‫أربعون 40‬

by أحمد الشقيري

إلهي، أليس لزوم الباب كل هذه السنين كفيلاً بفتحه؟

أقلع عن عاداتك السيئة طوعًا قبل أن تضطر إلى الإقلاع عنها غصبًا.

«إن سعر ضبط النفس دائمًا أرخص من سعر الندم».

أقلع مختارًا، فهو أهون وأسهل على النفس من أن تقلع مضطرًّا، واعلم أن الثواب والأجر يذهب لمن يقلع، وهو ما زال قادرًا على الإساءة، وليس لمن خارت قواه.

Dont Sweat The Small Stuff, And Its All Small Stuff

Book1

أي إنسان يستطيع أن يصوم ولكن الحكيم هو مَن يعرف كيف يفطر!!!

واللّهِ صحيح!

قالوا: القائد المحنّك هو من يعرف كيف يختار المعارك التي يقبل الخسارة فيها من أجل الانتصار في الحرب الكبرى.

«الحكيم يسعده القليل، والمغفل لا يسعده شيء».

والتواضع من أعظم الأبواب إلى الله، فقد قال أحد المفكرين: «أتيت الأبواب كلها، فوجدت عليها ازدحامًا، فأتيت باب الذل والانكسار، فوجدته خاليًا، فدخلت منه». وقال آخر: «كابدت العبادة ثلاثين سنة، فرأيت قائلاً يقول لي: يا عبد الله، خزانته مملوءة من العبادة، فإن أردت الوصول إليه فعليك بالذلة والافتقار».

كلُّ العَداواتِ قَدْ تُرْجَى إماتَتُها إِلّا عَداوةَ مَنْ عاداكَ مِنْ حَسَدِ

«من يجري وراء أرنبين فلن يحصل على أيٍّ منهما»،

يستحق التأمل!

﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]. يقول أحد المفكرين: «من المفارقات أن الله أرشدنا إلى تدبر القرآن، وتكفل لنا بحفظه، فاشتغلنا بالحفظ، ونسينا التدبر».

في إحدى قبائل الهنود الحمر القانون رقم واحد في القبيلة هو: عندما تقوم بأي عمل مهما كان بسيطًا يجب أن تفكر أولاً في أثر هذا العمل في الجيل السابع بعدك!

أن التدخين ليس قرارًا فرديًّا، وليس أمرًا شخصيًّا، فأنت حين تدخن تؤذي كل الموجودين، ومن ثم فهو ليس حرية شخصية، فأنت تتعدى على صدري! وعلى حرية صدري أن يكون خاليًا من التدخين، وتدخل الدخان إلى صدري غصبًا عني، وهذا ليس من حقك، ومن أراد أن يدخن، فليدخن في الخارج!

أحد الحكماء كان يقول: (أنا لستُ صالحًا، أنا فقط مستور).

الكذب يجعل المشكلة جزءًا من المستقبل، بينما الاعتراف بالحقيقة يجعل المشكلة جزءًا من الماضي.

قالو عن الصبر: الذي يتقن مهارة الصبر يمكنه إتقان أي مهارة أخرى. فمهارة الصبر هي أم المهارات.

مما قيل في الزهد: «الزاهد الذي إن أصاب الدنيا لم يفرح، وإن أصابته الدنيا لم يحزن».

«إن انتشار الكفر في العالم اليوم يحمل نصفَ أوزاره متدينون بَغَّضُوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء أخلاقهم».

الرجاء يخالف التمني، فمن لا يزرع الأرض، ولا يبث البذور، ويتوقع أن تنبت الأرض فذلك متمنٍّ مغرور... إنما الراجي هو من يسقي الأرض ويتعهدها ثم يرجو حصادها.

باكون: «إذا كان القليل من الفلسفة يبعد عن الله، فإن الكثير منها يرد إلى الله».

باسكال: «صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهم عقلاء، وهم الذين يخدمون الله؛ لأنهم يعرفونه، والذين يجِدّون في البحث عنه؛ لأنهم لا يعرفونه».

الشجاعة لتكون سعيدًا تشمل أيضا الشجاعة الكافية لتكون غير محبوب.

