‫أربعون 40‬

by أحمد الشقيري

تذكر ذلك اليوم، حين سمحت لي بقيادة سيارتك، وصدمتها لك؟ كنت أعتقد أنك ستغضب مني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما تقيأت فطيرة الفراولة في جميع أنحاء السجاد الجديد؟ اعتقدت أنك ستكرهني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما أجبرتك على الذهاب بي إلى الشاطئ، فقلت: إنها ستمطر، وفعلاً أمطرت؟ اعتقدت أنك ستقول: لقد قلت لك ذلك... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما تغازلت مع الآخرين لإثارة غيرتك، وكنت حقًّا قد شعرت بالغيرة؟ كنت أعتقد أنك ستتركني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، نسيت أن أقول لك: إن الحفل كان يتطلب لبس الملابس الرسمية، ولكنك لبست بنطالاً من الجينز؟ اعتقدت أنك ستتخلى عني... ولكنك لم تفعل!! نعم، كان هناك كثير من الأشياء التي لم تفعلها، ولكنك تعايشت معي؛ أحببتني، حميتني، كان هناك الكثير والكثير من الأشياء التي أردتُ أن أعوِّضها لك، عندما تعود من الحرب... ولكنك لم تفعل!! لم تعد!! كاتبة هذه القصيدة كانت سيدة توفي زوجها في الحرب؛ ذهب إلى أرض المعركة، وحين كانت ابنتهما في الرابعة من العمر كان زوجها قد قتل مع الأسف في ساحة المعركة، وترك امرأة أرملة حتى ماتت، وبينما كانت الابنة تنظم أغراض والدتها بعد وفاتها، اكتشفت هذه القصيدة مكتوبة بعنوان: (لكنك لم تفعل).