More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
وشعرت كأن كل ما في الكون قد توقف ليشهد تلك اللحظة التي تتجلى فيها الحقيقة الأبدية التي لا مراء فيها، حقيقة أن أصعب ما في حياة البشر هي حرية الاختيار، تمنيت لو ضرب (موسى) بعصاه فخسف بالمعارضين والمُخذلين الأرض، تمنيت لو ساق الناس بعصاه سَوْقًا نحو الشرق، ولكن الرب لم يشأ له أن يأمر بذلك، أراد الرب أن يتخذ الشعب قراره بنفسه، فترك لهم سواد الليل حتى يختلي كل إلى نفسه، ثم يأتي بما أفضى إليه ضميره عند الصباح،
في دولة العدل يصير الكل عادلًا، وفي دولة الظلم يصير الكل ظالمًا، فالناس على دين ملوكهم يا غلام! ثم قال في تهكم: ـ لم يرُدَّ الناس الظلم على الظالم بل تناقلوه بينهم!
فأي شيء أثقل على النفس من أمانة تحملها لمن لا يثق بك! فإن ضيَّعتها الأيام رغمًا عنك، صدَّقَ ظنَّه فيك، ولم يشفع لك عنده عذرٌ!
تعلَّمنا الشكرَ على النعمةِ والصبر على البلاء وأن نتوكأَ على الأعمال الصالحة في أيام الانكسار.
اعلم يا (شمعون) أن قضاء الله ليس بسهمٍ طائِش وإنما سهمٌ نافِذ تحكمُه يدُ القدَرِ، فيُصيبُ به مَن يشاء وقتما يشاء لعلمٍ نجهلُه وحِكمةٍ لا نستقيها.