More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
إذا فقد الناس إحساسهم بتقدير الذات -على سبيل المثال، إذا كانوا يعانون مرض الاكتئاب (Clinical Depression) - يمكن أن يكون ذلك مرهقًا حقًّا، لكن حتى وإن كانوا يعيشون حياة طبيعية، يكون المخ عرضة للقلق والهرب من النتائج السلبية: كما لا تستطيع إيقاف نفسك عن التفكير في ماذا كان من الممكن أن يتحقق، بعد حدث مهم مثل مقابلة عمل، على الرغم من كون ما تفكر فيه لم يحدث (في عملية تُعرف بالتفكير المخالف للواقع).29 فدرجة من الثقة بالنفس والإحساس بالأنا، حتى وإن كانا من صنع الذاكرة وتوهماتها، مهمة لحياة طبيعية.
لا بد أنك قد سمعت عن «الرؤية المحيطية» (Peripheral Vision) حيث ترى أشياء لا تنظر إليها مباشرة. لن تكون تفاصيل هذه الأشياء واضحة للغاية، ولكنك إذا كنت في مكتبك تعمل على حاسوبك ورأيت حركة غير متوقعة في زاوية رؤيتك تبدو أنها بالحجم والموقع المناسبين لتكون حركة عنكبوت كبير، فربما لن تريد أن تنظر إلى ذلك، في حال كانت بالفعل هذه الحركة حركة عنكبوت كبير. وبينما تكمل كتابتك على حاسوبك، تكون متيقظًا جدًّا لأي حركة في هذا المكان المحدد، فقط في انتظار رؤيتها مرة أخرى (بينما تأمل ألا يحدث ذلك). هذا يدل على أن تركيز الانتباه لا يرتبط مباشرة بالمكان الذي تتجه نحوه عيناك.
شعور الشخص بأنه ضحية سلبية لما يحدث من حوله يمكن أن يكون مدمرًا، حيث يمكن لذلك أن يحصر المخ في حالة من العجز المكتسب (Learned Helplessness). في هذه الحالة لا يشعر الناس أنهم قادرون على القيام بأي شيء للتغيير من وضعهم، ولذلك يفتقرون إلى الدافع للمحاولة، ولا يحاولون فعل أي شيء نتيجة لذلك، وتزداد الأمور سوءًا بالنسبة لهم بسبب ركودهم وتقاعسهم عن العمل. ويقلل هذا من تفاؤلهم ودوافعهم بشكل أكبر، ومن ثم تتابع الدورة وينتهي بهم الأمر إلى فوضى عارمة، مشلولين بسبب التشاؤم وعدم وجود دافع. يمكن لأي شخص مر بانفصال عاطفي سيئ أن يعرف ما الذي يعنيه هذا.

