ومرت أيام على وفاة أبي، ولم يألف فؤادي غيابه، كان بداخلي قلب يترقب دخوله إلينا في أي لحظة، وكنت أدلف إلى حجرته أحيانًا متوهمًا نومه ساعة القيلولة، فإذا بالفراش المرتب الذي لم تنم عليه أمي منذ وفاته خاليا، ينبهني خواؤه إلى الفراغ الذي حل بحياتنا، وتذكرني برودته بالدفء الذي رحل عنا.