أكبر أعداء قوة الإرادة: الإغراء، والنقد الذاتي، والإجهاد. في المقابل هذه المهارات الثلاث: الوعي الذاتي، والرعاية الذاتية. وتذكر الأكثر أهمية هي أساس ضبط النفس.

اطلب من عقلك أن يمارس الرياضيات كل يوم، وسيصبح أفضلَ في الرياضيات.

نحن نغرق في المعلومات، لكننا نتضور جوعًا للحكمة.

يمكنك أن تكون ثريًّا من خلال الحصول على أكثر مما تحتاج، أو عن طريق الحاجة إلى أقل مما لديك.

المال هو خادم جيد ولكن سيد سيئ. تذكر أن الهدف هو إخراج العاطفة من الاستثمار لأن العاطفة هي ما يدمر نجاح الاستثمار في الغالب، سواء كانت عاطفة الجشع أو الخوف.

في علم الاقتصاد الشيء الثمين هو النادر، ومتعدد الاستعمالات في الوقت نفسه؛ ولذلك الذهب ثمين؛ لأنه نادر ومتعدد الاستعمالات، ولكن الأشياء الثمينة يمكن استخراجها، فالذهب يمكن التنقيب عنه، والألماس كذلك، وورقة المئة دولار يمكن إعادة طباعتها، ولكن الوقت لا يمكن إعادته أبدًا، ولا يمكن للإنسان أن يعيد ثانية من وقته قضاها بلا فائدة.

التواضع مع الله يؤدي بالضرورة إلى التواضع مع الناس، وعدم التواضع مع الناس معناه خلل في التواضع مع الله.

● الدرس سيتكرر في حياتك إلى أن تتعلمه، وكلما قاومت، ولم تستفد منه، فسيتكرر في حياتك.

● عندما تقول الحقيقة فالناس ستثق بك، وعندما تفي بالوعود فالناس ستحترمك، وعندما تشعر الآخرين بقيمتهم فالناس ستحبك.

يُحكَى أن زاهدًا كان يعيش تحت شجرة أمام قصر أحد الملوك، فإذا استيقظ الملك من نومه رأى الزاهد في عبادته، فأعجب به، وذهب إليه يومًا، فقال له: أيها الزاهد، أنا معجب جدًّا بزهدك، وأدعوك إلى أن تكون معي في القصر، فردَّ الزاهد: لا بأس، أذهب معك، فاستغرب الملك في نفسه، فكيف هو زاهد، ورضي أن يأتي معه إلى القصر؟! وبدأ يشك في حقيقة هذا الرجل وصدقه، ولكن لأنه دعاه التزم بالدعوة، وبالفعل سكن الزاهد في القصر، وقُدِّمت له غرفة كبيرة، وسرير كبير ومريح، وكل أنواع الطعام، فرآه الملك في غرفته ينام على السرير، وليس على الأرض، ورآه يأكل من أطايب الطعام، فشكَّ أكثر، واستغرب، فصارح الزاهد، وقال: في نفسي شيء منك، أنت زاهد، فكيف تنام على السرير، ولم تزهد في أنواع الطعام المختلفة؟! فما الفرق بيني أنا الملك وبينك أنت الزاهد، طالما لا تمانع أن تعيش مثلي؟ فقال الزاهد: تعالَ معي، وسأشرح لك، فخرجا من القصر، وبدءا في السير حتى خرجا من القرية، فقال الملك: هيا قل لي الآن. فقال له: سِر معي قليلاً، فسارا حتى ضاق صدر الملك، وقال له: هيا اشرح لي الأمر. فقال: أنا ذاهب، ولن أعود للقصر، فما رأيك أن تأتي معي؟ فقال الملك: مستحيل طبعًا أن أترك القصر، ما هذا الطلب الغريب؟! فردَّ عليه الزاهد: هذا هو الفرق بيني وبينك، أنا لا أمانع في أن أسكن تحت شجرة، أو أن أسكن في قصر، ففي كل حال من الأحوال نعمة من الله عليَّ أراها، والآن أنا لا أمانع في ترك القصر، أنا كنت في داخل القصر، ولم يكن القصر في داخلي، ولذلك أستطيع الذهاب بلا عودة، أما أنت فالقصر في داخل قلبك. الزهد يا أيها الملك، مكانه هنا، وأشار إلى قلبه.

