وتكون واضحةً في ما المدى الذي يميّز قدرة اللوحات السيئة على استحضار الربيع، برغم بعدها عن قدرة اللوحات الجيّدة على هذا. قد يكون الرسّامون السيّئون أصحاب مسوّدات ممتازة، بارعين في رسم الغيوم، أذكياء في رسم الأوراق المتبرعمة، عظيمين في رسم الجذوع، ويفتقرون برغم هذا إلى مهارة التحكّم بتلك العناصر المُوحية التي يتجلّى فيها جوهر سحر الربيع. إذ يعجزون، على سبيل المثال، عن تصوير، وبالتالي عن جعلنا نلاحظ، الخطّ الورديّ عند نقطة التقاء الزهرة بالشّجرة، أو التّباين بين العاصفة وضوء الشّمس في الضوء الذي يغمر الحقل، أو التفاف العقدة على لحاء الشّجرة، أو أجساد الأزهار الهشّة المرتعدة على جانب طريقٍ ريفيّة
...more