More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
ليخرج منها أنيسيه في عمره الذي مضى: الدواة والقلم، تناول لفائفه المصنوعة من أوراق البردي بجهد يشي بحجمها الضخم، تحسست يداه السجل الذي أفنى عقودا من عمره في كتابته في حنان، ثم فتحه برفق على صفحته الأخيرة،
فمهما قرأت أنت في صلاتك، فلن تتخيل مشاعر طفل صغير عاش معجزة لم تحدث سوى مرة واحدة على هذه الأرض،
انشدوا للرب، افرحوا وارقصوا، اجعلوا الوحوش في البرية تعلم أن الرب إله إسرائيل قد قضى على فرعون إله المصريين!
وحينما أشرفت جبال بكة في الأفق علا صوت الحادي بكلمات ملأت الفضاء من حولنا ومست نغماتها أوتار قلبي، وجدتني أرددها مع جموع القافلة الذين رددوها بحناجر باكية قائلين: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»
لن أفارق هذا النبي ما حييت يا (شمعون)! رأيته أمس يجمع أطفال بني إسرائيل ويحكي لهم عن أبينا (إبراهيم) و(إسماعيل)، فانهارت الدموع من عيني، ما أحلى كلامه وما أصدقه!
أتظن أنه سيأتي يوم يرسل فيه الرب إلى (بني إسماعيل) من يجمعهم ويعيدهم إلى ملة أبينا (إبراهيم) كما فعل (موسى)؟!