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

تذكر ذلك اليوم، حين سمحت لي بقيادة سيارتك، وصدمتها لك؟ كنت أعتقد أنك ستغضب مني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما تقيأت فطيرة الفراولة في جميع أنحاء السجاد الجديد؟ اعتقدت أنك ستكرهني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما أجبرتك على الذهاب بي إلى الشاطئ، فقلت: إنها ستمطر، وفعلاً أمطرت؟ اعتقدت أنك ستقول: لقد قلت لك ذلك... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، عندما تغازلت مع الآخرين لإثارة غيرتك، وكنت حقًّا قد شعرت بالغيرة؟ كنت أعتقد أنك ستتركني... ولكنك لم تفعل!! تذكر ذلك اليوم، نسيت أن أقول لك: إن الحفل كان يتطلب لبس الملابس الرسمية، ولكنك لبست بنطالاً من الجينز؟ اعتقدت أنك ستتخلى عني... ولكنك لم تفعل!! نعم، كان هناك كثير من الأشياء التي لم تفعلها، ولكنك تعايشت معي؛ أحببتني، حميتني، كان هناك الكثير والكثير من الأشياء التي أردتُ أن أعوِّضها لك، عندما تعود من الحرب... ولكنك لم تفعل!! لم تعد!! كاتبة هذه القصيدة كانت سيدة توفي زوجها في الحرب؛ ذهب إلى أرض المعركة، وحين كانت ابنتهما في الرابعة من العمر كان زوجها قد قتل مع الأسف في ساحة المعركة، وترك امرأة أرملة حتى ماتت، وبينما كانت الابنة تنظم أغراض والدتها بعد وفاتها، اكتشفت هذه القصيدة مكتوبة بعنوان: (لكنك لم تفعل).

يُحكَى أن الفنان المعروف بيكاسو (1881- 1973م) كان يومًا يمشي في السوق، فلمحته امرأة، فذهبت إليه قائلة: أنا من أشدِّ المعجبات بفنك، فهل يمكن أن ترسمني على هذه الورقة؟ فتبسم بيكاسو، وأخذ الورقة، ورسم المرأة، وأعطاها الورقة، وقال: تفضلي، هذه سعرها مليون دولار، فردَّت السيدة: ولكن الرسمة لم تأخذ منك أكثر من 30 ثانية فقط لرسمها، فردَّ بيكاسو: يا عزيزتي، لقد احتجت إلى 30 سنة من التدريب حتى أستطيع رسم صورتك هذه في ثلاثين ثانية. (طبعا بيكاسو كان يمازح السيدة ولم يأخذ منها مبلغا مقابل الرسمة). الحكمة: عندما ترى المميزين في أي مجال من المجالات، لا تنسَ أن وراء هذا التميز ساعات، بل سنوات من الجهد والتعب.

يقال: إن امرأة كانت معجبة بالفيلسوف الكبير إيمانويل كانت (1724- 1804هـ)، وكانت تجلس معه، وكل يوم تنتظر أن يتقدم لخطبتها، ولكنه يتحدث معها دائمًا في أمور الفلسفة والحياة، ولم يذكر يومًا سيرة الزواج، وفي يوم من الأيام نفد صبرها، فقالت له: أحبك، هل تتزوجني؟ فقال: أحتاج إلى أن أفكر في الأمر، فلا أستطيع فعل أي شيء قبل أن أفكر، وبعد تفكير قرر أن يتزوجها، فذهب إلى بيت أبيها، وسأل عنها؟ فقال له أبوها: ولكنها تزوجت منذ سنوات عدة، ولديها طفلان، فأين كنتَ؟! يقال: إنه جلس يفكر لعدة سنوات، فوجد 354 سببًا يدعوه للزواج و350 سببًا يدفعه إلى عدم الزواج، فقرر أن الزواج أفضل، ولكن بعد فوات الأوان. الحياة فرص، واتخاذ القرارات في الحياة يجب أن يكون وسطًا بين التسرع والمماطلة، فكلاهما مُهلِك.

