بل ويمكن كذلك الدفاع عن هذا باسم الصداقة. طرح پروست أنّ «من يزدرون الصداقة... ربما كانوا أفضل الأصدقاء في العالم»، ربما لأنّ هؤلاء المُزدرين يقاربون العلاقة بتوقّعات أكثر واقعيّة. إذ يتجنّبون التحدّث مطوّلًا عن أنفسهم، لا لأنّهم يعتبرون الموضوع نافلًا، بل لأنّهم يُدركون أنّه شديد الأهميّة بحيث لا ينبغي وضعه تحت رحمة الوسيلة العابرة، والزائلة، والزّائفة كليًا، التي هي المحادثة.