ابتسمت في ضيقٍ من أحلام اليقظة التي أصابتني، ثم ابتعلت مرارة ابتسامتي وأنا أُفكر في دولةٍ مثل فرنسا التي أصبحت على ما هي عليه الآن لأن ديجول لم يضرب قاضيًا في مكتبه مثلما حدث للسنهوري باشا في الخمسينيات عندنا، ولم يفصل ديجول آخر لرفضه الانضمام للتنظيم الطليعي الفرنسي، ولم نسمع يومًا عن إعلامي في قناة برلين اليوم يشكر القضاء الألماني النزيه، أو رجل أعمال بريطاني ينشر إشادة بالقضاء الإنجليزي الشامخ في صحيفة الجارديان، ربما لو حدث ذلك لاعتبروها جريمة لا تُغتفر، وإهانة بالغة لا يمحوها إلا سجن قائلها.