في الأيام التي كان فيها سعر الآيس كريم أقل من سعره الآن بكثير، دخل صبي يبلغ من العمر 10 سنوات مقهى فندق، وجلس على طاولة. وضعت النادلة كأسًا من الماء أمامه، فسألها: ما سعر صانداي آيس كريم؟ أجابت النادلة: 50 سنتًا. سحب الولد الصغير يده من جيبه، وقام بعمل بعض الحسابات على عدد من القطع النقدية... ثم سألها: ما سعر الآيس كريم العادي؟ كان بعض الناس ينتظرون للحصول على طاولة، وبدأ صبر النادلة ينفد. أجابت النادلة بفظاظة: 35 سنتًا. عدَّ الصبي العملات مرة أخرى، وقال: سآخذ الآيس كريم العادي. أحضرت النادلة الآيس كريم، ووضعت الفاتورة على الطاولة، ومشت. أنهى الصبي طبق الآيس كريم الخاص به، واتجه إلى المُحاسب، ودفع الفاتورة، وانصرف. عادت النادلة لمسح الطاولة، وأحست بغصة لما رأته، حيث وجدت 15 سنتًا وُضِعت بعناية بجانب الطبق الفارغ بقشيشًا لها.

سقط الحمار المفضل لدى رجل في هاوية عميقة، ولم يستطع إخراجَه مهما حاول من المرات، فقرر دفنه حيًّا، فبدأ يهيل التراب على الحمار من أعلى، وبدأ الحمار يحسُّ بالثقل، فيهز جسمه، وينثر التراب عنه، ويقف عليه، وكلما تنزل عليه كمِّية من التراب يهزُّ جسمه، ويقف عليها، فيرتفع أكثر وأكثر، ومع حلول الظهر كان الحمار يرعى في المراعي الخضراء. بعد كثير من الهز ونثر التراب، يتمكَّن الشخص من الوقوف عليه، ويتخلَّص من مشكلته، ثم يمرح في السعادة والهناء.

يُروى في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ضُبِط لص يحاول سرقة منزل، فلما كشفوه صاح اللص، وقال: العفو يا أمير المؤمنين، أول مرة! فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، إن الله أكرم من أن يفضح مذنبًا أول مرة.

يُحكَى أن ملكًا كان يحكم دولة واسعة جدًّا، فأراد يومًا القيام برحلة برية طويلة، وعند عودته وجد أن قدميه تورَّمتا بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسومًا يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط، فكانت هذه بداية الأحذية، فإذا أردتَ أن تعيش سعيدًا في العالم، فلا تحاول تغيير العالم كله، بل اعمل التغيير في نفسك، ثم حاول تغيير العالم بأسره.

يُحكَى أن أحدهم نزل ضيفًا على صديق له من البخلاء، وما إن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه، وقال له: يا ولد، عندنا ضيف عزيز على قلبي، فاذهب واشترِ لنا نصف كيلو لحم من أحسن اللحم، فذهب الولد، وبعد مدة عاد، ولم يشترِ شيئًا، فسأله أبوه: أين اللحم؟! فقال الولد: ذهبت إلى الجزار، وقلت له: أعطِنا أحسن ما عندك من اللحم، فقال الجزار: سأعطيك لحمًا كأنه الزبد، فقلت لنفسي: إذا كان كذلك، فلماذا لا أشتري الزبد بدل اللحم، فذهبت إلى البقال، وقلت له: أعطِنا أحسن ما عندك من الزبد، فقال: أعطيك زبدًا كأنه الدبس، فقلت: إذا كان الأمر كذلك، فالأفضل أن أشتري الدبس، فذهبت إلى بائع الدبس، وقلت: أعطِنا أحسن ما عندك من الدبس، فقال الرجل: أعطيك دبسًا كأنه الماء الصافي، فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك، فعندنا ماء صافٍ في البيت، وهكذا عدت دون أن أشتري شيئًا! فقال الأب: يا لك من صبي نبيه! ولكن فاتك شيء، فلقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان، فأجاب الابن: لا، يا أبي، فقد لبست حذاء الضيف!

