More on this book
Kindle Notes & Highlights
قفزة الثعلب كانت الحياة تعدو كل يومٍ نحوه مثل كرة قدم، فيتأخّر لثوانٍ فقط عن الإمساك بها، لتعبر ما بين ساقيه وتسير باستهتارٍ نحو الآخرين . لم يشكُ أبداً من رعشةٍ في يده أو عقله ولكنه الزمن ـ كما اعتاد أن يبرّر دوماً ـ الذي يتسارع بشكلٍ مفاجئ كلما حانت فرصته . كان يعيش على إيقاعٍ واحد ولنقل مثلاً أنه الفوكس تروت / قفزة الثعلب بخطوها الثنائي والرتيب بينما كانت أقداره تتمايل على إيقاع الرومبا الراقص . كان يتأخّر عن حضور مواعيده الهامة، وعن إبداء أسفه على ذلك أيضاً . كان يتأخّر على الشفتين السانحتين والخصر المُولع بالرقص فتسبقه إليهما قبلةٌ فطِنة وذراعٌ يقِظ . كان يتأخّر على الموت حتى اصطحب
...more
بارعاً فقط في الأدوار الثانوية لذا لم يلعب أبداً دور البطولة حتى في حياته الخاصة .
على افتراض أن الحياة تمتد لتسعين دقيقة بلا استراحة بين الشوطين ـ وبما أنه قد أخفق في حياته الأسرية والعاطفية والعملية أيضاً فمن الممكن القول بأن الساعة الكبيرة للملعب تشير إلى تخلّفه بثلاثة أهداف . لم يتبقَّ فعلياً سوى نصف ساعة أو عشرين سنة، ومن الصعب جداً وإن لم يكن مستحيلاً الفوز أو حتى معادلة النتيجة ما لم يجازف بكل شيء

