More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
القدَرُ يا بني هو التدبيرُ بميزان الحكمة، واللّطفُ بميزانِ الرحمة، والتقويمُ بميزان العدل، وكل ما يقدِّره الله لنا يكون إما لحكمةٍ يدبِّرها، أو لطفٍ من رحمته، أو تقويمٍ لما أعوجَّ من أمرنا، ولذا وجب علينا الثناء على قدره في كل حال. نزلت كلماته على قلبي كقطرات الندى فقلت: ـ ما أصدق كلماتك يا سيدي!
نهجك في الحياة الإصلاح ما استطعت؛ فذاك هو نهج الأنبياء.
واعلم أن لقمة تضعها في فم جائع خير لك من سيف تضعه في يد فارس.
قوتك في تقويم المعوج لا في كسره». *
قلت وقد أمسكت بطرف الخيط من تشبيه الشيخ (عابر): ـ كنت أنظر إلى النور من قبل من خلال ثقب ضيق يا شيخ (عابر)، أما الآن فالنور يملأ قلبي وبصري.
أتدري يا شيخ (عابر)، لقد رأى أبي ذلك النور رغم الظلام الذي عشناه في برية «سين»، نظر إلى النور من خلال نبي الله (موسى) فملأ الإيمان قلبه، لم يفتح بنو إسرائيل قلوبهم وصدورهم مثله، أوصدوها، فعميت أعينهم عن الرؤية، لو كانوا مثل أبي لكان نور الرب قد ملأ برية سين مثلما يملأ برية فاران الآن.