كان رجل يمرُّ من بين الفيلة، فتوقف فجأة حائرًا في حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة ممسوكة بهذه الحبال الصغيرة المربوطة بأرجلها الأمامية؛ فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص، وكان من الواضح أن الفيل يستطيع وفي أي وقت أن يتحرر من قيده، ولكن لسببٍ ما لم يفعل ذلك!! رأى مدربًا قريبًا، فسأله: لِمَ تقف هذه الحيوانات هناك، ولا تبذل أي محاولة للهرب؟! قال المدرب: حسنًا، عندما تكون صغيرة في السن والحجم، نستخدم الحبل نفسه لربطها، وعندما تصل لسن أكبر تعتقد أنها لا تستطيع فكَّ الرباط، وأنها ما زالت مقيَّدة، فلا تحاول حتى قطعه. كم منا مثل الفيلة في الحياة؛ نظل معلقين بقناعة أننا لا نستطيع عمل الشيء؛ وذلك ببساطة لأننا فشلنا في ذلك مرة واحدة من قبل! الفشل هو جزء من التعلم؛ لذا ينبغي ألا نستسلم، وأن نستمر في النضال من أجل الحياة.

كان صبي صغير يُدعَى حميد يعيش في قرية بدائية مغربية صغيرة، وقد كان مستهترًا غيرَ مبالٍ، وزملاؤه جميعهم يغضبون منه لاستهتاره المستمر، وخاصة معلمته عائشة التي كانت تصرخ دائمًا في وجهه. وفي أحد الأيام ذهبت والدته لتتحقق من مدى تعلمه، فقالت لها المعلمة عائشة بصدق: إن ابنها هو مجرد كارثة، ولا يحصل إلا على العلامات المنخفضة جدًّا، حتى إنها لم ترَ مثل هذا الصبي الغبي في حياتها المهنية بأكملها، لم تستطع الأم تقبُّل هذا النقد، فبادرت بنقل ابنها ليس فقط من مدرسته، ولكن أيضًا من المدينة بأكملها. بعد 25 عامًا، أُصيبت المعلمة بمرض في القلب، وهو غير قابل للشفاء، فنصحها الأطباء بقوة أن تجري عملية القلب المفتوح على يد جراح واحد فقط يمكن أن يجريها على نحو فاعل، فغادرت لعمل الجراحة مع عدم توافر خيارات أخرى، فأجرت العملية، وكانت ناجحة. عندما فتحت عينيها، رأت طبيبًا وسيمًا يبتسم في وجهها، فأرادت أن تشكره، لكنها كانت ما زالت تحت تأثير البنج، وكان الطبيب يحدق في وجهها الذي تحوَّل فجأة إلى اللون الأزرق، ورفعت يدها محاولة قول شيء ما، ولكن من دون جدوى، ثم توفيت. صُدم الطبيب، وحاول فهم ما حدث توًّا، وما إن التفت إلى الوراء، حتى رأى حميدًا عامل النظافة، الذي فصل جهاز الأكسجين، وشبك مكنسته الكهربائية مكانه بالخطأ! الخلاصة: إذا كنت تفكر أن حميدًا أصبح طبيبًا، فمثل هذه الأشياء تحدث في القصص فقط؛ عليك أن تعمل بجد لتكون ناجحًا في مكان ما، فالاستهتار واللامبالاة في الصغر نتيجتهما مُظلمة إن لم تُعدِّل من نفسك.

الموهبة أرخص من مِلح الطعام، الجسر بين الموهبة والنجاح هو العمل الجاد.

وجود هدف في حياتك ليس فقط يضيف سنين إلى حياتك، ولكن يضيف حياة إلى سنينك.

طوبى لمن مات، وماتت معه ذنوبه، وويل لمن مات، وعاشت بعده ذنوبه.

إذا المـرء أفشـى سـرَّه بلسانـه ولام عليـه غيـرَه فهـو أحمـق إذا ضاقَ صدرُ المرء عن سرِّ نفسه فصدر الذي يستودع السرَّ أضيـقُ

إذا لم تستطع فعل شيء عظيم، فافعل شيئًا بسيطًا بطريقة عظيمة.

لا تنسَ ثلاثة أصناف من الناس: الذي ساعدكَ في الضيق، والذي ترككَ في الضيق، والذي وضعكَ في الضيق، فالزم الأول، واحذر الثاني، وابتعد عن الثالث.