فإذا كانت القوانين قوة تحاول دفع المجتمع ناحية العدل المقابل للظلم الواقع في يومهم، وإلى الفضائل في مقابل الرذائل، فإن القانون يبقى مع ذلك قوة خارجية تتبنى موقفًا ما من الأفعال الإنسانية تريد توجيه السلوك له، فإن استجابت لها النفوس وأذعنت نشأ عنها سلوك أخلاقي وعادات يومية ترسّخ هذه القيم وتقبلها. وإن رفضتها النفوس ورأت في القانون ما لا يحقق مرادها أبت الاستجابة له، وتحايلت عليه وتهربت منه. فالقانون قوة تتبنى موقفًا أخلاقيًا، توجه إليه النفوس التي قد تتبنى وترضى بنفس الموقف الأخلاقي أو على الأقل تذعن له، أو قد ترفضه وتثور عليه، أو على الأقل لا تبالي به. أما التربية والأخلاق والدين في خطابه
...more