شبَّهَ پروست الصداقة بالقراءة، لأنّ كلا النّشاطين يستلزمان الاجتماع مع الآخرين، ولكنّه أضاف أنّ للقراءة ميزة جوهريّة: في القراءة، تعود الصداقة فجأةً إلى نقائها الأصليّ. ليس ثمة ودّ زائف حيال الكتب. حين نقضي المساء مع هؤلاء الأصدقاء، فهذا لأنّنا نرغب بذلك حقًا. ولكن في الحياة، غالبًا ما نُلزَم بتناول العشاء مخافةَ أن تنهار صداقةٌ نحرص عليها لو رفضنا الدعوة، وجبة منافقة مفروضة علينا بفعل إدراك حساسيّة أصدقائنا التي لا مبرّر لها، والحتميّة برغم هذا. يا لمقدار الصّدق الذي نكون فيه مع الكتب. هناك، على الأقل، يمكننا أن نتجاهلها عندما نشاء، أو أن نُبدي الملل، أو نختصر حوارًا كلّما دعت الضرورة. ولو
...more