ليس ثمة إنسان، أيًا يكن مقدار حكمته، لم يقل أشياء، في مرحلة ما من شبابه، أو حتى عاش على نحوٍ بدا كريهًا له لاحقًا بحيث يقوم بمحوه من ذاكرته بكل سرور، لو استطاع. ولكن لا ينبغي له النّدم على هذا كليًا، إذ لا يمكن له أن يكون واثقًا بأنّه قد أصبح حكيمًا – بافتراض أنّ بوسع أيٍّ منا أن يكون حكيمًا – إلا في حال كان قد عايش جميع التجسّدات الحمقاء أو الفاسدة التي لا بدّ من قَطْعِها لبلوغ تلك المرحلة الأسمى. أعلم أنّ هناك شبابًا... كان معلّموهم قد غرسوا فيهم نبل التفكيرٍ وتهذيبًا أخلاقيًا منذ بداية تعليمهم المدرسيّ. وربما ليس ثمة ما يتراجعون عنه لو استرجعوا حياتهم؛ بوسعهم، لو أرادوا، نشر توصيف لكلّ ما
...more