‫أربعون 40‬

by أحمد الشقيري

وزن كأس من الماء كانت أستاذة علم النفس تقف على خشبة المسرح لتدريس (مبادئ إدارة الإجهاد) في قاعة مليئة بالطلاب، فرفعت كأسًا من الماء، وتوقع الجميع أن يكون السؤال: الكأس نصف فارغة أم نصف ممتلئة؟ بوصفه سؤالاً نموذجيًّا في هذا الموقف، لكن بدلاً من ذلك، سألت بابتسامة على وجهها: ما ثقل الكأس التي أحملها؟، فهتف الطلاب ببعض الإجابات تتراوح بين ثمانية أواقٍ إلى باوندين اثنين، فأجابت: من وجهة نظري، الوزن المطلق لهذه الكأس لا يهم؛ كل هذا يعتمد على المدة الزمنية التي أستطيع فيها تحمُّل حمْل هذه الكأس؛ إذا كنت سأحملها مدة دقيقة أو دقيقتين فإنها خفيفة إلى حد ما، أما إذا كنت سأحملها ساعة متواصلة فوزنها قد يسبب لي ألمًا في ذراعي، أما إذا كنت سأحملها يومًا كاملاً، فعلى الأرجح سأصاب بتمزق عضلي وخدر، ولن أستطيع تحريك ذراعي، وستسقط الكأس من يدي. على كل حال، وزن الكأس لا يتغير، ولكن كلما طالت المدة التي أمسك بها الكأس، شعرت بها أثقل، فهزَّ الطلبة رؤوسهم بالاتفاق مع ما قالت، وأكملت: الضغوط والقلق في حياتك هي إلى حد كبير مثل كأس الماء هذه؛ التفكير فيها بعض الوقت لن يُحدِث أي شيء، وعند التفكير فيها مدة أطول قليلاً، ستشعر بالألم، أما التفكير فيها يومًا كاملاً فسيُشعرك بالخدر تمامًا، وستجد نفسك غير قادر على فعل أي شيء آخر، حتى تسقطها.