وكان البياضُ طاغِيًا في ذلك اليوم، وكان إرثًا من الحجّ، يأتون بثيابٍ بيضاء كقلوبهم، ويتجرّدون من كلّ ضغينةٍ، ويُسامح بعضُهم بعضًا، فالأيّام حُبلى بالخلافات، والخلافات كثيرةٌ، ولن تنتهي، وستظهر بين فترةٍ وأخرى، ولا بُدّ من هذا اللّقاء للتّصافي، ولا بُدّ من التّصافح والغُفران، ونسيان الماضي؛ والنّسيان شِفاء، والتّغافل دواء، وترك الصّغائر راحة، والإقبال على الصّفح كَرَم، وحُبّ الآخرين والعفو عنهم مُتعة.