بالنسبة لأتباعه، لم يكن البوذا إلهًا، ولا تجسيدًا بشريًّا لكيان إلهي، ولا نبيًّا يحمل رسالة قائمة على وحي إلهي، بل كان إنسانًا استطاع بكدحه وذكائه أن يبلغ أسمى مكانة روحية يُمكِن لإنسان أن يرتقيها؛ الحكمة المطلقة، الاستنارة الكاملة، النقاء التام للعقل. أما دوره بالنسبة للإنسانية فهو دور المُعلِّم؛ مُعلِّم للعالَم كله، يوجِّه الآخرين بدافع العطف والشفقة نحو سبيل النيرفانا (بالسنسكريتية: «النيرفاوا»)؛ أي التحرُّر النهائي من المعاناة. تعاليمه، المعروفة بـ«الداما»، تقدِّم مجموعة من الإرشادات التي تشرح الطبيعة الحقَّة للوجود وتعرض السبيل المؤدي للتحرُّر والانعتاق. تخلو الداما من أي عقائد جامدة أو
...more