More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
«غالب الذين اهتز إيمانهم، أو الذين فقدوه كان إيمانهم قائمًا على أنَّ الله سيحقق لهم دعواتهم، صعوبات الامتحان سيتم تجاوزها عبر تدخل إلهي، لذا فبالنسبة إليهم ما يحدث من ابتلاءات وظلم واضطهاد أمر لا يمكن فهمه من خلال إيمانهم. لماذا لا يتدخل الله لوقف هذا الظلم؟ لماذا لا يستجيب لنا؟ لماذا لا نرى يومًا في الظالم الذي فعل وفعل بنا؟
«غالب الذين اهتز إيمانهم، أو الذين فقدوه كان إيمانهم قائمًا على أنَّ الله سيحقق لهم دعواتهم، صعوبات الامتحان سيتم تجاوزها عبر تدخل إلهي، لذا فبالنسبة إليهم ما يحدث من ابتلاءات وظلم واضطهاد أمر لا يمكن فهمه من خلال إيمانهم. لماذا لا يتدخل الله لوقف هذا الظلم؟ لماذا لا يستجيب لنا؟ لماذا لا نرى يومًا في الظالم الذي فعل وفعل بنا؟
الطبيعة البشرية الثانية التي يمكن أنْ تساهم في «تجريد الإنسانية» هي أنَّ البشر تعودوا على رؤية العالم بشكل تراتبي، ضمن تسلسل يضع البعض -أو قيمًا معينًا- في القمة، ويضع دون ذلك الآخرين حسب تراتب محدد. هناك لكل ثقافة أو حضارة هرمها التراتبي الخاص بها، بعضها يضع الله أو الدين أو المؤسسات الدينية على قمة هذا الهرم، وبعضها يضع «المؤسسات الاجتماعية أو السياسية» في الأعلى، وبعضها يضع العرق، أو قيم حضارية معينة أو قيم الإنتاج والمادة. وجود هذا الهرم التراتبي في طبيعة رؤية الإنسان للعالم يسهل أنْ يرى بعض الفئات (التي تشبه البشر، اعتمادًا على الطبيعة السابقة) كما لو أنَّهم دون البشر، subhuman. به بعض
...more
هذه الرؤية التراتبية منتشرة جدًّا. في دراسة رائدة قام بها «نور كتيلي» من جامعة نورث إيسترن في عام ٢٠١٥ وجد أنَّ أغلب الأمريكيين موضع الدراسة يضعون سلمًا تراتبيًّا للفئات البشرية حسب العرق أو الدين. في هذه التجربة قدمت صورة التطور الدارويني المشهورة للأشخاص المشاركين في التجربة وطلب منهم أنْ يقيموا وضع شعوب مختلفة ضمن هذه الصورة من التطور، أغلب المشاركين وضعوا الكنديين والأوروبيين واليابانيين في درجة التطور نفسها مع الأمريكيين، بينما وُضِعَ الصينيون، والكوريون الجنوبيون، والمكسيكيون في وضع تطوري أدنى، ووُضِعَ العرب والمسلمون في أقل درجة تطورية مقارنة بالأمريكيين.