أدرك پروست، الأقلّ تفاؤلًا من هذه الناحية، أرجحيّة التّعارض، وخَلُصَ إلى أنّ عليه دومًا أن يكون أول مَنْ يطرح الأسئلة ليتوافق مع ما يدور في ذهنك بدلًا من المجازفة ببثّ السّأم لديك بما يجول في خاطره هو. وفعل أيّ شيءٍ آخر سيكون تصرّفًا مُعيبًا في المحادثات: «ثمة افتقار للّباقة لدى الناس الذين لا يبحثون عن إسعاد الاخرين في حديثهم، بل عن توضيح نقاطٍ لا همّ لهم غيرها بكل أنانيّة». تستلزم المحادثة تخلّيًا عن الذات لصالح الرفاقيّة المُبهجة: «عندما ندردش، لن يعود الأمر متعلّقًا بنا، نحن مَنْ نتحدّث... إذ سنُكيّف أنفسنا مع ما يحبّه الآخرون، لا مع ذاتٍ تختلف عنهم».