه لنفسك ولابنك، وهو نوع من الجنون الجديد للبشر، فلستَ مخاطبًا شرعًا ولا عقلًا بحاجة نفسك بعد سنة، فكيف تكون مخاطبًا بتأمين مستقبل طفلك وشراء شقة له!
فإن استبدلنا طعام البيت بالأطعمة الجاهزة من الخارج ومساعدته على التعلم بالمدرسة الباهظة وتعليمه دينه بتسليمه للمسجد، واللعب معه بالذهاب به إلى النادي والحديث معه بإعطاءه موبايل ليلعب به، فأي وظيفة لنا سوى النفقة المالية فحسب! وماذا بقي لنا من الأسرة ووظيفتها؟ وماذا ننتظر من إنسان فقد أهم وظائف الأسرة؟!