أما الأخلاق فهي تعهد الباطن بحيث يصدر الإنسان عن طبع كامل بلا روية ولا تفكير، بل يكون سلوكه نابعًا من داخله بلا تكلف، فالذي يتكلف الإطعام والضيافة ولا تسمح بهما نفسه فهذا سلوك حسن ولكنه ليس بخلق حقيقي، بل الكرم هو سماحة النفس بالبذل بل واختيارها له وسعيها لفعله، أما مجرد العطاء بلا سماحة نفس فلا نسميه خُلقًا بل سلوكًا، وكذلك التأدب مع الشهوة الجنسية وتهذيبها بحيث لا يضعها إلا في المساحات المباحة له، إن صدر عن باطن ينفر من التعرض للغير والتحرش بهم فإننا نسميه خلق العفة، وإن كان مجرد كظم للشهوة خوفًا من القانون أو من العقاب أو التشهير، فإننا نسميه سلوكًا ولا نسميه خُلقا.